بعد دخول الحرب الإسرائيلية العنيفة في غزة شهرها الحادي عشر لا يزال رئيس وزراء دولة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يغلق كل باب أمام إنهاء الحرب في غزة.
وذكرت هيئة البث الإسرائيلية، عن مسؤولين في طاقم المفاوضات بشأن إنهاء الحرب في غزة، "إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يسعى إلى تفجير المفاوضات من خلال تصريحاته اليوم الثلاثاء".
مشاركة بلا جدوى
كما أضافت هيئة البث الإسرائيلية أن: "مسؤول المفاوضات بالجيش الإسرائيلي رفض المشاركة بمحادثات القاهرة، معتبرًا أنها بلا جدوى لتعنت نتنياهو"، إذ انتقد المسؤولون في فريق التفاوض الإسرائيلي كلمات نتنياهو خلال لقائه مع أعضاء منتدى هاتيكفا في وقت سابق اليوم، حسبما ورد في صحيفة "كان 11" العبرية.
والتقى "نتنياهو" اليوم بممثلي عائلات المحتجزين في منتدى "هاتيكفا"، وشدد خلال اللقاء على أنه "إذا تم التوصل إلى اتفاق فإنه سيكون اتفاقًا يحفظ المصالح التي أكررها مرارًا وتكرارًا، وهي الحفاظ على الأصول الاستراتيجية لإسرائيل".
تضييق على المفاوضين
وقال "نتنياهو" لـ"بلينكن" الاثنين، "إنه ملتزم بالتوصل إلى اتفاق بشأن الأسرى في غزة ووقف إطلاق النار"، فيما يقول مسؤولون إسرائيليون "إنه رفض منح مفاوضيه مساحة كافية للتوصل إلى اتفاق"، وفق موقع "أكسيوس" الأمريكي.
وقال مسؤولان إسرائيليان كبيران، وفق "أكسيوس"، "لقد أطلع فريق التفاوض نتنياهو، الأحد الماضي، على أنه إذا منحهم المزيد من مساحة المناورة، فقد يكون من الممكن التوصل إلى اتفاق، لكنه رفض التراجع ووبخهم على الاستسلام".
وقال المفاوضون (مدير الموساد الإسرائيلي ديفيد برنياع، ورئيس الشاباك رونين بار، والجنرال نيتسان ألون) لنتنياهو في إفادة صحفية الأحد الماضي: "إنهم كانوا يتفاوضون منذ أشهر وأن التوصل إلى اتفاق يعتمد على مواقفه الحالية أمر غير ممكن"، لكن نتنياهو يواصل القول إنه إذا بقيت إسرائيل ثابتة، فإن حماس سوف تستسلم في نهاية المطاف.
رفض حماس
ورفضت حماس الاقتراح الأمريكي الأخير الأحد الماضي، وألقت باللوم على الخطوط المتشددة التي انتهجها نتنياهو، وجاء ذلك بعدما زعم البيت الأبيض تحقيق تقدم كبير خلال المحادثات في الدوحة الأسبوع الماضي، وقال مسؤولون أمريكيون إن "الرئيس بايدن يريد التوصل إلى اتفاق بحلول نهاية الأسبوع".
وقال وزير الخارجية الأمريكي، خلال زيارته لإسرائيل، أمس الاثنين، "إن نتنياهو قبل الاقتراح الأمريكي وأصبح من الواجب الآن على حماس أن تحذو حذوه"، فيما أثار هذا التصريح حيرة بعض المسؤولين الإسرائيليين الذين قالوا "إن الخطوط المتشددة التي يتبناها نتنياهو تجعل التوصل إلى اتفاق أكثر صعوبة في الواقع"، وفق "أكسيوس".
وبحسب مسؤولين إسرائيليين كبار نقل عنهم "أكسيوس"، فإن "نتنياهو أيد الاقتراح الأمريكي الذي تضمن العديد من مطالبه المحدثة، وهو يعلم أن حماس سترفضه"، فيما تقول المصادر "إن تصريح نتنياهو العلني بأن المفاوضين الإسرائيليين متفائلون بحذر بشأن التوصل إلى اتفاق كان مجرد موقف سياسي".
