لا تزال دولة الاحتلال الإسرائيلي، تسعى لاستعادة المحتجزين في غزة عبر استخدام العديد من الطرق والأساليب المختلفة، وأعلن جيش الاحتلال، أمس الثلاثاء، العثور على 6 جثث لهم، خلال عملية في غزة، ووفقًا لصحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، استغرقت العملية ساعات من الليل في الحفر عميقًا داخل نفق يبلغ طوله 650 قدمًا في خان يونس لاستخراجهم.
تكليف لجنة
تم تكليف لجنة من خبراء الصحة بعد نحو أسبوعين من هجمات السابع من أكتوبر، بمراجعة المعلومات الاستخباراتية السرية وتحديد ما إذا كان المحتجزين أحياء أم أمواتًا، لإخطار الأسر وإبلاغ المفاوضين.
وحددت اللجنة حتى الآن أن أكثر من 40 محتجز قتلوا، بناءً على لقطات كاميرات أمنية في إسرائيل ومقاطع فيديو تم العثور عليها في غزة، وأدلة الحمض النووي، وفقًا لعوفر ميرين، المدير العام لمركز شعاري تسيديك الطبي في القدس، عضو اللجنة.
وتم تشكيل فريق من المتطوعين الذين قاموا بمسح وسائل التواصل الاجتماعي وتطوير خوارزميات لتمشيط 200 ألف مقطع فيديو لتحديد الأشخاص المفقودين ثم قام الفريق بمشاركة النتائج مع مسؤولي الاستخبارات.
وبعد بدء توغل جيش الاحتلال في غزة، في 27 أكتوبر، كانت المعلومات الاستخباراتية لا تزال محدودة، كما أثبتت الاستجابة العسكرية أنها كانت قاتلة لبعض المحتجزين، وفقًا لاثنين من المسؤولين الإسرائيليين السابقين كانا قد تحدثا إلى الصحيفة الأمريكية.
الذكاء الاصطناعي
ورغم تأكيد مسؤولين إسرائيليين أن الاستخبارات البشرية ضرورية لإجراء عمليات العثور على المحتجزين لأن ذلك النوع من المعلومات يكون دقيقًا للغاية، فإن أشخاصًا مطلعين على الأمر، قالوا إن إسرائيل وسعت أيضًا من استخدامها للذكاء الاصطناعي في هذه المهمة وفقًا للصحيفة الأمريكية.
وتلجأ دولة الاحتلال للذكاء الاصطناعي للمساعدة في معالجة وتحليل كميات كبيرة من المعلومات البصرية وإشارات الاتصالات والمعلومات الاستخباراتية البشرية القادمة من غزة، لأنها أدركت أنها لا تستطيع معالجتها يدويًا.
ولا يزال جمع المعلومات الاستخباراتية الإسرائيلية يواجه تحديات، إذ تحرص حركة حماس، على اتباع أساليب اتصالات معقدة لتجنب التقاط الإشارات وكذلك، يعد انتشار المحتجزين في جميع غزة ونقلهم من مكان إلى آخر يجعل من الأمر أكثر تعقيدًا، حسب الصحيفة الأمريكية.
وقف إطلاق النار
وفي وقت سابق، قال مسؤول استخباراتي إسرائيلي سابق في حديثه إلى "وول ستريت جورنال"، إنه "لن تتم عودة معظم المحتجزين دون التوصل إلى اتفاق".
ووصل أنتوني بلينكن، وزير الخارجية الأمريكي، أمس الثلاثاء، مدينة العلمين الجديدة الواقعة في شمال مصر، في إطار جولة بالشرق الأوسط، تتمحور حول مسعى جديد للتوصل إلى هدنة واتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة.
وشكلت مصر المحطة الثانية لوزير الخارجية الأمريكي في المنطقة، بعد انتهاء زيارته إلى إسرائيل، حيث وصل الأحد، إلى تل أبيب في زيارة تهدف إلى تكثيف الضغوط الدبلوماسية من أجل التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة هذا الأسبوع ينهي إراقة الدماء المستمرة منذ أشهر بين إسرائيل وحركة حماس.
وتواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي ارتكاب جريمة الإبادة الجماعية في قطاع غزة، عبر شنّ عشرات الغارات الجوية والقصف المدفعي، مع ارتكاب مجازر ضد المدنيين.