الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

الشهداء تجاوزوا 40 ألفا.. آلاف المفقودين تحت أنقاض غزة

  • مشاركة :
post-title
فلسطينيون يبحثون عن ذويهم تحت الأنقاض

القاهرة الإخبارية - محمود غراب

العدوان الإسرائيلي المتواصل على غزة، منذ 7 أكتوبر الماضي، أودى بحياة أكثر من 40 ألف فلسطيني، غير آلاف المفقودين تحت ملايين الأطنان من الأنقاض، ولم تتمكن فرق الإنقاذ من الوصول إليهم، وفق ما ذكرت صحيفة " الجارديان" البريطانية.

وحتى الآن، خلفت الغارات الجوية الإسرائيلية أكثر من 42 مليون طن من الأنقاض في مختلف أنحاء قطاع غزة، وفقًا للأمم المتحدة. وأفادت تقارير بأن أكثر من 70 % من مساكن غزة تضررت بجانب المستشفيات والشركات، وفق وكالة "بلومبرج" الإخبارية الأمريكية.

وذكرت الوكالة أن هذه الأنقاض تكفي لملء خط من شاحنات القمامة يمتد من نيويورك إلى سنغافورة، وقد يستغرق إزالة كل تلك الأنقاض سنوات بتكلفة تصل إلى 700 مليون دولار.

وتحت أنقاض المباني المنهارة جراء القصف الإسرائيلي، تعلق جثث آلاف الضحايا، ومنهم الأم داليا حواس (24 عامًا) التي دمرت غارة جوية إسرائيلية المبنى السكني الذي كانت تعيش فيه في فبراير، مما أدى إلى دفنها مع ابنتها منى (10 شهور).

وبعد عشرة شهور من الحرب الإسرائيلية على غزة، تجاوز عدد الشهداء 40 ألف شخص، بحسب السلطات الصحية هناك. ومعظم الشهداء من المدنيين، ويمثل العدد الإجمالي نحو 2% من سكان غزة قبل الحرب، أو واحد من كل 50 من السكان. ولكن حتى هذا الرقم لا يروي القصة الكاملة للخسائر الفلسطينية.

وقال الدكتور مروان الهمص مدير المستشفيات الميدانية بوزارة الصحة الفلسطينية: "هذا العدد، 40 ألفًا، يشمل فقط الجثث التي تم استقبالها ودفنها. ويجري اختبار إجراءات جديدة لإدراج المفقودين أو المعروف وجودهم تحت الأنقاض في قائمة الشهداء، لكن لم يتم الموافقة عليها بعد".

وأضاف الهمص، إنه من المعتقد أن نحو 10 آلاف من ضحايا الغارات الجوية ما زالوا عالقين تحت المباني المنهارة، بسبب قلة المعدات الثقيلة أو الوقود اللازم للحفر وسط أنقاض الفولاذ والخرسانة بحثًا عنهم.

وتقول فاطمة حواس والدة داليا: " كلما أتذكر داليا أبدأ بالبكاء والارتعاش، أتخيل منزلها المدمر وأشعر بالاختناق، لأنه حتى بعد رحيل روحها لم نتمكن من استعادة جسدها لدفنه بشكل لائق".

ولفتت "الجارديان" إلى مجموعة أخرى من ضحايا الحرب الفلسطينيين لا تظهر في التعداد الرسمي، الذي يسجل فقط أولئك الذين استشهدوا بالقنابل والرصاص باعتبارهم ضحايا حرب.

وذكرت الصحيفة، أنه على مدى الأشهر العشرة الماضية، أدت الحرب إلى نزوح جماعي إلى الملاجئ المزدحمة والخيام المؤقتة، وانتشار الجوع مع تضاؤل ​​شحنات المساعدات، ونقص مزمن في المياه النظيفة والصرف الصحي مما أدى إلى انتشار الأمراض.

وتعرضت المستشفيات للقصف والحصار، وقطعت عنها إمدادات الأدوية والمعدات والوقود، وتم اعتقال أو قتل أفراد طاقمها الطبي، وأصبحت عنابرها مكدسة بالمرضى.

وقال الهمص "إن الأشخاص الذين لقوا حتفهم بسبب التأثيرات غير المباشرة للحرب، بما في ذلك الأمراض والمجاعة وانهيار نظام الرعاية الصحية، لا يتم تضمينهم في شهداء الحرب. وسيتم تشكيل لجنة لإحصاء هؤلاء الضحايا، وستبدأ عملها فور انتهاء الحرب".

ومن بين الآلاف الذين من المرجح أن يظهروا في هذه القائمة، جدة رانيا أبو سمرة البالغة من العمر 75 عامًا، هانيا أبو سمرة، ووالدها عدنان أبو سمرة البالغ من العمر 59 عامًا.

وانهارت هانيا وماتت أمام حفيدتها في نوفمبر الماضي، بعد أن سارت العائلة من شمال غزة إلى جنوبها في يوم واحد، بحسب ما قالته رانيا. غادروا منزلهم سيرًا على الأقدام بعد أن أصدر جيش الاحتلال أمرًا بإخلاء المنطقة، لأنهم لم يكن لديهم أي وسيلة نقل أخرى.

وتوفي عدنان بعدوى في الصدر بعد أقل من ثلاثة أشهر، بعد أن رفضت المستشفيات المكتظة استقباله عدة مرات، بحسب رانيا.

وحسب الجارديان، لا يتوزع إجمالي عدد الشهداء في غزة بين المقاتلين والمدنيين، ولكن بحلول منتصف أغسطس، تم التعرف على هوية 32,280 جثة لضحايا الصراع بالاسم. ويعتبر معظمهم مدنيين بسبب أعمارهم أو جنسهم، حيث يوجد 10,627 طفلاً، و5,956 امرأة، و2,770 مسنًا.

ومن بين المدنيين الآخرين الذين تم إحصاؤهم 168 صحفيًا و855 من العاملين في المجال الطبي و79 مسعفًا. وهذا يزيد عن 20 ألف مدني، ولا يشمل العديد من الرجال المدنيين في سن القتال الذين استشهدوا.