نظرًا للظروف المتشابهة، استحضرت وسائل الإعلام الأمريكية، شبح مؤتمر 1968 الديمقراطي الانتخابي، الذي وصفوه بالكارثي، بسبب الأحداث الدرامية التي شهدها، وتسببت في خسارة مرشحهم للرئاسة أمام نيكسون، وذلك بالتزامن مع انعقاد مؤتمر الديمقراطيين اليوم، لتأييد حملة "هاريس والز"، والذي من المفترض أن يكون احتفاليًا.
ومن المتوقع أن يستقطب المؤتمر الديمقراطي نحو 50 ألف شخص في شيكاغو ثالث أكبر مدينة في البلاد، منهم المندوبون والناشطون والصحفيون، وبحسب شبكة "بي بي إس" الأمريكية، فقد اتخذت المدينة الاستعدادات اللازمة بالتعاون مع الشرطة وجهاز الخدمة السرية، مع إغلاق الشوارع المحيطة بمركز المؤتمرات.
حشود هائلة
يأتي ذلك في الوقت الذي تزحف فيه حشود هائلة من المتظاهرين الأمريكيين إلى شيكاغو؛ لحضور المؤتمر الوطني الديمقراطي، للتظاهر ضد استمرار الحرب على قطاع غزة، بجانب ملفات أخرى تشمل حقوق الإجهاض والوضع الاقتصادي، حيث يصر الناشطون على أن مهمتهم معروفة خلال المؤتمر.
ومن المتوقع أن يتم تنظيم مظاهرات كل يوم من أيام المؤتمر، ورغم اختلاف أجنداتهم، يتفق الناشطون على أن وقف إطلاق النار الفوري في الحرب بين إسرائيل وحماس هو الأولوية، ومن المقرر أن تنطلق الأحداث عشية المؤتمر بمسيرة حقوق الإجهاض على طول شارع ميشيجان الشهير.
مسيرات مستمرة
وأكدت ليندا لوي، المنظمة للاحتجاجات، أنهم سيشاركون في المسيرة تضامنًا مع الناس في كل مكان الذين يناضلون، وكذلك للاحتجاج على الأموال التي تنفقها الولايات المتحدة لدعم الحروب، والتي يمكن استخدامها في الرعاية الصحية، مشيرة إلى أن المليارات التي تتدفق إلى إسرائيل يظهر تأثيرها على النساء والأطفال والأجنة.
كما تخطط أكبر مجموعة، وهي التحالف من أجل المسيرة إلى المؤتمر الوطني الديمقراطي، لتنظيم مظاهرات في اليومين الأول والأخير من المؤتمر، وبحسب الشبكة أكد المنظمون أنهم يتوقعون مشاركة ما لا يقل عن 20 ألف ناشط، بما في ذلك الطلاب الذين احتجوا على الحرب في الحرم الجامعي.
تحذير واعتقال
ورفع ناشطون دعوى قضائية ضد المدينة في وقت سابق من هذا العام، قائلين إن القيود المفروضة على الأماكن التي يمكنهم التظاهر فيها تنتهك حقوقهم الدستورية، حيث رفض زعماء شيكاغو طلباتهم بالحصول على تصاريح للاحتجاج بالقرب من مركز يونايتد على الجانب الغربي من المدينة، حيث يقام المؤتمر.
وحذّرت السُلطات في الولاية المتظاهرين من القيام بأعمال تخريبية في المدينة أو ممارسة العنف بأنه سيتم اعتقالهم على الفور، حيث تلقت الشرطة تدريبًا على أعمال الشرطة الدستورية، وتقول المحاكم المحلية إنها تفتح المزيد من المساحات؛ تحسبًا للاعتقالات الجماعية، كما تعمل المستشفيات القريبة من المنطقة الأمنية على تعزيز الاستعداد للطوارئ.
فوضى عارمة
وبسبب الخوف من أن تصبح الاحتجاجات غير متوقعة أو تتحول إلى فوضى عارمة، استحضرت صحيفة نيويورك بوست، أحداث المؤتمر الديمقراطي الكارثي، والذي أُقيم في إلينوي عام 1968، بسبب الصور التي مازالت منتشرة حتى الآن، وتتمثل في قيام شرطة شيكاغو بضرب المتظاهرين والمحتجين على حرب فيتنام في الشوارع.
هذه الأحداث التي وقعت خلال المؤتمر، والتي كان لها تأثير كبير على سير حملة الحزب الديمقراطي الخاصة، وكانت بمثابة كارثة على الحزب الذي تحول تجمعه الانتخابي إلى حرب مع المتظاهرين، عادت بعد 56 عامًا لتلقي بظلالها على المؤتمر الانتخابي لدعم هاريس ووالز؛ بسبب الحرب على غزة.