قبل أقل من 100 يوم على إجراء انتخابات الرئاسة الأمريكية في 5 نوفمبر المقبل، احتدمت المنافسة بين المرشح الجمهوري دونالد ترامب، والمرشحة الديمقراطية المحتملة كامالا هاريس، إذ إن حملتيهما شرعتا في بث إعلانات تلفزيونية تعيد تصريحات سابقة للاثنين، والتي قد تؤثر على اختيار الناخبين، خاصة في الولايات المتأرجحة.
وتبدأ حملة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، اليوم الثلاثاء، بث مجموعة إعلانات داعمة للمرشح الجمهوري لرئاسة الولايات المتحدة، ومناهضة لمنافسته الديمقراطية المحتملة، نائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس.
وذكر موقع" أكسيوس" الأمريكي، وفقًا لبيانات شركة التتبع "أدلمباكت"، أن حملة ترامب أنفقت نحو 12 مليون دولار على الإعلانات لعرضها في الولايات المتأرجحة الرئيسية حتى 12 أغسطس.
ولفت الموقع إلى أن هذا أول شراء إعلاني كبير لحملة ترامب، منذ أن أصبحت هاريس فعليًا المرشحة الرئاسية الديمقراطية المحتملة. ويبدو أيضًا أن هذا هو أكبر حجز إعلاني لحملة ترامب منذ الانتخابات التمهيدية الرئاسية للحزب الجمهوري.
وتستهدف الإعلانات التي يبدأ بثها، اليوم الثلاثاء، الولايات المتأرجحة الرئيسية، وهي أريزونا وبنسلفانيا وويسكونسن ونيفادا وجورجيا وميتشيجان، بحسب "أدلمباكت".
وتأتي هذه الإعلانات في الوقت الذي تحاول فيه حملة ترامب تعطيل زخم حملة هاريس، بعد أن اجتمع الحزب الديمقراطي حولها بعد قرار الرئيس بايدن المفاجئ بالانسحاب من السباق الرئاسي.
ونشرت الجماعات الجمهورية إعلانات هجومية ضد هاريس بعد دخولها السباق، وربطتها بسياسات الهجرة التي تنتهجها الإدارة، حسبما ذكرت صحيفة "بانشبول نيوز" المحلية.
وتجنبت حملة ترامب إلى حد كبير إنفاق الأموال على الإعلانات خلال الأشهر القليلة الماضية، على الرغم من أن المجموعات الخارجية ولجان العمل السياسي المتحالفة مع الرئيس السابق أنفقت نيابة عن الحملة.
وتنفق لجنة العمل السياسي المستقلة المؤيدة لترامب "ماجا"، ملايين الدولارات على إعلانات هجومية ضد هاريس في الولايات المتأرجحة على مدى الأسابيع القليلة المقبلة، وفقًا لما ذكرته مجلة" بوليتيكو" الأمريكية.
ومن المرجح أن تعيد الإعلانات التلفزيونية لحملة ترامب، قائمة طويلة من التصريحات التي أدلت بها هاريس في عامي 2019 و2020.
ومن بين تلك التصريحات، قول هاريس حينها إنها تعارض "التكسير الهيدروليكي لاستخراج النفط الصخري"، وستفكر في إلغاء وكالة إنفاذ قوانين الهجرة والجمارك، ووصفت فكرة إضافة مزيد من أفراد الشرطة بأنها "تفكير خاطئ"، ورحبت بفكرة السماح للمجرمين بالتصويت، وقالت إنها تدعم "برنامج إعادة الشراء الإلزامي" لبعض الأسلحة، ودعت إلى إلغاء التأمين الصحي الخاص.
وكان حظر التكسير الهيدروليكي لاستخراج الوقود أحد بنود برنامج الطاقة الخاص بها في السباق التمهيدي لعام 2020.
لكن التكسير الهيدروليكي يظل عنصرًا أساسيًا في الاقتصاد في بنسلفانيا، وربما تكون هذه الولاية هي أهم ساحة معركة انتخابية هذا العام.
وفي تعليقه على تصريحات هاريس القديمة في هذه النقطة، علق ترامب في تجمع حاشد السبت الماضي "لقد تعهدت بحظر التكسير الهيدروليكي، أوه، هذا سيحقق نتائج جيدة في بنسلفانيا، أليس كذلك؟"، مضيفًا مخاطبًا سكان الولاية: "تذكروا أنها قالت إنها لا تريد التكسير الهيدروليكي، وهذا مسجل.. الشيء الجميل في التكنولوجيا الحديثة هو أنه عندما تقول شيئًا، فأنت في ورطة إذا كان سيئًا".
وقبل خطاب ترامب بيوم، كانت حملة هاريس أعلنت أن نائبة الرئيس لم تعد تريد حظر التكسير الهيدروليكي، وهو تحول كبير عن موقفها قبل أربع سنوات، ولكنه متسق مع سياسات إدارة الرئيس بايدن، بحسب صحيفة "ذا هيل" الأمريكية.
ورجحت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، أن حملة هاريس ستدحض معظم هجمات الجمهوريين بالقول إنهم يبالغون أو يكذبون بشأن سجلها. وتخطط حملتها للاستناد إلى سجلها كمدعية عامة محلية ومدعية عامة لولاية كاليفورنيا وتلميع صورتها كمرشحة لها علاقات عميقة بإنفاذ القانون.
بالإضافة إلى تغيير موقفها بشأن التكسير الهيدروليكي، قال مسؤولو الحملة إنها تدعم الآن طلبات ميزانية إدارة بايدن لزيادة التمويل لإنفاذ القانون على الحدود، ولم تعد تدعم برنامج التأمين الصحي أحادي الدافع، وكررت دعوة بايدن لحظر الأسلحة الهجومية، ولكن ليس شرط بيعها للحكومة الفيدرالية.
وفي المقابل، تعاد الكثير من مقاطع الفيديو القديمة لترامب خلال حملته في 2016 وتصريحات قال فيها إن النساء اللاتي يطلبن الإجهاض يجب أن يواجهن العقوبة، فضلًا عن تصويره وهو يتفاخر بتحسس النساء، كما أنه وبصفته رئيسًا، حاول منع المهاجرين من العديد من البلدان ذات الأغلبية المسلمة، وسن سياسة فصل الأطفال المهاجرين عن عائلاتهم على الحدود الجنوبية.
ورغم أن حملة هاريس لم تخصص بعد أي وقت للإعلانات، فقد أنفقت مجموعات خارجية، بما في ذلك "أميركان بريدج" و"فيوتشر فوروورد"، ملايين الدولارات على الإعلانات المؤيدة لهاريس، وفق "أكسيوس".