الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

ليسوا محترفين.. إسرائيل تقتل جنودها في غزة بـ"خطأ فني"

  • مشاركة :
post-title
إسرائيل تقصف جنودها بخطأ فني

القاهرة الإخبارية - عبدالله علي عسكر

كارثة في خان يونس"، هكذا وصفت وسائل الإعلام العبرية حادثة استهداف مقاتلة إسرائيلية لمبنى تحتمي فيه قوات من المظليين التابعين لجيش الاحتلال في قطاع غزة؛ مما أدى إلى مقتل ضابط وإصابة عدد من الجنود.

قتيل و6 مصابين

قُتل الملازم شاهار بن نون، البالغ من العمر 21 عامًا، وهو قائد فريق في دورية مظليين تابعة لجيش الاحتلال، وأصيب 6 جنود آخرين صباح الاثنين خلال غارة جوية إسرائيلية على أطراف حي حمد غرب خان يونس في قطاع غزة، جراء إصابتهم بقنبلة أطلقتها طائرة حربية إسرائيلية.

وأرجعت صحيفة "يديعوت أحرونوت" خطأ المقاتلة الإسرائيلية التي استهدفت جنودًا إسرائيليين إلى ما وصفته بـ"العطل الفني". ووفقًا للصحيفة، فقد قُتل 694 جنديًا إسرائيليًا في حرب غزة، منهم 333 منذ بدء العمليات البرية في القطاع في 27 أكتوبر الماضي.

ووفق الصحيفة، كشفت التحقيقات الأولية أنه في حوالي الساعة 6:40 صباحًا وقع انفجار في مبنى مكون من 6 طوابق كانت تتواجد فيه قوة من دورية المظليين، ما أدى إلى انهيار جزء من المبنى على الجنود. وتم إجلاء القتيل والمصابين بواسطة طائرات مروحية إلى مستشفيات في إسرائيل.

التحقيقات الأولية

وذكرت التحقيقات الأولية أن طائرة إف 15، من الطائرات المقاتلة المساندة للفرق، هاجمت هدفين في وقت واحد، أحدهما على بعد 300 متر من القوة، مستخدمة الأسلحة التي كان من المفترض أن تصيب الهدف. وبسبب خلل فني، أصابت القنبلة التي أطلقت من الطائرة شقة مجاورة للشقة المستهدفة، مما أدى إلى مقتل ضابط وإصابة جنود آخرين.

وتعد القنبلة التي أصابت الجنود الإسرائيليين صغيرة نسبيًا، ويستخدمها جيش الاحتلال في كثير من الأحيان للمساعدة وتخفيف الضربات لصالح القوات البرية. ومن المتوقع أن يكون مصنعها الأمريكي مشاركًا في التحقيق الذي يقوده المقر التكنولوجي للقوات الجوية، وفق الصحيفة.

الضابط الإسرائيلي القتيل في الغارة الإسرائيلية على غزة
خلل فني

وستقوم القوات الجوية التابعة لجيش الاحتلال بالتحقق مما إذا كان هناك خلل في الأجزاء الداخلية للقنبلة الذكية، لأنها انحرفت قليلًا إلى يسار خط هدفها الأصلي. فيما يقول الجيش الإسرائيلي: "إنه خلال الأشهر العشرة من القتال، تم تنفيذ الآلاف من هجمات المساعدة هذه حتى الآن، ومن مسافة قريبة، وانتهت بسلام حتى في المناطق المزدحمة مثل حي حمد حيث يعمل لواء المظليين حاليًا".

وأمس، أصيب جندي إسرائيلي من الكتيبة 202 من لواء المظليين التابع للاحتلال بجروح خطيرة في خان يونس جراء إطلاق نار من نوع آر بي جي. كما أعلن عن دفن الرائد يوتام يتسحاق بيليد (34 عامًا) والرقيب أول مردخاي يوسف بن شوام (34 عامًا) اللذين قُتلا السبت الماضي؛ جراء انفجار عبوة ناسفة في قطاع غزة.

ليس جيشًا محترفًا

ويقول رافائيل كوهين، مدير برنامج "الاستراتيجية والعقيدة" في مشروع القوات الجوية التابع لمؤسسة راند: "اعتادت إسرائيل تمجيد جيشها قبل طوفان الأقصى، في مزيج من القومية والإيمان العميق وإن كان في غير محله".

وأضاف كوهين: "يعتبر الجيش الإسرائيلي في جوهره تجمعًا عسكريًا وليس جيشًا محترفًا. لقد تم تصميم الجيش الإسرائيلي عمدًا ليكون ما أسماه رئيس الوزراء المؤسس لإسرائيل، ديفيد بن جوريون، "جيش الشعب"، وهو انعكاس للمجتمع نفسه".

رافائيل كوهين، مدير برنامج "الاستراتيجية والعقيدة"

وتابع كوهين: "خلال صباح يوم واحد، حطمت حماس إحساس الإسرائيليين بالأمن، إلى جانب ثقتهم في قدرة الجيش الإسرائيلي، لذلك يسود الشعور بالفشل الشخصي، بل والعار الذي يثقل كاهل الضباط الإسرائيليين كل يوم".

في يناير 2023، وجد تقرير صادر عن معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي (INSS) أن 6% فقط ممن أنهوا خدمتهم الإلزامية استوفوا شرط الخدمة الاحتياطية، المتمثل في الخدمة لمدة 20 يومًا على الأقل على مدى ثلاث سنوات.

افتقار إلى قيود الجيوش

ويفخر الإسرائيليون بعدم وجود القيود الهيكلية التي تعاني منها جيوش الولايات المتحدة والدول الأخرى، حيث الضباط أصغر سنًا من نظرائهم. فنجد ضباطًا في العشرينيات من العمر يقودون مجندين في أواخر سن المراهقة.

ويقول كوهين: "تُلفت البيانات المستمدة من عدوان غزة الحالي إلى أن الضباط، من الملازمين إلى رتبة كولونيل، يشكلون ما يقرب من ربع إجمالي الخسائر القتالية التي تكبدها الجيش الإسرائيلي حتى الآن".

وأكد أن "هذا الافتقار إلى الانضباط العسكري يشكل أهمية بالغة في إدارة الحرب اليوم، لكن الأمر سيكون أكثر أهمية عندما تنتهي الحرب وينتقل الصراع إلى مرحلة إعادة الإعمار".