الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

الحرب على لبنان.. مخطط نتنياهو لنسف جهود وقف إطلاق النار في غزة

  • مشاركة :
post-title
دخان كثيف نتيجة قصف إسرائيلى على جنوب لبنان

القاهرة الإخبارية - محمود غراب

تزايدت المخاوف إزاء قيام جيش الاحتلال الإسرائيلي بتوجيه ضربة عسكرية لجنوب لبنان، بعد شروع الاحتلال في استدعاء جنود الاحتياط الذين تم إعفاؤهم من الخدمة.

وقال جيش الاحتلال في بيان نشره على منصة "إكس" الإثنين الماضي: "أوعز وزير الدفاع يوآف جالانت بإعادة من كانوا في الاحتياط، وتم إعفاؤهم من الخدمة في السابق بسبب تخفيض القوات، والذين ما زالوا في سن الخدمة".

وتعتمد إسرائيل بشكل كبير على جنود الاحتياط، الذين يعتبرون العمود الفقري لجيش الاحتلال خلال الحرب على غزة. وفي الأيام الأولى من الحرب، استدعت إسرائيل الغالبية العظمى من جنود الاحتياط البالغ عددهم 465 ألف جندي حسب صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية.

وذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، أن قرار جيش الاحتلال الأخير باستدعاء جنود الاحتياط الذين سبق إعفاؤهم يأتي على خلفية النقص في قواته. وقالت إن القرار سينطبق على من هم في سن 35 عامًا أو أقل، حيث سيتم إعادتهم إلى خدمة الاحتياط بعدما حصلوا على إعفاء منها.

وأوضحت الصحيفة، أن الحديث يدور عن 15 ألف مواطن إسرائيلي، أدوا الخدمة النظامية، وتم إعفاؤهم من خدمة الاحتياط منذ تسريحهم من الخدمة الإلزامية قبل 14 عامًا.

وربطت تقارير استدعاء الاحتلال 15 ألف جندي من قوات الاحتياط، وإرسالهم الى الحدود مع لبنان، بالتحضير للتصعيد ضد لبنان.

ومنذ الثامن من أكتوبر الماضي، يتبادل حزب الله اللبناني وجيش الاحتلال القصف عبر الحدود بين جنوب لبنان والمستوطنات الشمالية. وتصاعد القصف بين الجانبين بعد اغتيال القيادي العسكري البارز في حزب الله فؤاد شكر، في عملية إسرائيلية بضاحية جنوب بيروت، في 30 يوليو الماضي، ما أثار المخاوف من اندلاع حرب شاملة بين الطرفين.

وأدى القصف المتبادل بين جيش الاحتلال الإسرائيلي وحزب الله اللبناني، منذ 8 أكتوبر الماضي، إلى مقتل 570 شخصًا على الأقل، بينهم ما لا يقل عن 118 مدنيًا وأكثر من 370 مقاتلًا من حزب الله، وفقا لفرانس برس.

وكشف موقع "واللا" العبري، عن الخسائر المادية والبشرية التي تكبدها الاحتلال خلال المواجهة مع حزب الله. وقال الموقع العبري، إن 44 إسرائيليًا قُتلوا منذ بداية المواجهات مع حزب الله اللبناني، بينهم 24 مستوطنًا و19 ضابطًا وجنديًا وعامل أجنبي واحد. وأشار إلى أن 271 إسرائيليًا منهم141 جنديًا وضابطًا، أصيبوا منذ بداية المواجهة مع حزب الله في 8 أكتوبر الماضي.

وأفاد الموقع باحتراق 180 ألف دونم من الأراضي في مستوطنات شمال فلسطين المحتلة منذ بداية المواجهة مع حزب الله.

وأوضح أن خسائر قطاع السياحة تجاوزت مليارا و150 ألف شيكل (حوالي 270 مليون دولار) بينما الخسائر المباشرة تصل إلى مليار و600 ألف شيكل.

وقالت القناة 12 العبرية، إن المواجهة المستمرة على الحدود مع لبنان أدت خلال الأشهر العشرة الماضية إلى اندلاع حرائق في 790 موقعًا في الجليل والجولان، كما أن الحرائق أتت على 189 كيلومترًا مربعًا، وذلك بعد أن تعرضت هذه المناطق لما لا يقل عن 6500 قذيفة صاروخية أُطلقت من جنوب لبنان.

وخلال الأيام القليلة الماضية، نفذت الطائرات الإسرائيلية غارات جوية في منطقة البقاع، كما اغتالت قياديا في "كتائب شهداء الأقصى" التابعة لحركة "فتح" في لبنان، إلى جانب سقوط 6 قتلى من "حزب الله"، فيما وسع الحزب دائرة القصف إلى الجولان ومحيط طبريا وصفد.

وأثارت الهجمات المتصاعدة عبر الحدود، مخاوف من صراع أوسع نطاقا، ويرى مراقبون أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يسعى لفتح جبهة قتال ضد حزب الله في جنوب لبنان، في إطار محاولته إجهاض الجهود الساعية حاليا، لوقف إطلاق النار في غزة.

ويراهن جيش الاحتلال الإسرائيلي على تأجيج المعارضة الداخلية ضد حزب الله اللبناني، من خلال ضربة عسكرية لجنوب لبنان تفاقم أزمات الشعب هناك، وتفجر بركان الغضب اللبناني ضد الجماعة المُسلحة، وفق ما ذكرت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية، مؤخرًا.

ونشرت المجلة تحليلًا للكاتبة والباحثة أنشال فوهرا، قالت فيه إن إحدى الاستراتيجيات التي يفكر فيها الإسرائيليون الآن هي "إبقاء أي هجمات محدودة على المناطق التي يهيمن عليها حزب الله في جنوب لبنان، وضاحية بيروت، ووادي البقاع"، لافتة إلى أن هذا من شأنه أن "يعطل الاقتصاد اللبناني المنهار بالفعل".

وشددت على أن الهدف الاستراتيجي الرئيسي سيكون "نزوح أنصار الحزب من الجنوب إلى مناطق أخرى في لبنان؛ مما يؤدي إلى زيادة التوترات الطائفية والاجتماعية في بلد يقوم الحكم فيه على نوع من التوافق بين المذاهب والطوائف التي يبلغ عددها نحو 18 طائفة معترفًا بها رسميًا".

ورأت فوهرا أن "ما يسعى له نتنياهو من خلال القصف المستمر على القرى الجنوبية هو تهجير أكبر عدد من السكان الجنوبيين الى الداخل اللبناني، فهذا بالنسبة إليه هدف استراتيجي القصد منه إشعال مشاكل داخل الطائفة الشيعية".

كما يواجه نتنياهو ضغوطا داخلية وخارجية لأجل الموافقة على اتفاق مع حماس بوقف إطلاق النار في غزة، وصفقة تبادل المحتجزين بأسرى فلسطينيين في سجون الاحتلال.

ويعمل رئيس حكومة الاحتلال على إجهاض جهود وقف إطلاق النار في غزة، من خلال التمسك بوجود عسكري إسرائيلي في ممري فيلادلفيا ونتساريم بغزة، ومواصلة الحرب على القطاع، بذريعة القضاء على حماس.

وفي مواجهة تلك الضغوط، يسعى نتنياهو لتوسيع رقعة الحرب بفتح جبهة قتال جديدة مع حزب الله في لبنان، وذلك بهدف إطالة أمد الحرب، التي يرى فيها ضمانة لبقائه سياسيًا، حيث يصر على البقاء في منصبه حتى نهاية ولايته في أكتوبر عام 2026.