سلَّطت وكالة" شينخوا" الصينية، الضوء على دور مبادرة "الحزام والطريق" في تعزيز الشراكة الصينية العربية.
وقالت الوكالة، في تقرير، عن زيارة الرئيس الصيني شي جين بينج، إلى السعودية لحضور القمة الصينية العربية الأولى، إن الصين والعالم العربي يربطهما تاريخ طويل من التبادلات الودية على طول طريق الحرير القديم، ما يجعلهما شريكين طبيعيين للتعاون في إطار الحزام والطريق.
وأضافت أن الجانبين على استعداد الآن، لتحقيق التنمية المشتركة الأكثر إنتاجية والمضي قدمًا نحو مستقبل مشترك أكثر إشراقًا، فيمكن أن تؤدي مبادرة الحزام والطريق دورًا أكبر بكثير.
الارتقاء بالعلاقات
ولفتت الوكالة إلى زيارة حضور الرئيس الصيني إلى العاصمة السعودية لحضور القمة الصينية العربية الأولى، تُعد دليلًا واضحًا للإيمان الراسخ والإرادة القوية للجانبين في الارتقاء بعلاقتهما الاستراتيجية وتعزيز التعاون متبادل المنفعة، والعمل معًا لمعالجة التحديات العالمية، والحفاظ على السلام والاستقرار العالميين في الأوقات العصيبة.
كما أن التبادلات رفيعة المستوى ستساعد الصين والعالم العربي على المضي قدمًا في صداقتهما التقليدية، وبناء توافق أقوى، وتعزيز تحفيز التعاون في إطار الحزام والطريق، وبالتالي وضع أساس متين للبناء المشترك لمجتمع صيني عربي ذي مستقبل مشترك في العصر الجديد.
ومنذ أن سلط "شي" الضوء على التعاون في إطار الحزام والطريق في الدورة السادسة للاجتماع الوزاري لمنتدى التعاون الصيني العربي عام 2014، كثف الجانبان، باتباع روح طريق الحرير في السلام والتعاون والانفتاح والشمولية والتعلم المتبادل والمنافع المشتركة، جهودهما لإطلاق إمكانات التعاون وتعزيز محركات النمو الجديدة للتنمية المشتركة.
اتفاقيات تعاون مع 20 دولة عربية
وحتى الآن، وقعت الصين وثائق التعاون بشأن البناء المشترك للحزام والطريق مع 20 دولة عربية وجامعة الدول العربية. كما حسنت مشاريعها المشتركة، من منطقة الأعمال المركزية بالعاصمة الإدارية الجديدة في مصر إلى محطة الخرسعة للطاقة الشمسية في قطر التي تبلغ سعتها 800 ميغاوات، معيشة ما يقرب من ملياري شخص وعززت التنمية في المنطقة.
وواصل التعاون الصيني العربي ازدهاره رغم تفشي وباء كوفيد-19. وفي 2021، ظلت الصين أكبر شريك تجاري للدول العربية، إذ نمت التجارة الثنائية بنسبة 37 في المئة على أساس سنوي لتصل إلى نحو 330 مليار دولار أمريكي، فيما وصلت أرصدة الاستثمار المباشر المتبادل بين الجانبين إلى 27 مليار دولار أمريكي، بزيادة 2.6 ضعف عما كانت عليه في عام 2011.
تعاون مزدهر
وفي السنوات الأخيرة، شمل التعاون المزدهر للصين في إطار الحزام والطريق مع العالم العربي أبعادًا جديدة، مثل المجال الصحي. فمن أجل احتواء كوفيد-19، مدّ الجانبان يد المساعدة لبعضهما، وحققا تعاونًا في مجالات منها السيطرة على الوباء وتقاسم المعلومات وأبحاث اللقاحات وتوزيعها.
وتتطلع بكين إلى توسيع التعاون في إطار الحزام والطريق مع الدول العربية في مجالات تشمل الزراعة والبنية التحتية والاستثمار والتمويل وصناعات التكنولوجيا الفائقة، فضلًا عن تسهيل التبادلات الشعبية والثقافية لتقريب الحضارتين.
ومع مواجهة العالم مجموعة من التحديات غير المسبوقة، بما في ذلك الوباء المستمر، والتباطؤ الاقتصادي الأكثر حدة من المتوقع، وأزمتا الطاقة والغذاء، فمن المتوقع أن تفسح الصين والعالم العربي، مع تأثيرهما المتزايد في الساحة العالمية، مجالًا لمزايا كل منهما، ويؤديان دورًا أكبر في الشئون الدولية.
وفيما يتعلق بالمنفعة المشتركة للجانبين والعالم بأجمعه، من المهم أن تبذل الصين والدول العربية جهودًا مشتركة لتحقيق الاستقرار في سلاسل التصنيع، والحفاظ على الأمن العالمي للطاقة، ومعالجة سلسلة من القضايا الملحة تشمل الفقر والإرهاب وتغير المناخ، فضلًا عن الحفاظ على الاستقرار العالمي.