الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

التوغل في كورسك.. كيف نفذ الأوكرانيون هجومهم المباغت والخاطف؟

  • مشاركة :
post-title
قوات أوكرانية في كورسك الروسية

القاهرة الإخبارية - محمود غراب

تبذل روسيا قصارى جهدها لتعزيز دفاعاتها بعد أكثر من أسبوع من الهجوم الأوكراني المباغت والخاطف عبر الحدود على منطقة كورسك الجنوبية، وفق شبكة "سي إن إن" الإخبارية الأمريكية.

واستهدف التوغل الأوكراني في كورسك، تخفيف الضغط على الجبهة القتالية في شرق أوكرانيا، ونقل القتال إلى داخل روسيا، وفق صحيفة "ذا جارديان" البريطانية.

ونقلت "سي. إن. إن" عن مسؤولين أمريكيين، أن روسيا حولت آلاف القوات من داخل أوكرانيا لمواجهة التوغل الأوكراني في كورسك، واضطر الرئيس الروسي فلاديمير بوتن إلى الاستعانة بالمجندين، متراجعًا عن الوعد الذي قطعه بعدم استخدامهم على الخطوط الأمامية.

وأظهرت صور الأقمار الصناعية حفر خندق كبير عبر الريف بالقرب من بلدة سيليكتسيوني، على بعد نحو 45 كيلومترًا (نحو 28 ميلًا) من الحدود في كورسك، وظهرت إعلانات وظائف على الإنترنت لعمال حفر الخنادق، وفق "سي إن إن".

وقال خبراء للشبكة الأمريكية، إن المناورة الجريئة التي اتخذتها أوكرانيا لاختراق حدود روسيا، والتي خططت لها في سرية تامة، أذهلت حتى أقرب حلفاء كييف، بما في ذلك الولايات المتحدة، ما أدى إلى تحول في قواعد اللعبة في حرب مستمرة منذ أكثر من عامين.

وعزت الشبكة نجاح الأوكرانيين في مباغتة موسكو والتسلل إلى الداخل الروسي، بعد أشهر من التراجع، وخسارة الأرض في معارك ضارية على أراضيهم، إلى الأمن العملياتي الممتاز، إذ لم يتم تسريب أي شيء عن العملية، واستنادًا إلى مقاطع فيديو من الأرض وصور الأقمار الصناعية لتقدمهم، بدا تحرك القوات وكأنه تدريب أو تعزيز دفاعي.

وقالت ناتيا سيسكوريا، زميلة مشاركة في المعهد الملكي للخدمات المتحدة للدراسات الدفاعية والأمنية في المملكة المتحدة، لـ"سي إن إن": لقد أظهرت أوكرانيا أنها قادرة على تنفيذ مثل هذه العملية السرية والمهمة بنجاح، ويمكنها اختراق الأراضي الروسية حتى لا يصبح هذا خطًا أحمر، وهم لا يزالون ملتزمين بشدة بالقتال من أجل بلادهم، وأنه لا يوجد شيء مثل إرهاق الحرب، وهم على استعداد لاتخاذ هذه التدابير المتطرفة من أجل الدفاع عن بلادهم".

وحسب الشبكة الأمريكية، تم تعزيز القوة تحت غطاء من أوراق الشجر الصيفية الكثيفة على طول الطرق الريفية في منطقة سومي في شمال شرق أوكرانيا، وتم جلب وحدات ذات خبرة في المعارك أو تحويلها من مناطق أخرى.

وتم سحب وحدات مثل اللواء 82 للهجوم الجوي، الذي كان حتى وقت قريب يقاتل في منطقة خاركيف القريبة، إلى المهمة لاختراق الحدود، وفقًا لمقاطع فيديو متعددة وحسابات على وسائل التواصل الاجتماعي.

ومن بين الاستعدادات التفصيلية، كانت هناك معلومات استخباراتية دقيقة عن جاهزية وقدرة الوحدات الروسية على الحدود، وعدد العوائق التي تنتظرها، من حقول الألغام إلى مصائد الدبابات، ولم تكن العوائق كثيرة.

واستخدمت القوات الأوكرانية أيضًا المعرفة التفصيلية بالجغرافيا لشن الهجوم، مستخدمة أحزمة الغابات للتغطية والطرق للسرعة. ولم يتم إطلاع القادة على المهمة إلا في الأيام الأخيرة قبل بدء التوغل.

وبعد تحديد نقاط الضعف في الدفاعات الروسية، اقتحمت الوحدات الأوكرانية الأولى كورسك بعد ظهر يوم 6 أغسطس، وأطلقوا وابلًا مكثفًا من ستة مدافع هاوتزر من طراز M777.

وأظهرت مقاطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي، عشرات الجنود الروس يستسلمون على الفور عند معبر حدودي لحقت به أضرار جسيمة جنوب غربي بلدة سودزا، الواقعة على بعد 105 كيلومترات (65 ميلًا) جنوب غربي مدينة كورسك.

وذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" أن عملية القوات الأوكرانية تميزت بـ"السرية والسرعة والتشويش الإلكتروني" ما أظهر أن كييف قادرة على شنّ عمليات هجومية معقدة ومبتكرة بنجاح ضد روسيا.

وقالت الصحيفة الأمريكية إن الاستعدادات بدأت في وقت سابق من هذا الصيف، واستخدمت أوكرانيا طائرات بدون طيار لمهاجمة البنية التحتية في كورسك، من شبكة الكهرباء إلى مستودعات الذخيرة وتخزين الوقود ومعدات المراقبة.

وقبل أسبوعين من بدء العملية، دمرت الطائرات بدون طيار الأوكرانية أنظمة المراقبة الروسية في مركز حدودي على الطريق المؤدي إلى كورسك.

وفي كورسك، تسابقت القوات الآلية الأوكرانية على الطرق الروسية دون مقاومة تذكر، وفي غضون ساعات، تقدمت كيلومترات داخل الأراضي الروسية، ومرّت بالبلدات والقرى.

لكن المشكلة الأكبر أمام قوات أوكرانيا هي القنابل التي تسقطها الطائرات الحربية الروسية، وفق تعبير "وول ستريت جورنال" التي ذكرت أن أوكرانيا سعت إلى مواجهة تهديد القنابل من خلال مهاجمة المطارات التي تقلع منها الطائرات الحربية الروسية.

وهاجمت أوكرانيا المطار العسكري في منطقة ليبيتسك المجاورة لكورسك بطائرات بدون طيار في الأيام الأولى من التوغل، ودمرت مئات القنابل الروسية، وفقًا لمسؤول أوكراني.

وتحاول أوكرانيا عزل المزيد من البلدات الروسية وجعل من الصعب على التعزيزات الروسية الوصول إلى خط الجبهة من خلال ضرب محاور السكك الحديدية والجسور.