كشفت الجهات التنظيمية لسلامة السيارات في الولايات المتحدة، أن الوسائد الهوائية "الإيرباج" الموجودة في نحو 49 مليون سيارة تشكل خطرًا على ملايين الأمريكيين بسبب عيوب في الصناعة، وأدت خلال الفترة الماضية إلى عدة حوادث ووفيات على الطرق.
وتفتح تلك الخطوة الباب أمام عملية استدعاء ضخمة، بحسب موقع "بي بي إس" الأمريكي، مشيرين إلى أنه يوجد 50 مليون قطعة إير باج خطيرة ولا ينبغي استخدامها، ومسؤولة عن سبع إصابات على الأقل ووفاة شخصين في الولايات المتحدة وكندا منذ عام 2009.
وجاء في القرار الذي اتخذته الإدارة الوطنية لسلامة المرور على الطرق السريعة، أنه يمكن أن تنفجر الوسائد الهوائية الموجودة في نحو 49 مليون سيارة من 13 شركة مصنعة وتتسبب في إطلاق الشظايا على السائقين والركاب، مؤكدين انفجار سبعة في الميدان بالولايات المتحدة.
وأظهرت الأدلة عدم كفاية اللحامات أو وجود ضغط زائد في عبوة مصممة لاحتواء الانفجار وملء الوسائد الهوائية في حال وقوع حادث، مضيفين أن 23 من هذه الوسائد الهوائية انفجرت في أثناء الاختبارات لأسباب مشابهة كما انفجرت أربعة من الوسائد الهوائية خارج الولايات المتحدة، ما أسفر عن مقتل شخص واحد على الأقل.
لكن العديد من شركات صناعة السيارات زعمت في تعليقات عامة أن سنوات من التحقيقات التي أجرتها إدارة السلامة المرورية على الطرق السريعة لم تثبت وجود عيب في التصميم، وقال البعض إن الملايين من نفاخات الهواء في مركباتهم لم تنفجر بسبب السبب الذي أشارت إليه الإدارة.
ولا يسمح قانون سلامة المركبات الفيدرالي بمثل هذا العيب، وفق الشبكة دون معالجته، مشيرين إلى أن الطريقة الوحيدة لمعرفة أي من الوسائد الهوائية لا تصلح ويمكن أن تنفجر في أثناء فتحها حال وقوع حادث، لكن العديد من شركات السيارات نفت وجود تلك العيوب في السيارات الخاصة بهم.
كانت بداية المعركة بين الإدارة الوطنية وشركة ARC المصنعة للإيرباج، أبريل 2023، عندما تطلبت الجهات المنظمة من الشركة سحب منتجاتها، إلا أن الأخيرة رفضت إصدار استدعاء كامل، وهو ما مهد الطريق لمعركة قضائية بين الطرفين.
وجاء في الدعوى أن المنتجات الثانوية الناتجة عن اللحام في أثناء التصنيع قد تسد فتحة التهوية في العلبة المصممة للسماح للغاز بالهروب لملء الأكياس الهوائية بسرعة، مشيرين إلى أنه في المنتجات المعيبة، قد يتراكم الضغط إلى الحد الذي يؤدي إلى انفجار العلبة، الذي يشكل بدوره خطرًا غير معقول على سلامة السائقين والركاب.
وفي المقابل تعارض شركة ARC والعديد من شركات صناعة السيارات استدعاء السيارات، إذ تقول إن المشكلة تحدث بشكل غير متكرر لدرجة أن إدارة السلامة الوطنية لم تتأكد من وجود عيب في السلامة، كما أن استدعاء 50 مليون سيارة سيكلف الملايين.
وأشارت الصحيفة إلى أنه إذا اتخذت الإدارة الوطنية لسلامة المرور قرارًا نهائيًا بأن الوسائد الهوائية معيبة، ستأمر ARC وشركات صناعة السيارات باستدعائها، وهو ما قد ينهي الأمر برفع دعوى قضائية لإجبار الشركات على الاستدعاء.