ذكر تقرير لصحيفة عبرية، أن الحرب على غزة واحدة من أكثر الحروب دموية في القرن الحادي والعشرين، والتي تطغى على الصراعات في مناطق الحروب، وفقًا لمعدل الوفيات ووتيرتها فضلاً عن الظروف المعيشية لمن ما زالوا على قيد الحياة.
واستند تقرير صحيفة "هآرتس" على بيانات من منظور عالمي وقالت الصحيفة العبرية إن الأرقام المسجلة حتى الآن تجعل من الحرب في غزة تتجاوز دموية النزاعات في كل من العراق وأوكرانيا وميانمار.
وقال الباحث باحث في الحروب والنزاعات المسلحة، "مايكل سباغات" من جامعة لندن لـ"هآرتس"، إنه "من حيث العدد الإجمالي للشهداء وبالمقارنة مع النسبة المئوية للسكان الذين استشهدوا، فإن الحرب على غزة واحدة ضمن الخمسة الأسوأ في المقدمة.
ووفقًا للصحيفة، توضح النسبة المئوية للوفيات مقارنة بإجمالي السكان حجم الكارثة الإنسانية في غزة. فإن وفاة 2% من سكان منطقة ما في أقل من عام هو حدث استثنائي للغاية في عصر ما بعد الحرب العالمية الثانية وخاصة خارج إفريقيا.
وذكر "سباغات" إنه: "إذا أخذنا في الاعتبار مقدار الوقت الذي استغرقه قتل 1% من سكان غزة، فقد يكون ذلك غير مسبوق".
وقال: "تنشر وزارة الصحة الفلسطينية معلومات موثوقة"، مضيفًا أن "أن الوزارة تنشر التفاصيل تمكّن مصادر مستقلة من التحقق منها. في المقابل، الحكومة الإسرائيلية لا تقدم أي معلومات تتعلق بعدد القتلى باستثناء عدد عناصر الفصائل الذين استشهدوا، وهذا أيضًا يتم توفيره دون أي أساس".
وأشارت الصحيفة العبرية إلى أن المقارنة الإحصائية بين عدد الضحايا في النزاعات العنيفة هي مسألة معقدة للغاية بسبب أسباب اندلاع العنف وحجم القوات المقاتلة والاختلافات بينها وساحات القتال والأسلحة.
ولفحص شدة الحرب على غزة مقارنة بالحروب الأخرى، استخدمت صحيفة "هآرتس" قاعدة بيانات برنامج أوبسالا لبيانات الصراع UCDP مقره جامعة أوبسالا في السويد، والتي تعتبر واحدة من أفضل قواعد البيانات في العالم.
ومن منظور عالمي، هناك عدد غير قليل من الصراعات الأكثر فتكًا من الصراع في قطاع غزة، لكن الحرب تسببت بالفعل في وفيات أكثر بكثير من عدد من حالات العنف الأخرى التي اندلعت في أماكن أخرى من العالم في السنوات الأخيرة.
ومن حيث وتيرة الوفيات، تصنف الحرب على غزة كواحدة من أكثر الصراعات فتكًا منذ مطلع القرن. فمنذ بدء الحرب، بلغ متوسط معدل الوفيات في غزة حوالي 4000 وفاة شهريًا وبالمقارنة مع السنة الأولى من الحرب في أوكرانيا، بلغ معدل الوفيات 7736 سنويًا.
وشكل عدم قدرة المدنيين على الفرار من المعارك، أبرز العوامل التي جعلت منها الحرب الأكثر دموية، ففي سوريا، غادر أكثر من مليون لاجئ إلى بلدان أخرى، كما غادر مئات الآلاف من اللاجئين الأوكرانيين مناطق خط المواجهة وانتقلوا غربًا.
تعد مساحة غزة جزء بسيط من حجم أوكرانيا، وقصف الاحتلال كل مكان تقريبًا في القطاع. وتم تهجير معظم السكان، ولم يساعدهم فرارهم إلى المناطق التي حددها الجيش الإسرائيلي كمناطق آمنة حيث استهدفهم قوات الاحتلال واستشهد العديد منهم في هذه المناطق أيضًا.