من الشرارة الإبداعية الأولى في تصميم السيارة، إلى دورات التصنيع، والتسويق، والمبيعات؛ أصبح المستقبل الرقمي لصناعة السيارات معتمدًا على الذكاء الاصطناعي (AI) الذي أثبت أنه أداة حيوية لتطوير شكل الصناعة ذاتها.
وفي حين أن تطبيقات الذكاء الاصطناعي على المركبات ذاتية القيادة قد تكون معروفًة جيدًا، إلا أنها تعمل على تسريع جميع جوانب الصناعة، حيث يقوم صانعو السيارات بطرق مختلفة بالعمل عليها.
مع هذا، يرى بعض القائمين على صناعة السيارات أن "تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي تتحرك بسرعة الضوء، وتأثيرها على صناعة السيارات مدمر تمامًا مثل أي مكان آخر"، حسبما لفت تقرير لمجلة "نيوزويك" الأمريكية.
ونقل التقرير عن ستيفاني برينلي، المدير المساعد للأبحاث والتحليلات في شركة S&P Global، قولها إن الذكاء الاصطناعي والذكاء الاصطناعي التوليدي لهما تأثير على سير العمل في جميع أنواع الصناعات، وهذا يشمل أيضًا تصميم وهندسة السيارات.
وقالت إن هناك حاجة إلى إدراك المخاطر المحتملة لأخطاء العمل على هذه التطبيقات "فنتائج الذكاء الاصطناعي تكون جيدة بقدر جودة مدخلاتها، والبيانات السيئة ستؤدي إلى نتائج إشكالية".
تطوير الذكاء الاصطناعي
في الوقت الحالي، تستخدم شركات صناعة السيارات الذكاء الاصطناعي في التصنيع والتطوير، ما يؤدي إلى تحسين جودة التصنيع ودقته بشكل كبير، مع تقليل وقت وصول المنتج إلى السوق من خلال اختبارات المحاكاة وغيرها من التدابير.
ويشير تقرير "نيوزويك" إلى أن شركة "نيسان" اليابانية للسيارات قامت ببناء مركز أبحاث مختبر "يوكوهاما" في محافظة "كاناجاوا" باليابان لدراسة كيفية استخدام الذكاء الاصطناعي في تصنيع السيارات.
ويعمل باحثو المركز على إيجاد طرق لدمج الذكاء الاصطناعي لحل التحديات التي يواجهها المهندسون والمصممون، التي يمكن تطبيقها في سيناريوهات العالم الحقيقي.
كما تستخدم شركة "مرسيدس- بنز" الألمانية الذكاء الاصطناعي في العديد من المجالات المختلفة.
ولفت أولا كالينيوس، رئيس مجلس إدارة الشركة، إلى أنه منذ العام الماضي، قامت "مرسيدس- بنز" باختبار ChatGPT في نظام الإنتاج الرقمي الخاص بها.
وقال: "باستخدام الذكاء الاصطناعي في بيئة الإنتاج لدينا، نعمل على تسريع العديد من العمليات، بما في ذلك تحديد الأخطاء وتحليلها، إضافة إلى إدارة الجودة وتحسين العمليات. وأشار مشروع الاختبار التجريبي في أحد ورش الطلاء لدينا إلى أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يحقق وفورات كبيرة في الطاقة والتكلفة".
ويصف كالينيوس الذكاء الاصطناعي بأنه "أمر حاسم لنجاح هذه التكنولوجيا".
ذاتي القيادة
يلعب الذكاء الاصطناعي دورًا محوريًا في تطوير وتنفيذ تكنولوجيا القيادة الذاتية، التي لا يزال الكثير منها قبل عدة سنوات من التسويق.
وقد عرضت شركات "مرسيدس- بنز" و"فولكس فاجن" و"بي إم دبليو"، طرقًا جديدة لتطبيق تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في معرض CES 2024، في دورته الـ58 في مدينة لاس فيجاس الأمريكية، وهو أشهر معرض تجاري للإلكترونيات الاستهلاكية.
أيضًا، هناك عدد لا يحصى من تطبيقات شركات صناعة السيارات التي تستخدم الذكاء الاصطناعي لرصد وتشخيص حالة السيارة، والتوصية بالذهاب إلى مراكز الخدمة قبل ظهور المشكلات، وحتى طلب قطع الغيار لشحنها.
وتقوم شركة "فولكس فاجن" بدمج Cerence's ChatGPT في مساعدها الصوتي IDA للحصول على تجربة للمستخدم أكثر قوة، حيث سيتم إطلاقها لأول مرة على سيارة VW Golf في وقت لاحق من هذا العام.
وبالمثل، تعمل "بي إم دبليو" مع شركة "أمازون" لدمج نموذج "أليكسا" الخاص بها للتفاعلات الشبيهة بالإنسان.
بينما تعمل "مرسيدس-بنز" على تطوير نظام تشغيل داخلي من شأنه الاستفادة من الذكاء الاصطناعي لتوفير تجربة شخصية للغاية، من خلال فهم إجراءات السائق، وتفضيلاته، وحالته المزاجية؛ وذلك من أجل أن "تعرف سائقها بشكل لم يسبق له مثيل".