نشرت روسيا فوجًا من قواتها الجوية والفضائية للدفاع عن منطقة كورسك، بسبب نقص القوى العاملة، في مواجهة التوغل الأوكراني هناك، وفق ما ذكرت مجلة "نيوزويك" الأمريكية.
وحسب المجلة، تم تكليف ما يسمى بـ"قوات الفضاء" التابعة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بصد القوات الأوكرانية، التي توغلت في كورسك، يوم 6 أغسطس الجاري.
وقال القائد الأعلى للقوات المسلحة الأوكرانية أوليكساندر سيرسكي، يوم 15 أغسطس، إن القوات الأوكرانية سيطرت حتى الآن على 1150 كيلومترًا مربعًا (444 ميلًا مربعًا) من الأراضي الروسية و82 مستوطنة في كورسك.
واعتبرت المجلة أن حجم الهجوم كبير، مستشهدة بتقارير أفادت بأن أوكرانيا استولت على المزيد من الأراضي في منطقة كورسك في غضون أيام أكثر مما استولت عليه روسيا في أوكرانيا منذ بداية العام. كما أنها المرة الأولى التي تستولي فيها قوات أجنبية على أراض روسية منذ الحرب العالمية الثانية.
ونقلت وكالة أنباء "نوفوستي" الروسية عن مصدر مطلع قوله، إن فوجًا مؤقتًا من "البنادق الآلية" تابعًا للقوات الجوية الفضائية الروسية تم نشره في كورسك التي تقع على الحدود مع منطقة سومي الأوكرانية.
وتتكون الوحدة، التي تم إنشاؤها بين شهري مايو ويونيو، من أفراد من شركات الأمن والخدمات اللوجستية، ومهندسين، وميكانيكيين، وبعض الضباط، وأفراد عسكريين من ميناء فضائي روسي.
وهناك أيضًا أفراد من المستودعات الخاصة التابعة للقوات الجوية الفضائية ومحطات الرادار في منطقة "فورونيج" الروسية، الذين كانوا مسؤولين في السابق عن إدارة الردع النووي الروسي.
وقال معهد دراسة الحرب، وهو مركز أبحاث مقره الولايات المتحدة، في أحدث تحليلاته للصراع، أمس الأول، إن التوغل في كورسك يجبر روسيا أيضًا على إعادة نشر قواتها من خط المواجهة في أوكرانيا.
واستشهدت المؤسسة البحثية بمقال نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال" في 17 أغسطس، والذي أفاد بأن نحو 5 آلاف جندي تم بالفعل إعادة نشرهم من أوكرانيا إلى كورسك بحلول 13 أغسطس.
وقال معهد دراسات الحرب، إن هذا التقرير "يتسق جزئيًا مع تقرير يفيد بأن القوات الروسية أعادت نشر ما يصل إلى 11 كتيبة إلى خط المواجهة في منطقة كورسك اعتبارًا من 11 أغسطس".
وأضاف معهد دراسات الحرب، أن "القوات الروسية أعادت نشر قوات إضافية في منطقة كورسك منذ الأسبوع الأول من التوغل الأوكراني، ومن المرجح أنها أعادت نشر أكثر من 5 آلاف جندي في منطقة كورسك بشكل عام".
وقال مركز الأبحاث، إن العدد الدقيق من القوى العاملة والمواد التي سيحتاجها بوتين في كورسك، ستعتمد على مدى قوة دفاع قوات زيلينسكي عن المستوطنات التي تم الاستيلاء عليها حديثًا.