الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

العدالة البيئية.. سلاح هاريس السري لحشد الناخبين

  • مشاركة :
post-title
كامالا هاريس نائبة الرئيس والمرشحة الديمقراطية للرئاسة الأمريكية

القاهرة الإخبارية - سامح جريس

برزت نائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس بأجندة فريدة قد تغير قواعد اللعبة في الانتخابات الرئاسية المقبلة، إذ كشفت مجلة "بوليتيكو" الأمريكية النقاب عن "السلاح السري" لمرشحة الحزب الديمقراطي للانتخابات الرئاسية، يتمثل في التزامها طويل الأمد بقضية العدالة البيئية.

الالتزام، الذي يمتد لأكثر من عقد، قد يكون المفتاح لحشد قطاع مهم من الناخبين الديمقراطيين والمستقلين الذين قد يترددون في المشاركة بالانتخابات، إلا أنه في الوقت نفسه، يثير انتقادات حادة من الجمهوريين، ما يجعل ما يعرف بملف "العدالة البيئية" ساحة معركة جديدة في السباق نحو البيت الأبيض.

مفهوم هاريس

العدالة البيئية، كما تتبناها كامالا هاريس، تنطوي على مفهوم شامل يسعى إلى معالجة التفاوتات التي تواجهها المجتمعات المهمشة، ووفقًا لـ"بوليتيكو"، فإن هذا المفهوم يركّز على حقيقة أن المجتمعات ذات الدخل المنخفض والأقليات العرقية غالبًا ما تتحمل عبئًا غير متناسب من التلوث والمخاطر البيئية.

وتسعى هاريس، من خلال سياساتها، إلى ضمان توزيع عادل للموارد البيئية والحماية من المخاطر المتعلقة لجميع المجتمعات، بغض النظر عن العِرق أو الدخل، بما يشمل إطلاق مبادرات مثل استبدال أنابيب المياه الملوثة بالرصاص، وتوجيه الاستثمارات في الطاقة النظيفة نحو المناطق الأكثر تضررًا من التلوث، والنظر في الآثار التراكمية للتغير المناخي على المجتمعات الضعيفة.

كما تؤكد هاريس أهمية إشراك هذه المجتمعات في عملية صنع القرار البيئي، ما يجعل العدالة البيئية ليست فقط قضية بيئية، بل أيضًا قضية حقوق مدنية وعدالة اجتماعية.

الالتزام بالعدالة البيئية

وفقًا لمجلة "بوليتيكو"، يعود اهتمام هاريس بالعدالة البيئية إلى فترة عملها كمدعية عامة في سان فرانسيسكو بين عامي 2004 و2011، إذ خلال هذه الفترة، أنشأت هاريس وحدة للعدالة البيئية، معتبرة أن "الجرائم ضد البيئة تكون في الأصل ضد المجتمعات، وغالبًا ما تكون ضد الفقراء والمحرومين".

وأشارت المجلة الأمريكية إلى أن هذا الالتزام استمر خلال مسيرة هاريس السياسية، حيث قدمت العديد من مشاريع القوانين المتعلقة بالعدالة البيئية أثناء عملها في مجلس الشيوخ الأمريكي.

تشير "بوليتيكو" إلى أن هاريس كانت المُحرك وراء العديد من سياسات العدالة البيئية البارزة في إدارة بايدن، إذ لعبت دورًا مهمًا في إقناع الكونجرس بتخصيص 15 مليار دولار لاستبدال أنابيب مياه الشرب المحتوية على الرصاص، وهي أزمة صحية تؤثر على ملايين الأمريكيين، كما أن بعض سياسات المناخ الحالية مستوحاة من تشريعات قدمتها هاريس أثناء عملها كعضو مجلس شيوخ.

الجدل حول "الإنصاف"

رغم الدعم الذي تلقته هاريس من المجتمعات المتضررة من التلوث، إلا أن مواقفها أثارت انتقادات حادة من الجمهوريين، إذ نقلت المجلة عن ريك سكوت، عضو مجلس الشيوخ عن ولاية فلوريدا، هجومه على تصريحات هاريس حول توزيع الموارد على أساس "الإنصاف" بعد إعصار إيان في ولايته عام 2022، وادعى سكوت أن هاريس تدعو إلى التمييز على أساس لون البشرة في توزيع المساعدات، وهو ما نفته هاريس بشدة.

استراتيجية انتخابية

يرى محللون، وفقًا لـ"بوليتيكو"، أن تركيز هاريس على العدالة البيئية قد يكون استراتيجية فعّالة لحشد الناخبين في الانتخابات المقبلة. فمن ناحية، قد يساعد في تعبئة الدعم بين الديمقراطيين والمستقلين المهتمين بهذه القضايا، خاصة في المجتمعات الأكثر تضررًا من التلوث.

تحديات التنفيذ

رغم الجهود المبذولة، تواجه إدارة بايدن-هاريس تحديات في تنفيذ سياسات العدالة البيئية، إذ أشارت "بوليتيكو" إلى انتقادات من بعض أعضاء المجلس الاستشاري للعدالة البيئية في البيت الأبيض للإدارة لعدم وضوح تعريف "الفوائد" في برنامج العدالة 40، الذي يهدف إلى توجيه 40% من فوائد الإنفاق الفيدرالي على الطاقة النظيفة للمجتمعات المهمشة.