على الرغم من تصريحه في وقت سابق بأن "الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيطلق سراح الصحفي إيفان جيرشكوفيتش من أجلي، ولكن ليس من أجل أي شخص آخر"، خاب أمل الرئيس الأمريكي السابق والمرشح الجمهوري دونالد ترامب، بعد إتمام عملية تبادل للسجناء تضم 24 شخصًا بين موسكو وعدد من العواصم الغربية، من بينهم جيرشكوفيتش.
وتضم الصفقة، التي تمت أمس الخميس، سجناء تحتجزهم روسيا وبيلاروسيا والولايات المتحدة وعدد من الدول الغربية الأخرى.
وفي المجمل، أفرجت موسكو عن 16 شخصًا، وهم مزيج من الرعايا الأجانب والسجناء السياسيين المحليين، بينما أفرجت الدول الغربية عن ثمانية أشخاص، بما في ذلك الجواسيس المدانون، وفاديم كراسيكوف الذي أُدين بقتل منشق منفي في برلين.
وكان ترامب في 23 مايو الماضي، اقترح في منشور على موقعه الإلكتروني Truth Social أن يُفرج بوتين عن جيرشكوفيتش بعد الانتخابات الرئاسية لعام 2024 كخدمة شخصية له.
وكتب المرشح الرئاسي الجمهوري: "سيتم إطلاق سراح إيفان جيرشكوفيتش، مراسل صحيفة وول ستريت جورنال، الذي تحتجزه روسيا، فورًا تقريبًا بعد الانتخابات، ولكن بالتأكيد قبل أن أتولى منصبي".
وأضاف: "سيكون في منزله آمنًا ومع عائلته.. سوف يفعل فلاديمير بوتين، رئيس روسيا، ذلك من أجلي، ولكن ليس من أجل أي شخص آخر، ولن ندفع أي شيء".
هدية مبكرة
في وقت سابق من هذا الشهر، حُكم على جيرشكوفيتش بالسجن لمدة 16 عامًا بعد إدانته بتهمة التجسس، وأصرّت صحيفة وول ستريت جورنال، التي يعمل بها، ووزارة الخارجية الأمريكية على أن الاتهامات ملفقة.
وكان الرئيس الحالي جو بايدن ونائبته كامالا هاريس، في استقبال جيرشكوفيتش، وويلان، والصحفية الروسية الأمريكية ألسو كورماشيفا، وفلاديمير كارا مورزا، الذي يحمل البطاقة الخضراء، عندما هبطوا في قاعدة أندروز المشتركة، في ماريلاند مساء الخميس.
وفي حديثه للصحفيين الخميس، سُئل "بايدن" عن ادعاء ترامب المتكرر "بأنه كان بإمكانه تحرير الرهائن دون تقديم أي شيء في المقابل"، ليرد قائلًا: "لماذا لم يفعل ذلك عندما كان رئيسًا؟"، كما نقلت مجلة "نيوزويك".
وفي الواقع، لم يتم اعتقال جيرشكوفيتش حتى مارس 2023، لكن بول ويلان، وهو أمريكي آخر كان ضمن المشاركين في عملية التبادل، محتجز في الحجز الروسي منذ ديسمبر 2018.
وفي منشورات على موقع التواصل الاجتماعي "إكس"، ناقش عدد من المعلقين السياسيين إطلاق سراح جيرشكوفيتش، والذي تم على الرغم من ادعاءات ترامب.
وكتب نيكولاس جروسمان، أستاذ العلاقات الدولية في جامعة إلينوي: "يسعدني أن أسمع أن السجناء السياسيين الأمريكيين في روسيا، بما في ذلك مراسل صحيفة وول ستريت جورنال إيفان جيرشكوفيتش، سيعودون إلى ديارهم.. أشعر بالفضول لمعرفة ما الذي تداولته الولايات المتحدة.. هل تغيرت حسابات روسيا أم أن الولايات المتحدة استجابت لطلباتها؟ ولا يسعني إلا أن أشير إلى أن ترامب زعم أنه وحده القادر على القيام بذلك".
أيضًا، الكاتب ديفيد فروم، الذي عمل سابقًا كاتبًا لخطابات الرئيس جورج بوش الابن، شارك منشورًا حول تبادل الأسرى، مضيفًا: "يبدو أن بوتين فقد الثقة فجأة في فوز ترامب في نوفمبر.. لقد حسم مكافأة احتجاز الرهائن مبكرًا".
أمور معقدة
في منشور جديد كتبه على موقع Truth Social تعليقًا على صفقة تبادل السجناء، تساءل ترامب: "متى سيكشفون عن تفاصيل تبادل السجناء مع روسيا؟ كم عدد الأشخاص الذين سنحصل عليهم مقابلهم؟ هل ندفع لهم نقدًا أيضًا؟ هل يعطوننا نقودًا (يرجى سحب هذا السؤال، لأنني متأكد من أن الإجابة هي لا)؟ هل نطلق سراح القتلة أو البلطجية؟".
وأضاف: "إنني أشعر بالفضول فقط لأننا لا نبرم صفقات جيدة على الإطلاق، وخاصة في مجال تبادل الرهائن.. إن مفاوضينا يشكلون دائمًا مصدر إحراج لنا".
وتابع ترامب: "لقد استعدت العديد من الرهائن، ولم أعط الدولة المنافسة أي شيء، ولم أعطها أي أموال على الإطلاق.. إن القيام بذلك يشكل سابقة سيئة للمستقبل.. وهذا هو ما ينبغي أن يكون عليه الحال، وإلا فإن هذا الوضع سوف يزداد سوءًا".
وهاجم المرشح الجمهوري إدارة بايدن لإتمام الصفقة قائلًا: "إنهم يبتزون الولايات المتحدة الأمريكية.. إنهم يطلقون على هذه التجارة اسم "الأمور المعقدة"، وذلك حتى لا يتمكن أحد من معرفة مدى سوءها".