شهدت نائبة الرئيس كامالا هاريس ارتفاعًا ملحوظًا في شعبيتها خلال الأسابيع القليلة الماضية، وهذا التحول المفاجئ في الرأي العام الأمريكي يأتي في أعقاب انسحاب الرئيس جو بايدن من سباق الانتخابات الرئاسية لعام 2024، ما فتح الباب أمام هاريس لتصبح المرشحة الديمقراطية للرئاسة.
تحول في شعبية هاريس
وفقًا لتحليل أجراه موقع FiveThirtyEight الانتخابي، حققت هاريس تحسنًا كبيرًا في معدلات شعبيتها، إذ ارتفع صافي تقييمها الإيجابي من -14.6 في 21 يوليو، يوم انسحاب الرئيس بايدن من السباق الرئاسي، إلى -5.5 في بداية أغسطس. وتشير الأرقام إلى أن 43.2% من الناخبين لديهم نظرة إيجابية تجاه هاريس، مقابل 48.6% لديهم نظرة سلبية.
ووصف آدم كارلسون، وهو خبير استطلاعات رأي سابق في مجموعة Global Strategy Group الاستشارية، هذا التحول بأنه "لا يقل عن كونه مذهلًا"، مضيفًا في تغريدة له على منصة X "تويتر سابقًا": "تحسن صافي تقييم هاريس الإيجابي من -14.6 في مايو إلى -5.5 في أواخر يوليو/أوائل أغسطس هو أمر لا يصدق".
هاريس تتفوق على ترامب في استطلاعات الرأي
في تطور لافت للنظر، أظهرت استطلاعات الرأي الأخيرة تفوق هاريس على منافسها الجمهوري الرئيس السابق دونالد ترامب، إذ كشف استطلاع أجرته كلية ماركيت للقانون على 879 ناخبًا مسجلًا بين 24 يوليو و1 أغسطس أن هاريس كانت الخيار المفضل لـ 52% من الناخبين المسجلين مقابل 48% لترامب، وارتفعت هذه النسبة بين الناخبين المحتملين لتصل إلى 53% لهاريس مقابل 47% لترامب.
وتجدر الإشارة إلى أن ترامب أيضًا شهد تحسنًا في شعبيته، إذ ارتفع صافي تقييمه الإيجابي من -12.3 في 21 يوليو إلى -8.4 في 8 أغسطس، ويعزو بعض المحللين هذا التحسن إلى محاولة الاغتيال الفاشلة التي تعرض لها ترامب في 13 يوليو خلال تجمع انتخابي في بتلر بولاية بنسلفانيا، والتي أسفرت عن إصابته بجرح طفيف في أذنه اليمنى.
العوامل المؤثرة في ارتفاع شعبية هاريس
يعد انسحاب بايدن من السباق الرئاسي وتأييده الصريح لهاريس عاملًا محوريًا في ارتفاع شعبيتها، إذ شكل هذا القرار نقطة تحول في مسارها السياسي، كما نجحت هاريس في توحيد صفوف الحزب الديمقراطي خلفها بسرعة، مما عزز من مكانتها كمرشحة محتملة قوية للرئاسة، إضافة إلى ذلك، ساهم أداؤها القوي في المناظرات الأخيرة وظهورها الإعلامي المكثف في تحسين صورتها لدى الناخبين. وأخيرًا، لعب تركيزها في خطاباتها الأخيرة على القضايا الملحة التي تهم الناخب الأمريكي، مثل الاقتصاد والرعاية الصحية والتغير المناخي، دورًا مهمًا في زيادة شعبيتها.
تحديات أمام هاريس
رغم التحسن الملحوظ في شعبيتها، تواجه هاريس عدة تحديات كبيرة في طريقها نحو البيت الأبيض، فالانقسام السياسي المستمر في المجتمع الأمريكي قد يشكل عائقًا أمامها كمرشحة للرئاسة. كما أن المنافسة القوية من الرئيس السابق دونالد ترامب، الذي لا يزال يتمتع بقاعدة مؤيدين قوية وخبرة سياسية كبيرة، تمثل تحديًا كبيرًا. وعلى الصعيد الاقتصادي، ستحتاج هاريس إلى تقديم رؤية قوية لمواجهة التحديات الحالية، بما في ذلك التضخم وارتفاع تكاليف المعيشة.
وأخيرًا، سيكون عليها إثبات قدرتها على التعامل مع التحديات الدولية المعقدة، خاصة في ظل التوترات المتزايدة مع روسيا والصين، ما يضعها أمام اختبار حقيقي في مجال السياسة الخارجية.