الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

التهدئة في غزة.. جهود دولية حثيثة لوقف التصعيد بين إيران وإسرائيل

  • مشاركة :
post-title
جهود دولية حثيثة لوقف التصعيد بين إيران وإسرائيل

القاهرة الإخبارية - محمود غراب

ثمة تحركات دولية حثيثة تجرى حاليًا لمنع المواجهة العسكرية بين إيران ووكلائها من جهة وإسرائيل من جهة أخرى، على خلفية الرد المحتمل من قبل طهران على اغتيال إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، على أراضيها، الأربعاء الماضي.

واغتالت إسرائيل، فجر الأربعاء الماضي، هنية خلال تواجده في منشأة تابعة للحرس الثوري بطهران، بعد 12 ساعة فقط من اغتيال القيادى الثاني في حزب الله اللبناني فؤاد شكر، بضاحية جنوب بيروت.

وعيد إيراني

توعدت إيران وحزب الله اللبناني بالثأر من إسرائيل لاغتيال هنية وشكر، وأفادت تقارير بمشاورات تجريها طهران مع وكلائها في المنطقة لتوجيه ضربات واسعة متزامنة من عدة جبهات لإسرائيل.

وفي مقابل تلك التهديدات، أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" إرسال تعزيزات عسكرية إلى منطقة الشرق الأوسط، شملت مقاتلات وسفن حربية وطرادات للدفاع عن إسرائيل وردع إيران.

الاحتلال يتأهب

أعلن جيش الاحتلال حالة التأهب القصوي بين صفوفه، ومنع إجازات الجنود، وأعاد نشر منظوماته الدفاعية، وفتح الملاجئ، تحسبًا للضربة العسكرية المحتملة من إيران ووكلائها.

ويتزامن التأهب العسكري من واشنطن والاحتلال مع جهود دبلوماسية دولية لوقف التصعيد والحيلولة دون الحرب الواسعة، التي تخشى إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، من اندلاعها، منذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة، 7 أكتوبر الماضي.

وقال مسؤول أمريكي كبير معني بالشرق الأوسط، إن واشنطن تبذل كل ما في وسعها "لمنع جميع الأطراف من الوصول إلى نقطة لا يمكنها الرجوع عنها"، مؤكدًا أن الدول الأخرى في المنطقة وأوروبا يجب أن تفعل المزيد.

مصر تسعى لإنهاء العدوان على غزة

وفي إطار تلك الجهود الدبلوماسية، تلقى الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، اتصالًا هاتفيًا، مساء أمس الثلاثاء، من نظيره الأمريكي جو بايدن، تناولا خلاله التطورات الإقليمية، والتوتر الذي تشهده منطقة الشرق الأوسط.

وأكد البيت الأبيض في بيان، أن الرئيس بايدن شكر الرئيس السيسي على جهوده في مفاوضات الهدنة بغزة، التي وصلت مراحلها النهائية، مشيرًا إلى أن الرئيسين اتفقا على وضع وقف إطلاق النار بغزة قيد التنفيذ في أقرب وقت ممكن.

وفي بيان صادر عن الرئاسة المصرية، استعرض الرئيس المصري ونظيره الأمريكي، التطورات الإقليمية، والتوتر الذي تشهده منطقة الشرق الأوسط.

وناقش الرئيسان مستجدات الجهود المشتركة "المصرية-الأمريكية-القطرية" لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، وأكدا عزمهما على الاستمرار في تلك الجهود لخفض التصعيد واستعادة السلم والأمن الإقليميين، بحسب بيان صادر عن المستشار الدكتور أحمد فهمي، المتحدث باسم الرئاسة المصرية.

وأوضح المتحدث باسم الرئاسة المصرية، أن الاتصال تطرق إلى الشواغل الراهنة بشأن توسع دائرة الصراع في الإقليم، إذ أكد "السيسي" الرؤية المصرية حول خطورة التداعيات المترتبة على استمرار الحرب بقطاع غزة وتأثيرها السلبي على استقرار المنطقة، آخذًا في الاعتبار أن التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار بغزة، يعتبر النواة الرئيسية لإعادة الهدوء والاستقرار في الإقليم.

