أحدث انسحاب الرئيس الأمريكي جو بايدن، من سباق انتخابات 2024 تحولًا جذريًا في المشهد السياسي الأمريكي، إذ إنه وفقًا لصحيفة "ذا هيل" الأمريكية، بدأت نائبة الرئيس كامالا هاريس، تبرز كمنافسة محتملة قوية للرئيس السابق دونالد ترامب، وتظهر استطلاعات الرأي الأخيرة تقاربًا ملحوظًا بين المرشحين؛ مما يفتح الباب لسباق انتخابي شديد التنافسية.
ملامح جديدة للمعركة الانتخابية
كشفت صحيفة "ذا هيل" عن نتائج استطلاعات رأي حديثة أظهرت تحولًا ملحوظًا في توجهات الناخبين الأمريكيين بعد انسحاب بايدن، إذ بدأت هاريس تحقق نتائج أفضل مما كان يحققه الرئيس المنسحب في مواجهة ترامب.
ووفقًا لاستطلاع أجرته "رويترز/إبسوس"، تقدمت هاريس على ترامب بفارق نقطتين على المستوى الوطني، وهو ما يعد تحسنًا كبيرًا مقارنة بالاستطلاعات السابقة التي كانت تضع ترامب في المقدمة.
وأشارت "ذا هيل" إلى أن استطلاعًا آخر أجرته صحيفة نيويورك تايمز وكلية سيينا، أظهر تقدم ترامب بفارق ضئيل قدره نقطة واحدة (47% مقابل 46%) بين الناخبين المحتملين.
ورغم أن هذه النتيجة تضع ترامب في المقدمة، إلا أنها تمثل تحسنًا كبيرًا لصالح الديمقراطيين، مقارنة باستطلاع سابق أجري قبل انسحاب بايدن، والذي كان يظهر تقدم ترامب بفارق 6 نقاط.
ساحة المعركة الحاسمة
أكدت الصحيفة أن المعركة الحقيقية ستدور في الولايات المتأرجحة، التي ستحدد على الأرجح نتيجة الانتخابات، وفي هذا السياق، أظهر استطلاع أجرته كلية إيمرسون و"ذا هيل" أن ترامب لا يزال متقدمًا في معظم هذه الولايات، لكن الفارق أصبح ضمن هامش الخطأ في ولايات مهمة مثل بنسلفانيا وميشيجان وجورجيا.
وفي تفاصيل أكثر، أوضحت الصحيفة الأمريكية أن هاريس تفوقت على أداء بايدن بـ3 نقاط في ميشيجان وبنسلفانيا، و4 نقاط في أريزونا وويسكونسن، و5 نقاط في جورجيا.
هذه النتائج تمثل تحسنًا ملحوظًا للديمقراطيين وتشير إلى أن المعركة في هذه الولايات الحاسمة ستكون أكثر تنافسية، مما كان متوقعًا في السابق.
"شهر العسل السياسي" لهاريس
نقلت "ذا هيل" عن سكوت ترانتر، خبير علوم البيانات، تحليلًا مثيرًا للاهتمام حول ما وصفه بـ"مرحلة شهر العسل" السياسي لهاريس، إذ أوضح أن ما سيكون حاسمًا هو مدة استمرار هذه المرحلة، مُشيرًا إلى أنه حتى لو استمرت لمدة 60 يومًا فقط، فإن التصويت المبكر سيكون قد بدأ بالفعل، مما قد يؤثر على النتائج النهائية.
وفي سياقٍ مُتصلٍ، أشارت الصحيفة إلى مذكرة أصدرها أحد خبراء استطلاعات الرأي في حملة ترامب، وتوقع فيها أن "مرحلة شهر عسل لهاريس" ستشهد ارتفاعًا في أرقامها في استطلاعات الرأي مع حصولها على تغطية إعلامية واسعة، لكنه حذر من أن هذه المرحلة ستكون مؤقتة ولن تغير "أساسيات" السباق.
تحسن ملحوظ في شعبية المرشحين
لفتت "ذا هيل" الانتباه إلى ارتفاع ملحوظ في شعبية كل من هاريس وترامب، إذ وصلت نسبة التأييد لترامب إلى 45% بعد محاولة الاغتيال الفاشلة التي تعرض لها في تجمع انتخابي في بنسلفانيا، بينما انخفضت نسبة عدم التأييد له من 57% إلى 51%.
أما هاريس، فقد ارتفعت شعبيتها إلى 44%، خاصة مع تزايد الدعوات لانسحاب بايدن.
وأشارت الصحيفة إلى أن 7 من كل 10 من الناخبين الديمقراطيين في استطلاع نيويورك تايمز/سيينا، قالوا إنهم يريدون من الحزب أن يتوحد حول هاريس.
التحديات المستقبلية
رغم التحسن في أرقام هاريس، حذرت "ذا هيل" من أن السباق لا يزال في مراحله الأولى، فحملة هاريس لا تزال في طور الانطلاق، مع بدء التجمعات الانتخابية وظهور الإعلانات على الهواء، بينما يعمل الجمهوريون على صقل هجماتهم عليها بعد أن كانوا يستهدفون مرشحًا مختلفًا.
وأشارت الصحيفة إلى أن تكثيف حملة هاريس قد يؤدي إلى رفع أرقامها أكثر، أو قد تتسبب الهجمات المضادة في تراجعها.
ونقلت عن ترانتر قوله: "هناك العديد من الجولات المتبقية في هذه الدورة الانتخابية لتتحرك هذه الأرقام إما صعودًا أو هبوطًا، لكنني أقول إن فرصة ارتفاعها تساوي فرصة انخفاضها".