الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

بعد إدانة ممارساتها الاحتكارية.. هل انتهى عصر سيطرة جوجل؟

  • مشاركة :
post-title
شركة جوجل عملاق البحث على الإنترنت

القاهرة الإخبارية - عبدالله علي عسكر

"إعلان احتكار شركة جوجل".. كان عنوانًا كبيرًا لإحدى القضايا التي حسمها القضاء الأمريكي، الاثنين الماضي، ضد عملاق البحث على شبكة الإنترنت، التي وصفتها الصحافة الأمريكية بـ"قرار تاريخي وإشارة قوية إلى أن عصر جوجل للإنترنت قد وصل إلى نهايته".

وقضت المحكمة الجزئية الأمريكية لمقاطعة كولومبيا في حكمها الصادر الاثنين الماضي، أن شركة جوجل انتهكت قواعد مكافحة الاحتكار الفيدرالية للحفاظ على وضعها في قمة سوق البحث عبر الإنترنت.

ووفقًا لحكم القاضي الفيدرالي الأمريكي "أميت ميهتا"، فإن جوجل أساءت استخدام مكانتها للبقاء في القمة.

مستقبل جوجل

ورأى موقع "أكسيوس" الأمريكي في تقرير له حول مستقبل الشركة بعد الحكم القضائي، أن "جوجل لن تذهب إلى أي مكان وستظل عملاقة رقمية، لكن قدرتها على تحديد ومراقبة أجندة مستقبل صناعة التكنولوجيا آخذة في التضاؤل"، مشيرًا إلى أن خسارة الشركة لقضية مكافحة الاحتكار من شأنها أن تُزيد من احتمالية فرض قيود جديدة على حرية عملها.

وتتطلب محاربة دعوى مكافحة الاحتكار دائمًا المال والوقت، لكنها تسبّب تشتيتًا للانتباه لكل من المديرين التنفيذيين والموظفين في الشركة، مع احتمال فرض قواعد من قِبل المحكمة وإضافة المحامين مزيجا لطلب تطوير المنتجات، وفق "أكسيوس".

ويبدو أن جوجل تواجه السيناريو نفسه الذي سبقتها فيه شركة مايكروسوفت عام 1998 في دعوى مكافحة الاحتكار التي أقامتها وزارة العدل الأمريكية ضد الشركة الشهيرة ما أدى إلى تشتيت انتباهها وإبطاء خطواتها الساعية للحفاظ على الهيمنة في شبكات الإنترنت سريع النمو، وفي العام نفسه تأسست شركة جوجل، التي أصبحت رائدة في الصناعة.

وبالنظر إلى الوضع الحالي، فإن الذكاء الاصطناعي صار مجالًا مؤثرًا على مستوى الصناعات التكنولوجية عالميًا، إذ تتنافس الشركات الناشئة مثل Open AI، على تولي زمام المبادرة فيه، مما يضعف قدرات جوجل على الاحتكار.

القضية قد تزيد من احتمالية فرض قيود جديدة على حرية عمل جوجل

تنافس الشركات الناشئة

ويعتمد التقدم في مجال التكنولوجيا دائمًا على دورة من الشركات الناشئة التي تتحدى نظيراتها القائمة، لتصبح في نهاية المطاف القوة المهيمنة الجديدة، لكن على مدى العقد الماضي، بدا أن هذه العملية مجمدة، مع عدم وجود أمل في قدرة الوافدين الجدد على تحدي عمالقة التكنولوجيا الخمس " جوجل، وآبل، ومايكروسوفت، وأمازون، وميتا".

الذكاء الاصطناعي يعتمد بشكل رئيسي على البيانات، وقد قضت جوجل ربع القرن الماضي في تجميعها، ما منح الشركة قوة هائلة ومستمرة لا تتردد في استخدامها.

ويركّز قرار القاضي الأمريكي "أميت ميهتا" على استخدام جوجل لنفوذها في سوق البحث لإبعاد المنافسين، وهذا يعني أن العقوبات التي يفرضها ستتركز، على الأرجح، على هذا الجزء من أعمالها.

الاستفادة من البيانات

ومع ذلك، فإن مجموعة إبداعية من الحلول القضائية قد تحِد أيضًا من قدرة جوجل على الاستفادة من بيانات مستخدمي البحث لديها، أو حتى إيجاد طرق لإلزام الشركة بفتح كنز بياناتها أمام المنافسين.

وقالت جوجل إنها ستستأنف الحكم، ومن الشائع إلى حد ما أن يتم إلغاء قرارات مكافحة الاحتكار المعقدة مثل هذا القرار، كما حدث مع الكثير من الأحكام ضد مايكروسوفت قبل 20 عامًا.

قضية احتكار ثانية

وفي هذه الأثناء، في المرحلة الثانية من المحاكمة، سوف يقرر القاضي نوع العلاج الذي سيفرضه على جوجل، الذي قد يتراوح بين قواعد محدودة تحكم سلوكها وجهود واسعة النطاق لتفكيك الشركة، وستبدأ المحاكمة هذا الخريف في قضية احتكار كبرى ثانية ضد شركة جوجل تغطي أعمالها في مجال تكنولوجيا الإعلانات.

وتنتهي الدعاوى القضائية المرفوعة ضد احتكارات التكنولوجيا تنتهي في أغلب الأحيان بتفاصيل فنية أكثر من الدراما القضائية، لكنها قد تدفع الصناعة أيضًا إلى التطور بطرق جديدة، حيث إن قرار القضاء من شأنه أن يضيف قوة قانونية وعمقًا سياسيًا إلى التيارات المزعجة التي أطلقها الذكاء الاصطناعي بالفعل، وقد يكون كافيًا لفتح سوق البحث المغلقة منذ فترة طويلة.