الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

ضغوط دبلوماسية واستنتاجات جديدة تمهد طريق إيران للتراجع عن الانتقام لهنية

  • مشاركة :
post-title
صواريخ إيرانية - أرشيفية

القاهرة الإخبارية - سامح جريس


كشفت تقارير صحفية أمريكية عن احتمال تراجع إيران عن تهديداتها بالرد على إسرائيل بعد مقتل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران، إذ تأتي هذه التطورات في ظل جهود دبلوماسية مكثفة تقودها الولايات المتحدة لتهدئة التوتر وتجنب اندلاع حرب شاملة في الشرق الأوسط.

وفقًا لتقرير نشرته صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، يعتقد مسؤولون في البيت الأبيض أن الجهود الدبلوماسية المكثفة التي تبذلها الإدارة الأمريكية لتخفيف حدة ردّ فعل إيران على مقتل هنية بدأت تحقق نتائج إيجابية، إذ صرح وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن بأن واشنطن تواصلت مع كل من إسرائيل وإيران لتأكيد ضرورة عدم تصعيد الصراع، مشددًا على أهمية اتخاذ قرارات من شأنها تهدئة التوترات وليس تفاقمها.

وقال بلينكن: "من المُلِح أن يقيّم الجميع في المنطقة الوضع، وأن يدركوا مخاطر سوء التقدير، وأن يتخذوا قرارات من شأنها تهدئة التوترات، لا تصعيدها".

وأضاف: "انخرطنا في دبلوماسية مكثفة مع الحلفاء والشركاء، وأوصلنا تلك الرسالة مباشرة إلى إيران، كما أوصلنا تلك الرسالة إلى إسرائيل".

طريقة اغتيال هنية

وكشفت مصادر مطلعة في البيت الأبيض، تحدثت لصحيفة واشنطن بوست شريطة عدم الكشف عن هويتها، عن تطور مهم قد يؤثر على قرار إيران بشأن الرد على اغتيال إسماعيل هنية، فوفقًا لهذه المصادر، توصلت طهران سرًا إلى استنتاج مفاده بأن هنية لم يُقتل بصاروخ دقيق التوجيه كما كان يُعتقد في البداية.

بدلًا من ذلك، ترجح السلطات الإيرانية أن الهجوم تم تنفيذه بواسطة قنبلة تم تهريبها مسبقًا إلى الغرفة التي كان يقيم فيها هنية في طهران، ويعتقد المسؤولون الأمريكيون أن هذه القنبلة تم تفجيرها عن بُعد، مما يشير إلى عملية استخباراتية معقدة ودقيقة.

هذا الفهم الجديد لطبيعة الهجوم قد يكون له تأثير كبير على حسابات إيران، فمن جهة، يظهر هذا الأسلوب في الاغتيال تغلغلًا استخباراتيًا عميقًا في البلاد، مما قد يدفعها إلى إعادة تقييم أمنها الداخلي، ومن جهة أخرى، فإن هذا النوع من العمليات ليس غريبًا على إيران نفسها، إذ سبق لها أن نفذت عمليات مماثلة في دول أجنبية.

ويرى محللون أن إدراك إيران لهذه الحقائق قد يدفعها إلى التفكير مليًا قبل الإقدام على رد انتقامي مباشر ضد إسرائيل، فمن ناحية، قد تخشى طهران من أن أي رد قوي قد يؤدي إلى كشف المزيد من نقاط ضعفها الأمنية، ومن ناحية أخرى، قد تجد إيران نفسها في موقف حرج إذا انتقدت بشدة أسلوبًا في العمليات السرية هي نفسها متهمة باستخدامه.

وأشار أحد المسؤولين الأمريكيين إلى أن هذا الفهم الجديد لطبيعة الهجوم "قد يوفر لإيران مخرجًا دبلوماسيًا للتراجع عن تهديداتها السابقة بالرد العنيف"، ومع ذلك، حذر من أن الموقف لا يزال متوترًا للغاية، وأن أي خطوة خاطئة من أي طرف قد تؤدي إلى تصعيد غير مرغوب فيه.

العرض العسكري الأمريكي

أكد مسؤول كبير في إدارة بايدن لصحيفة "واشنطن بوست" أن استعداد واشنطن لإظهار قوتها العسكرية في المنطقة قد يجعل إيران تفكر مرتين قبل الإقدام على أي عمل عدائي.

وقال المسؤول: "إيران تدرك بوضوح أن الولايات المتحدة لا تتزعزع في دفاعها عن مصالحها وشركائها وشعبها".

وفي هذا السياق، اتخذ وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن عدة خطوات عسكرية في الأيام الأخيرة للمساعدة في الدفاع عن إسرائيل من الهجمات المحتملة من قبل إيران وحلفائها، وحماية القوات الأمريكية.

وتشمل هذه الخطوات نشر طائرات مقاتلة إضافية وإعلان أن حاملة الطائرات "أبراهام لينكولن" ستحل محل "ثيودور روزفلت" في المنطقة، في وقت لاحق من هذا الشهر".

غضب البيت الأبيض

 على الرغم من الجهود الأمريكية لدعم إسرائيل، كشف تقرير واشنطن بوست عن غضب الرئيس الأمريكي جو بايدن من توقيت اغتيال هنية، وذكرت مصادر مطلعة على تفكير البيت الأبيض أن الغضب نبع من القلق من أن الاغتيال قد يكون قضى على المفاوضات التي استمرت لشهور من أجل التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح المحتجزين بين إسرائيل وحماس.

وأضافت المصادر أن الولايات المتحدة منزعجة أيضًا من توقيت الضربة في بيروت التي أسفرت عن مقتل القيادي العسكري في حزب الله فؤاد شكر، والتي وقعت قبل ساعات فقط من مقتل هنية.