فجوات في قمة الدوحة
وذكر "أكسيوس"، "أن الفجوات التي تم تضييقها في الدوحة كانت بين المواقف الأمريكية والإسرائيلية، وليس بين إسرائيل وحماس"، مشيرة إلى أن المفاوضين الإسرائيليين أطلعوا نتنياهو خلال عطلة نهاية الأسبوع أن حماس سترفض الصفقة وتزعم أنها تمثل مواقف إسرائيل وليس الولايات المتحدة، وهو ما أعلنته الأحد، حماس بالضبط.
والواقع أن هناك عقبتين رئيسيتين في طريق المحادثات، وهما المطالب الجديدة التي طرحها نتنياهو في الأسابيع الأخيرة، أن تحتفظ إسرائيل بالسيطرة العسكرية على ممر فيلادلفيا على الحدود بين مصر وغزة، وأن يتم إنشاء آلية لمنع تهريب الأسلحة من جنوب غزة إلى الشمال، وقد رفضت حماس كلا المطلبين.
نفى مصري
ونفى مصدر رفيع المستوى، أمس الاثنين، موافقة مصر على بقاء القوات الإسرائيلية في معبر فيلادلفيا، وقال المصدر في تصريحات لـ"القاهرة الإخبارية" إنه لا صحة شكلًا وموضوعًا لما تناولته وسائل الإعلام الإسرائيلية، من موافقة مصر على بقاء القوات الإسرائيلية في معبر فيلادلفيا، مؤكدًا تمسك مصر بالانسحاب الإسرائيلي الكامل من معبر رفح ومحور فيلادلفيا.
وتوصل وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت، ورؤساء الأجهزة الأمنية الإسرائيلية إلى أنهم قادرون على التخفيف من مخاطر سحب القوات من ممر فيلادلفيا، وأن إنشاء آلية المراقبة هذه سوف يستغرق شهورًا.
وعلاوة على ذلك، قال جالانت والمفاوضون لنتنياهو في اجتماع الأحد إن تأخير أي اتفاق حتى تتم تلبية تلك المطالب، من شأنه أن يعرض للخطر نحو 115 محتجزًا ما زالوا في الأسر ويزيد من خطر اندلاع حرب إقليمية، بحسب مسؤولين إسرائيليين.
ممر فيلادلفيا
واجتمع مسؤولون مصريون وإسرائيليون وأمريكيون في القاهرة يومي الأحد والاثنين الماضيين لمناقشة ممر فيلادلفيا، وقال المسؤولون الإسرائيليون إنه بناء على توجيهات نتنياهو، قدم الجانب الإسرائيلي خريطة أظهرت أن إسرائيل قلصت بعض قواتها، لكنها ما زالت تنشرها على طول الممر، ورفض المصريون هذه الخطة.
وناقش بلينكن ونتنياهو الوضع في غزة لمدة ثلاث ساعات أمس الاثنين، حيث أكد بلينكن أن الولايات المتحدة تتوقع إحراز تقدم نحو التوصل إلى اتفاق، بحسب مصدر مطلع على الاجتماع.
الاحتياج لتفويض واسع
وقال المصدر "إن بلينكن شعر أن نتنياهو كان بناءً ويريد حقًا المضي قدمًا في صفقة جزئيًا؛ لأنه يشعر بالقلق بشأن خطر التصعيد الإقليمي في غيابها"، وقال نتنياهو في بيان "إنه أبلغ بلينكن بأنه ملتزم بالمقترح الأمريكي الحالي، والذي أكد أنه يأخذ في الاعتبار احتياجات إسرائيل الأمنية".
وقال مساعد نتنياهو، حسب "أكسيوس"، "إن نتنياهو أبلغ بلينكن أنه ينوي إرسال رؤساء فريق التفاوض الإسرائيلي إلى قمة متابعة في القاهرة في وقت لاحق من هذا الأسبوع"، فيما أضاف مسؤول إسرائيلي "إن ما يهم ليس ما إذا كان نتنياهو سيرسل المفاوضين، بل ما إذا كان سيعطيهم تفويضًا واسعًا بما يكفي للتوصل إلى اتفاق".