الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

لهزيمة ترامب وجذب الناخبين.. "92 صفحة" تحسم أولويات الديمقراطيين

  • مشاركة :
post-title
هاريس ووالز خلال تجمع انتخابي

القاهرة الإخبارية - مصطفى لبيب

بعد شهر عاصف من الأزمات السياسية للديمقراطيين في الولايات المتحدة الأمريكية، التي بدأت بالمناظرة الكارثية لبايدن، وما تبعها من انسحاب الأخير، تتجه الأنظار اليوم إلى ولاية شيكاجو، حيث من المنتظر انعقاد المؤتمر الوطني الديمقراطي، عقب احتشادهم خلف كامالا هاريس كمرشحة رئاسية مفترضة.

وكان من المقرر أن ينعقد المؤتمر الديمقراطي منذ شهر، عندما كان الرئيس بايدن هو المرشح المتوقع، إلا أن انسحابه بحسب صحيفة "ذا هيل" الأمريكية، ثم تأييد هاريس، جعل هناك حالة من الزخم كشفتها استطلاعات الرأي، وهو ما جعل مؤتمر اليوم يحمل أهمية كبيرة حول مدى قدرة الحزب على تحفيز هذا الزخم.

ومن أجل جذب مزيد من المؤيدين، يسعى الحزب اليوم لتوضيح أولويات سياستهم في العديد من المجالات الرئيسية التي تشغل بال الأمريكيين، حيث من المنتظر أن يصوّت الديمقراطيون اليوم على وثيقة الحزب المكونة من 92 صفحة، التي تمت كتابتها قبل انسحاب بايدن.

الاقتصاد والاستثمار

ويعتبر الاقتصاد عاملًا مهمًا بالنسبة للأمريكيين، وفقًا لمجلة "نيوزويك"، حيث تفرض الانتخابات الأمريكية 2024، على الناخبين الاختيار بين رؤيتين اقتصاديتين مختلفتين، الأولى تتعلق بدونالد ترامب ورؤيته، والثانية تتعلق بكامالا هاريس ونهجها فيما يتعلق بهذا الجانب.

وحدّد الديمقراطيون أولوياتهم في تلك الوثيقة، التي تتلخص في الاستمرار الاستثمار في البنية التحتية والتصنيع، وهي الخطوات التي يقولون إنها ساهمت بالفعل في خلق مئات الآلاف من فرص العمل، بجانب التعهد بتوسيع نطاق الإعفاءات الضريبية للعمال والأسر، مع ضمان فكرة قيام الأثرياء والشركات الكبرى بدفع نصيبهم العادل.

الحرب على غزة

ومن بين أكثر مجالات السياسة المثيرة للجدل بالنسبة للديمقراطيين تأتي الحرب المميتة التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة منذ 11 شهرًا وخلّفت ما يزيد على 40 ألف شهيد و92 ألف جريح، حيث تتضمن الوثيقة السياسية تأييدًا لإسرائيل في الحرب ضد الفصائل الفلسطينية، وتأييد قرر اتفاق وقف إطلاق النار الفوري والدائم.

ويعد الهدف النهائي في الوثيقة هو حل الدولتين عن طريق التفاوض، الذي يضمن مستقبل إسرائيل كدولة يهودية وديمقراطية ذات حدود معترف بها، ويدعّم حق الفلسطينيين في العيش بحرية وأمان في دولة قابلة للحياة خاصة بهم.

ترامب تهديد للديمقراطية الأمريكية
تهديد الديمقراطية

من اللافت للنظر، بحسب مجلة "نيوزويك"، تتحدث وثيقة الديمقراطيين عن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب والمرشح المفترض للحزب الجمهوري لخوض الانتخابات أمام هاريس، حيث تم ذكر اسمه 150 مرة خلال الـ92 صفحة الخاصة بالوثيقة.

وعمل الديمقراطيون على المقارنة بين حزبهم وبين نهج ترامب في كل المجالات السياسية تقريبًا، وسعوا إلى تصويره باعتباره تهديدًا للديمقراطية، مشيرين إلى ترامب وعد بأن يكون ديكتاتورًا منذ اليوم الأول وسيعمل ضد المبادئ الأساسية للديمقراطية الأمريكية وهي الدستور وسيادة القانون.

سياسات الإجهاض

كما يعد الإجهاض من أحد أبرز السياسات الرئيسية لكلا الحزبين في الانتخابات الحالية، وبالنسبة للديمقراطيين فقد تعهدوا باستعادة حقوق الإجهاض وإلغاء قضية "رو ضد وايد"، التي رسّخت حقوق الإجهاض الفيدرالية، من قِبل المحكمة العليا ذات الأغلبية المحافظة التي عيّن ترامب العديد من أعضائها.

وفي الوثيقة يعد الحظر على الإجهاض خطيرًا ويعرّض صحة وحياة النساء للخطر، ويجبر النساء على السفر مئات الأميال للحصول على الرعاية، ويهدد بتجريم الأطباء لتقديمهم الرعاية الصحية التي يحتاجها مرضاهم والتي تم تدريبهم على تقديمها.

تغير المناخ

وتعتبر التغيرات المناخية قضية أساسية بالنسبة للديمقراطيين، كونها حاسمة ومُلحة في العصر الحالي وفقًا للوثيقة، إذ يرى الحزب أن سياستهم عملت على إيجاد فرص العمل في مجال الطاقة النظيفة، ما أدى إلى إنتاج أمريكا المزيد من الطاقة أكثر من أي وقت مضى في تاريخها.

وأكد الحزب أن سياسته أدت إلى خفض تكاليف الطاقة، وتنشيط الاقتصادات المحلية، وتقليص التلوث، وتعهدوا بمواصلة الاستثمارات في الطاقة النظيفة، والتصدي لشركات النفط الكبرى، بهدف جعل المجتمعات الأمريكية أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ والطقس المتطرف.