بدأت رئيسة الوزراء الإيطالية، جورجيا ميلوني، زيارة رسمية إلى الصين تعهدت خلالها بـ"إعادة إطلاق" العلاقات الثنائية بين البلدين. وتأتي هذه الزيارة بعد قرارها المثير للجدل العام الماضي بالانسحاب من مبادرة الحزام والطريق الصينية، وهي خطة استثمارية عالمية طرحتها بكين عام 2013.
وخلال زيارتها، التقت ميلوني مع رئيس مجلس الدولة الصيني، لي تشيانج، وأشارت إلى أن هذه الزيارة تمثل "دليلًا على الإرادة لبدء مرحلة جديدة وإعادة إطلاق تعاوننا الثنائي" بعد الاضطرابات الأخيرة.
وأضافت خلال منتدى أعمال إيطالي صيني في بكين، أن تعزيز العلاقات الاقتصادية يتطلب جهودًا لجعل التجارة أكثر عدالة وفائدة للطرفين.
وفي سياق متصل، وقّعت ميلوني على "خطة عمل" تمتد لثلاث سنوات لزيادة التعاون الصناعي، إلى جانب اتفاقية تتعلق بسلامة الغذاء. ومن المقرر أن تلتقي ميلوني أيضًا بالرئيس الصيني، شي جين بينج، في وقت لاحق من الزيارة.
وتحرص "ميلوني" على تقليل آثار انسحاب إيطاليا من مبادرة الحزام والطريق، التي أثارت توترًا مع الولايات المتحدة وحلفاء غربيين آخرين. وكانت ميلوني قد انتقدت في وقت سابق قرار رئيس الوزراء السابق، جوزيبي كونتي، بالانضمام إلى المبادرة، وقررت حكومتها الانسحاب من البرنامج في ديسمبر الماضي.
ورغم ذلك، تخشى بعض الشركات الإيطالية من تداعيات سلبية محتملة لهذا القرار على علاقاتها التجارية مع الصين. وقال جوليانو نوتشي، من كلية إدارة الأعمال بجامعة بوليتكنيكو دي ميلانو، إن الزيارة مهمة لإيطاليا من الناحية الاقتصادية، مشددًا على ضرورة تعزيز الحوار الاستراتيجي مع الصين.
من جانبه، أشار ميشيل جيراسي، المسؤول الحكومي الإيطالي السابق، إلى أن الصين قد تكون حريصة أيضًا على تجاوز الانتكاسات الأخيرة، دون الإشارة إلى انسحاب إيطاليا من المبادرة بشكل بارز.
وفي الوقت نفسه، اتهمت صحيفة "جلوبال تايمز" الصينية واشنطن بالضغط على إيطاليا للانسحاب من المبادرة، بينما شددت على أن العلاقات الاقتصادية بين البلدين ما زالت قوية.
وتسعى بكين إلى تعزيز علاقاتها مع الحكومات الأوروبية في ظل التوترات الجيوسياسية الحالية، بما في ذلك القضايا المتعلقة بالانتخابات الأمريكية. كما تأمل في الحصول على دعم إيطاليا بشأن قضايا مثل الرسوم الجمركية على السيارات الكهربائية الصينية.
وبحسب البيانات الرسمية الصادرة عن الجانبين الصيني والإيطالي، فإن التجارة الثنائية بين البلدين بلغت 66.8 مليار يورو العام الماضي، على الرغم من تفوق الميزان التجاري لصالح بكين.
ونقلت صحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية عن بعض المراقبين قولهم، إن الزيارة قد لا تسفر عن نتائج ملموسة، حيث يعتبرون أن الصين قد تكون غير داعمة للمعاملات التجارية مع إيطاليا في ظل الأوضاع الحالية.