حزم المستشار الألماني أولاف شولتس، حقائبه في زيارة أساسها التعاون الاقتصادي والدفاع عن صناعة السيارات الألمانية، ضمن فعاليات تجارية في مدينة شنجهاي المالية والاقتصادية، ورافقه العديد من المديرين من الشركات الألمانية الكبرى، بما في ذلك رؤساء شركات "سيمنز" و"مرسيدس"، و"بي إم دبليو"، التي تشكو من المنافسة غير العادلة مع الشركات الصينية.
وتعد الزيارة التي تستغرق 3 أيام هي الأولى التي يقوم بها المستشار الألماني أولاف شولتس، للصين منذ أن أطلقت حكومته استراتيجية "إزالة المخاطر"، العام الماضي، لتجنب ربط ألمانيا بشكل وثيق بثاني أكبر اقتصاد في العالم.
فرص متكافئة لمصنعي السيارات
وتتهم أوروبا الصين بأنها تغمر الأسواق بمنتجات رخيصة، بما في ذلك وحدات الطاقة الشمسية والتنقل الكهربائي، وهو ما سيناقشه المستشار الألماني مع الرئيس الصيني شي جين بينج، ورئيس الحكومة لي تشيانج، بحسب موقع "تاجز شاو" الألماني.
ودعا المستشار إلى توفير فرص متكافئة لمصنعي السيارات، قائلًا: "الشيء الوحيد الذي يجب أن يكون واضحًا دائمًا هو أن المنافسة يجب أن تكون عادلة، حتى لا يكون هناك إغراق، ولا يكون هناك فائض في الإنتاج، ولا يتم المساس بحقوق الطبع والنشر".
دعم الاقتصاد الروسي
يخطط شولتس لمناقشة الرئيس الصيني حول دعم بلاده للاقتصاد الروسي في زمن الحرب، بعد عامين من الحرب الروسية الأوكرانية، بما في ذلك كيفية استخدام روسيا للسلع ذات الاستخدام المزدوج التي توفرها الصين للأغراض العسكرية.
وتشعر الحكومة الألمانية والشركات الألمانية بالقلق من أي صراع مستقبلي محتمل بشأن تايوان، ودون أن يذكر الصين بالاسم، قال شولتس إنه لا ينبغي للدول الصغيرة أن تعيش في خوف من الدول الكبيرة، ولا ينبغي تغيير الحدود بالقوة.
استرايجية التعامل مع الصين
رسمت الحكومة الألمانية لأول مرة استراتيجية التعامل مع بكين على المستويين الاقتصادي والسياسي، التي تأرجحت بين اعتبار التنين الصيني مُنافسًا وشريكًا في آن واحد، لتأخذ العلاقات الصينية الألمانية اتجاهًا جديدًا تحت شعار "مخاطر أقل.. وتعاون أكبر".
واعتمدت الحكومة الألمانية، تحت قيادة تحالف إشارة المرور الحاكم، برئاسة المستشار الألماني أولاف شولتس، على ما تم التعارف عليه باسم استراتيجية الصين الجديدة، التي قدمتها وزارة الخارجية الألمانية، لوضع أُطر للعلاقات المستقبلية مع جمهورية الصين الشعبية، التي تعد أكبر شريك تجاري لألمانيا، بحسب "دي تسايت" الألمانية.
وراعت الاستراتيجية الصينية، تجنب التبعيات الحرجة في المستقبل، خشية تكرار السيناريو الروسي، الذي تضررت منه ألمانيا بعد العملية العسكرية في أوكرانيا.
التبادل التجاري
أما على المستوى الاقتصادي فنصت الاستراتيجية على تجنب المخاطر المفرطة وخلق حوافز، إذ تعد السوق الصينية ذات أهمية كبيرة للعديد من الشركات.
وتعتلي الصين قمة التبادل التجاري مع ألمانيا، بقيمة 299 مليار يورو دور، خلال عام 2022، تليها الولايات المتحدة الأمريكية بـ244 مليار يورو، وفي المركز الثالث هولندا 230 مليار دولار، وفرنسا رابعًا بـ185 مليار يورو.