يبدو أن الأقلام قد رفعت وجفت أحبارها لدى الدولة الإيرانية، وأصبح قرار الانتقام من دولة الاحتلال الإسرائيلي أمرًا لا رجعة فيه، بعد اغتيال زعيم حركة حماس إسماعيل هنية، في أثناء تواجده بطهران، حيث أكد أحدث تقييم استخباراتي إسرائيلي أن الهجوم سيكون خلال أيام.
معلومات استخباراتية
وقال البيت الأبيض، اليوم الاثنين، "إن معلومات الاستخبارات الأمريكية تشير إلى أنه من المرجح بشكل متزايد مهاجمة إيران لإسرائيل هذا الأسبوع، وهو ما يتطابق مع أحدث تقييم استخباراتي إسرائيلي"، وفق موقع "أكسيوس" الأمريكي.
وتشير المعلومات الاستخباراتية الجديدة، حسب البيت الأبيض الأمريكي، إلى أن الهجوم قد يأتي قبل محادثات اتفاق وقف إطلاق النار في غزة المقرر عقدها يوم الخميس، وهو ما قد يعرض المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل وحماس للخطر.
خطوات تحضيرية
ويقول مسؤولون إسرائيليون وأمريكيون، وفق "أكسيوس"، "إن إيران اتخذت خطوات تحضيرية كبيرة في وحدات الصواريخ والطائرات بدون طيار، مماثلة لتلك التي اتخذتها قبل الهجوم على إسرائيل في أبريل".
وأكدوا "أن إسرائيل والولايات المتحدة لا تعرفان التوقيت الدقيق للهجوم"، فيما قال مسؤول إسرائيلي كبير: "يشير الإيرانيون صراحة على الأرض إلى تصميمهم على تنفيذ هجوم كبير، بالإضافة إلى تصريحاتهم العامة بأن الهجوم سيتجاوز الهجوم الذي نفذوه في أبريل، وأن التصريحات الإيرانية العامة لا تعكس أي تراجع".
توعد إيراني
قال المرشد الأعلى الإيراني على خامنئي ومسؤولون سياسيون وعسكريون إيرانيون كبار آخرون إن إيران سترد على اغتيال إسرائيل لإسماعيل هنية في طهران الشهر الماضي، بينما تعهد زعيم حزب الله حسن نصر الله أيضًا بالرد على الغارة الجوية الإسرائيلية في بيروت، والتي أدت إلى مقتل مستشاره العسكري الأعلى في يوليو.
وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جون كيربي في إفادة صحفية: "يعتقد الإسرائيليون أن هناك احتمالًا متزايدًا بأن تشن إيران ووكلاؤها هجومًا في الأيام المقبلة، ونحن نشاركهم هذا القلق، وبالتالي فإننا ننسق مع إسرائيل وشركاء آخرين في المنطقة"، مضيفًا "أن الولايات المتحدة تعتقد أن هجومًا قد يحدث هذا الأسبوع".
تنسيقات لحماية إسرائيل
وقال "كيربي"، "إن الرئيس بايدن تحدث هاتفيًا يوم الاثنين، مع نظرائه من المملكة المتحدة وألمانيا وفرنسا وإيطاليا، لمناقشة الوضع في الشرق الأوسط، وقال إنهم ناقشوا سُبل حماية إسرائيل، والتوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح المحتجزين ووقف إطلاق النار في غزة، ومنع الهجوم الإيراني".
أصدرت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا وإيطاليا بيانًا مشتركًا اليوم الاثنين، دعت فيه إيران إلى "التراجع عن تهديداتها المستمرة بشن هجوم عسكري ضد إسرائيل وناقشت العواقب الخطيرة على الأمن الإقليمي في حالة وقوع مثل هذا الهجوم".
وقال "كيربي" للصحفيين، "إن الولايات المتحدة لا تزال تتوقع مشاركة جميع الأطراف في المحادثات يوم الخميس، لكنه شدد على أن أي هجوم إيراني على إسرائيل قد يقوض مفاوضات وقف إطلاق النار".
وقال "نحن نخطط للاجتماع يوم الخميس، ونتوقع أن تكون حماس موجودة هناك"، فيما أصدرت "حماس"، الأحد، بيانًا قالت فيه إنها لن تشارك في المحادثات، ودعت الوسطاء إلى تقديم خطة لتنفيذ الاتفاق المقترح الذي وافقت عليه حماس في الثاني من يوليو".