في مفاجأة غير متوقعة، انقضت قوة برية كبيرة من الجيش الأوكراني على الحدود الغربية لروسيا في عملية منسقة، إذ عبر الجنود وتمكنوا من التوغل لعدة كيلو مترات داخل منطقة كورسك، وحققوا عدة مكاسب مدعومين بعشرات المركبات المدرعة، الأمر الذي جعل بوتين يستنفر القيادات العليا الذين تباينت ردود فعلهم حول خطورة الوضع.
توغل ومكاسب
أحرزت القوات الأوكرانية تقدمًا مؤكدًا حتى 10 كيلومترات من الحدود الدولية داخل منطقة كورسك الروسية، وسط استمرار العمليات الهجومية الآلية، وبحسب معهد دراسات الحرب الأمريكي، فإن موقع التوغل ومدى وصول القوات يشير إلى أن القوات الأوكرانية اخترقت خطين دفاعيين روسيين على الأقل ومعقلًا للجنود.
وخلال توغلها، استولت القوات الأوكرانية على 45 كيلومترًا مربعًا من الأراضي داخل منطقة كورسك، بجانب إخضاع 11 مستوطنة بما فيها بلدات نيكولايفو-داريينو ودارينو وسفيردليكوفو، وتعمل في ذلك الوقت داخل بلدة "ليوبيموفكا"، التي تبعد 8 كيلومترات شمال حدود منطقة سومي القربية، وتقاتل الآن على مشارف بلدتي "كورينوفو وسودجا".
استفزاز واسع
استطاعت القوة المكونة من ألف جندي، بحسب تصريحات الجنرال فاليري جيراسيموف، رئيس هيئة الأركان العامة الروسية، أن القوات الأوكرانية استولت على نقطة تفتيش وأسرت عندها أكثر من 40 أسير حرب روسي، ودمرت غالبية المباني المجاورة لها بجانب الاستيلاء على محطة توزيع غاز.
في الناحية الأخرى، التقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتن، أعضاء الحكومة الروسية، كما التقى وزير الدفاع ومدير جهاز الأمن الفيدرالي ورئيس هيئة الأركان العامة، بشأن الهجوم على منطقة كورسك، متهمًا القوات الأوكرانية بـ"استفزاز واسع النطاق"، ومناقشة كيفية وقفه، وأعلنت لجنة التحقيق الروسية فتح تحقيق في الاستفزاز الأوكراني.
تحت السيطرة
أكد الجنرال فاليري جيراسيموف، رئيس هيئة الأركان العامة للجيش، أن الوضع تحت السيطرة، وأن جهاز الأمن الفيدرالي الروسي وتجمع القوات الشمالية أوقفوا تقدم أوكرانيا وألحقوا بها خسائر كبيرة، ويعملون على هزيمتهم وإبعادهم إلى منطقة الحدود.
وفي الوقت نفسه؛ أكد رئيس منطقة كورسك أليكسي سميرنوف، أن الوضع "تحت السيطرة الشخصية"، وذكر أن عدة آلاف من المدنيين في منطقة كورسك أخلو المنطقة بالفعل، وطالب وزارة المالية الروسية بتخصيص دفعة أولى بقيمة 1.8 مليار روبل - نحو 20.9 مليون دولار - لمساعدة سكان منطقة كورسك في إعادة التوطين.