واتفق الرئيسان في ختام الاتصال على الاستمرار في العمل المشترك المكثف لوقف إطلاق النار، وفي الجهود لتنفيذ حل الدولتين، باعتباره الضامن الرئيسي للاستقرار والأمن لجميع شعوب المنطقة.

وأجرى بدر عبدالعاطي، وزير الخارجية المصري، السبت الماضي، اتصالًا هاتفيًا مع نظيره الإيراني بالإنابة على باقري كني، إذ بحثا التطورات الأخيرة في المنطقة وخطورتها.

وأفاد السفير أحمد أبو زيد، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، بأن "الاتصال يأتي في إطار الاتصالات التي تجريها مصر مع جميع الأطراف المعنية، بهدف احتواء التصعيد القائم وتخفيف حده التوتر الذي يشهده الإقليم".

وخلال الاتصال، أكد عبدالعاطي أن "التطورات الأخيرة التي شهدتها المنطقة غير مسبوقة وعلي قدر كبير من الخطورة، وتُنذر بتوسيع رقعة الصراع بشكل يهدد استقرار دول المنطقة ومصالح شعوبها، وهو ما يتعين معه تحلي كل الأطراف بالهدوء وضبط النفس للحيلولة دون خروج الأوضاع عن السيطرة".

وأضاف المتحدث أن عبدالعاطي "أعاد تأكيد الموقف المصري الداعي إلى وقف الحرب على قطاع غزة، باعتبارها السبب الرئيسي لزيادة حدة التوتر والمواجهة في الإقليم".

وشدد وزير الخارجية على موقف مصر الرافض للسياسات التصعيدية الإسرائيلية، وسياسة الاغتيالات وانتهاك سيادة الدول"، مشيرًا إلى أن تلك السياسات لن تصب في مصلحة أي من الأطراف، ولن تؤدي إلا لتأجيج الصراع على النحو الذي يصعُب معه احتواء الأزمة.

وزير خارجية الأردن في طهران

الأحد الماضي، أجرى وزير الخارجية الأردنى أيمن الصفدي، زيارة لطهران، نقل خلالها رسالة من ملك الأردن عبدالله الثاني، إلى الرئيس الإيرانى مسعود بزشكيان، حول التصعيد الخطير في المنطقة.

ونقلت وزارة الخارجية الأردنية عن الصفدى قوله للتلفزيون الإيراني: "لست هنا حاملًا رسالة من إسرائيل، ولست هنا لأحمل رسالة لإسرائيل، رسالتنا الوحيدة لإسرائيل أعلناها في عمّان وبشكل واضح وصريح على مدى الشهور الماضية، أوقفوا العدوان على غزة، أوقفوا جرائم الحرب ضد الشعب الفلسطيني، أوقفوا الخطوات التصعيدية، واذهبوا نحو وقف فوري ودائم لإطلاق النار يتيح لنا جميعًا أن نعمل من أجل تحقيق سلام عادل وشامل".

وأمس الثلاثاء، أجرى الصفدي اتصالًا هاتفيًا بوزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، وناقشا الوضع في الشرق الأوسط، بحسب وكالة "رويترز".

وأكد الوزيران ضرورة ضبط النفس من جميع الأطراف لتجنب عواقب كارثية.

بوتين يطالب خامنئي برد محدود

دخلت روسيا على خط الوساطة الدبلوماسية لوقف التصعيد بين إسرائيل وإيران، إذ نقلت وكالة "رويترز" أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين طلب من المرشد الإيراني علي خامنئي أن يكون رد بلاده على اغتيال هنية في طهران محدودًا.

وقالت الوكالة، نقلًا عن مصدرين إيرانيين رفيعين، إن بوتين حث خامنئي على تجنب استهداف المدنيين الإسرائيليين، خلال الهجوم المرتقب.

وأضاف المصدران أن سيرجي شويجو، الأمين العام لمجلس الأمن الروسي، نقل هذه الرسالة، أمس الأول الاثنين، خلال اجتماعاته مع كبار المسؤولين في طهران.

ويعتقد مسؤولون في البيت الأبيض، أن جهود الرئيس الأمريكي جو بايدن، للحد من الرد الإيراني على اغتيال إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، في طهران تؤتي ثمارها، ومن المحتمل أن تعيد إيران النظر في ردها "الصارم"، وفق صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية.