وضعت الحكومة البريطانية بقيادة كير ستارمر خططًا جديدة، في محاولة لاحتواء الهجرة غير الشرعية وطالبي اللجوء الذين يصل عددهم بالآلاف سنويًا، وذلك في أول اختبار لها ضمن سياسات "حرب القوارب" التي من المنتظر أن ينفذها حزب العمال البريطاني.
وتشهد أوروبا تدفقًا هائلًا من المهاجرين، الذين يعبرون البر الرئيسي الأوروبي سنويًا، منهم - وفق البرلمان الأوروبي - ما يقرب من 46 ألفًا، يحاولون الوصول إلى بريطانيا على متن قوارب صغيرة قادمين من شواطئ شمال فرنسا عبر بحر المانش، وهو ما دفع الحكومة البريطانية لاتخاذ تدابير صارمة من أجل مواجهة هذا الأمر.
طالبو اللجوء
ويعد قانون رواندا باكورة تلك التدابير، فيما عُرف باسم حرب "إيقاف القوارب" من قبل حكومة سوناك، إلا أنه تسبب في جدل كبير وفق صحيفة تليجراف، بين نواب وسياسيين يحاولون تشديد العقوبات على المهاجرين، الذين رأى بعضهم أنه يمثل تهميشًا للمعاهدات الدولية، وطالبوا باحترام حقوق الإنسان.
وكان كير ستارمر زعيم المعارضة وقتها أبرز المنتقدين لتلك الخطة، وطالب حكومة سوناك بالتركيز على كيفية منع القوارب الصغيرة من الوصول في المقام الأول بدلًا من إضاعة الوقت والمال، وأطلق تصريحه الشهير بأن "عددًا من طالبي اللجوء في يوم واحد، أكبر من المتواجدين في المجلس".
ملاحقة واحتجاز
ومن المنتظر أن تشن حكومة ستارمر، التي شهدت منذ تعيينها وصول 5700 طالب لجوء عبر تلك القوارب، وفق الخطط الجديدة التي أعلنت عنها، بحسب صحيفة the globe and mail، حربًا على العصابات المسؤولة عن جلب طالبي اللجوء، حيث أعلنت وزارة الداخلية البريطانية عن توظيف 100 ضابط من أجل استهدافهم.
وبحسب الخطط الجديدة سوف يواجه أصحاب العمل الذين يوظفون عمالًا غير قانونيين عقوبات، بما في ذلك إخطارات بغرامات مالية، وأوامر بإغلاق الشركات، واحتمال الملاحقة القضائية، أما المضبوطين من المهاجرين والمقيمين بشكل غير قانوني سيتم احتجازهم وترحيلهم.
أعمال الشغب
وشهدت بريطانيا في الأيام الأخيرة أعمال شغب يمينية متطرفة، وهاجم مثيرو الشغب فندق يؤوي طالبي اللجوء والمساجد وأضرموا النار في السيارات والمباني، عقب هجوم بسكين في بلدة ساوثبورت قُتل فيه ثلاثة أطفال وأصيب عشرة أشخاص آخرين.
وكانت المعلومات الكاذبة على الإنترنت سببًا في اشتعال الأوضاع، والتي زعمت أن المهاجم كان طالب لجوء مسلمًا، إلا أن الشرطة نفت ذلك، وتبين أن العقل المدبر هو اليميني المتطرف ستيفن ياكسلي والمتواجد في قبرص، وتم اعتقال أكثر من 400 شخص ووجهت اتهامات لحوالي 120 شخصًا.
وفي آخر إحصائية أعلنتها الداخلية البريطانية وصل نحو 1.5 ألف مهاجر غير شرعيين إلى بريطانيا على متن القوارب عبر قناة المانش خلال الأسبوع الماضي، منهم 703 أيام 11 أغسطس، و492 يومًا 17 أغسطس، بينما تم تسجيل الرقم القياسي للعبور اليومي يوم 18 يونيو عندما كان حزب المحافظين في السلطة بـ 900 طالب لجوء.