أظهر مقطع فيديو على الإنترنت جثثًا على شاحنات عسكرية روسية محترقة في منطقة كورسك بجنوب غرب البلاد، وهي أحدث علامة على أن الهجوم عبر الحدود الأوكرانية يتعمق أكثر ويلحق أضرارًا كبيرة بقوات موسكو.
ووفقًا لشبكة "سي إن إن"، شوهد في مقطع الفيديو الذي شاركه مدونون عسكريون روس ومنافذ مستقلة، نحو 12 شاحنة على جانب طريق في قرية أوكتيابرسكوي، على بعد نحو 8 كيلومترات شرق مدينة رايلسك، ويبدو أنها تحتوي على عشرات الجثث.
وبينما شوهدت بعض الشاحنات محترقة تمامًا، كان البعض الآخر لم يتضرر ولكنه لا يزال يبدو أنه يحتوي على جثث عسكريين.
ويأتي الفيديو، الذي يقول أحد المدونين العسكريين الروس إنه يظهر عواقب الضربة الأوكرانية ليلة الخميس، بعد ثلاثة أيام من تغيير كييف تكتيكاتها بتوغل مفاجئ في الأراضي الروسية، مما دفع الكرملين إلى إعلان حالة الطوارئ على المستوى الفيدرالي أمس الجمعة، في منطقة لم تتأثر إلى حد كبير بأكثر من عامين من الحرب.
وأفادت قنوات على تطبيق "تليجرام"، باندلاع قتال حول كورينيفو، وهي بلدة تقع على بعد نحو 30 ميلًا شمال غرب مدينة سودزا، وهي نقطة محورية أولية للعمليات الأوكرانية.
ونشرت مدونة Rybar" " الروسية الشهيرة التي تضم نحو أكثر من 1.2 مليون مشترك، ملخصًا للتطورات يوم الجمعة قالت فيه إن الخطوط الأمامية استقرت إلى حد ما مع وصول التعزيزات الروسية.
وأول أمس الخميس، كتب سكان كورسك على تليجرام أن "معارك ضخمة وعنيفة جارية"، وسجلوا خطابًا بالفيديو للرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" يطلبون منه المساعدة.
وقالت وزارة الطوارئ الروسية إنها أرسلت مجموعة إضافية من 80 من رجال الإنقاذ، بما في ذلك متخصصون في إبطال مفعول القنابل، إلى كورسك أمس الجمعة، للمساعدة في إجلاء السكان إلى مناطق آمنة.
عادةً لا تتحمل أوكرانيا المسؤولية عن الهجمات على الأراضي الروسية، لكن الرئيس فولوديمير زيلينسكي أشار بشكل غير مباشر، أمس الجمعة، إلى التوغل، قائلًا: "أريد التعبير عن امتناني الخاص لمحاربينا"، مضيفًا: “يجب أن نعيد الحرية إلى كل شعبنا الذين ما زالوا في الأسر الروسي".
وفي بداية التوغل، أشاد ميخايلو بودولياك، مستشار زيلينسكي، بالرد الغربي على الهجوم الأوكراني، قائلًا إن "أغلب القادة يوافقون عليه".
وذكر "بودولياك"، أن رد الغرب كان هادئًا ومتوازنًا وموضوعيًا ومبنيًا على فهم روح القانون الدولي ومبادئ الحرب الدفاعية. وعلى عكس "زيلينسكي"، أشار "بودولياك" بشكل مباشر إلى الأحداث في منطقة كورسك.
وقال المتحدث باسم الشؤون الخارجية بالاتحاد الأوروبي "بيتر ستانو، الأربعاء الماضي، إن أوكرانيا "لها الحق القانوني في الدفاع عن نفسها، بما في ذلك ضرب المعتدي على أراضيها".
وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر أكثر تحفظًا بعض الشيء، وقال إن أوكرانيا يجب أن تقرر تكتيكاتها بنفسها.