سجلت غزة أول حالة شلل أطفال منذ 25 عامًا، فيما كرر الأمين العام للأمم المتحدة "أنطونيو جوتيريش" دعوته إلى هدنة إنسانية لتطعيم مئات الآلاف من الأطفال الين يواجهون انتشار الأمراض والمجاعة، إثر استمرار عدوان الاحتلال الإسرائيلي على القطاع، منذ أكتوبر 2023.
وقالت وزارة الصحة الفلسطينية، أمس الجمعة، أن اختبارات أجريت في الأردن أكدت إصابة طفل من وسط قطاع غزة، يبلغ من العمر 10 أشهر، لم يتم تطعيمه ضد المرض.
هدنة عاجلة
ووفقًا للأمم المتحدة، فإن غزة، التي تعيش الآن شهرها الحادي عشر من الحرب، لم تسجل حالة شلل أطفال منذ 25 عامًا، على الرغم من اكتشاف فيروس شلل الأطفال من النوع الثاني في عينات جُمِعت من مياه الصرف الصحي في المنطقة في يونيو.
وقالت وزارة الصحة الفلسطينية: "اشتبه الأطباء في وجود أعراض تتوافق مع شلل الأطفال وبعد إجراء الاختبارات اللازمة في العاصمة الأردنية عمان، تم تأكيد الإصابة".
وظهرت الحالة بعد وقت قصير من دعوة جوتيريش إلى هدنة سبعة أيام من الحرب على غزة لتطعيم أكثر من 640 ألف طفل.
يصيب فيروس شلل الأطفال، الذي ينتشر غالبًا من خلال مياه الصرف الصحي والمياه الملوثة، بشكل رئيسي الأطفال دون سن الخامسة، وهو مُعدٍ للغاية ويمكن أن يسبب التشويه والشلل، وقد يكون مميتًا.
خطط التطعيم
وأكدت وكالات الأمم المتحدة للصحة والطفولة أنها وضعت خططًا مفصلة للوصول إلى الأطفال في جميع أنحاء الأراضي الفلسطينية المحاصرة، ويمكن أن تبدأ هذا الشهر، إلا أن هذا يتطلب هدنة في الحرب المستمرة على غزة منذ عشرة أشهر.
وقال "جوتيريش"، للصحفيين في مقر الأمم المتحدة في نيويورك: "إن منع واحتواء انتشار شلل الأطفال سيتطلب جهدًا هائلًا ومنسقًا وعاجلًا، أناشد جميع الأطراف تقديم ضمانات ملموسة على الفور لضمان توقفات إنسانية للحملة".
فيما أعلن صندوق الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) ومنظمة الصحة العالمية، أنهما يخططان لحملتي تطعيم لمدة سبعة أيام في جميع أنحاء قطاع غزة، بدءًا من أواخر أغسطس، ضد فيروس شلل الأطفال من النوع 2.
وأكد البيان: "ستسمح هذه الهدنة للأطفال والأسر بالوصول بأمان إلى المرافق الصحية، وعمال التوعية المجتمعية للوصول إلى الأطفال الذين لا يستطيعون الوصول إلى المرافق الصحية للتطعيم ضد شلل الأطفال".
خطر على الدول المجاورة
وأضافت الوزارة أن عودة شلل الأطفال إلى الظهور في قطاع غزة بعد 25 عامًا من شأنها أن تهدد الدول المجاورة، مضيفة أن "وقف إطلاق النار هو السبيل الوحيد لضمان الأمن الصحي العام في قطاع غزة والمنطقة".
وخلال كل جولة من الحملة، ستوفر وزارة الصحة في غزة، إلى جانب وكالات الأمم المتحدة، "قطرتين من لقاح شلل الأطفال الفموي الجديد من النوع 2 لأكثر من 640 ألف طفل تحت سن 10 سنوات".
وأضاف البيان أنه من المتوقع أن تمر أكثر من 1.6 مليون جرعة من اللقاح عبر مطار بن جوريون الإسرائيلي بحلول نهاية أغسطس.
ارتفع عدد الشهداء في غزة لأكثر من 40 ألف شخص، ويُواصل الاحتلال الإسرائيلي عدوانه المُكثّف جوًا وبرًا وبحرً ولا يزال آلاف الشهداء والجرحى لم يتم انتشالهم من تحت الأنقاض بسبب تواصل القصف وخطورة الأوضاع الميدانية، في ظل حصار خانق للقطاع وقيود مُشددة على دخول الوقود والمساعدات الحيوية العاجلة للتخفيف من الأوضاع الإنسانية الكارثية.