غياب الرئيس الصيني شي جين بينج عن قمة العشرين، المنعقدة في الهند، وتختتم أعمالها اليوم الأحد، أتاح الفرصة للرئيس الأمريكي جو بايدن، لطرح البديل لمبادرة بكين "الحزام والطريق".
وقال مسؤولون في البيت الأبيض، مع انعقاد الاجتماع في نيودلهي، إن غياب اثنين من المنافسين العالميين الرئيسيين لبايدن –الزعيم الصيني شي جين بينج والرئيس الروسي فلاديمير بوتين– أتاح فرصًا لبايدن لتقديم قضية أكثر إيجابية في القمة.
ورغم أن الرئيس الأمريكي أعرب عن أمله في حضور نظيره الصيني، قمة العشرين في نيودلهي، إلا أنه سعى إلى استغلال هذا التجمع، في تصوير الولايات المتحدة على أنها ثقل موازن ذو مصداقية للتواصل الاقتصادي الصيني.
وأعلن "بايدن" عن خطط جديدة مع الدول الشريكة في أوروبا والشرق الأوسط وآسيا لبناء ممر عبور جديد رئيسي يربط بين المناطق، وهو ما يمثل تحديًا لجهود بكين الخاصة لتوسيع التجارة العالمية.
وكشف الرئيس الأمريكي النقاب عن إصلاحات واستثمارات جديدة في البنك الدولي، الذي يقول البيت الأبيض إنه قادر على إطلاق مئات المليارات من الدولارات في هيئة منح وقروض للعالم النامي، مما يوفر بديلًا لطموحات الصين الاقتصادية في تلك المناطق.
وقال جون فاينر، نائب مستشار الأمن القومي الأمريكي للصحفيين، أمس السبت: "مجموعة العشرين تمنحنا فرصة للتفاعل، واتخاذ خطوات بناءة مع مجموعة واسعة من البلدان".
وحسب شبكة "سي. إن. إن" الإخبارية الأمريكية، يأمل بايدن في استخدام الإعلانات الجديدة بشأن البنية التحتية والاستثمارات الجديدة دليلًا على التزام الولايات المتحدة تجاه العالم النامي، وخيار أفضل للشراكة من الصين.
وأعلن الرئيس الأمريكي إطلاق ممر اقتصادي جديد سيربط الهند والشرق الأوسط وأوروبا، أمس السبت.
وأشارت "سي. إن. إن" إلى أن هذه الخطط من الممكن أن تؤدي إلى إحداث تحول في التجارة العالمية، وتتحدى بشكل مباشر مبادرة الصين المترامية الأطراف للتنمية الخارجية، والمعروفة باسم "الحزام والطريق"، والتي تضخ مليارات الدولارات في مشاريع البنية التحتية كل عام.
ووقع "بايدن" مع زعماء الهند والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والاتحاد الأوروبي، مذكرة تفاهم تحدد المشروع الجديد، أمس السبت.
وبينما سيتضمن المشروع بناء بنية تحتية متكاملة، قال الرئيس الأمريكي إنه "بعيد عن مجرد وضع المسارات"، متحدثًا مع مجموعة من القادة العالميين من بينهم المملكة المتحدة واليابان والإمارات العربية المتحدة.
وقال بايدن: "إن الأمر يتعلق بخلق فرص العمل، وزيادة التجارة، وتعزيز سلاسل التوريد، وتعزيز الاتصال، ووضع الأسس التي من شأنها تعزيز التجارة والأمن الغذائي للناس في العديد من البلدان".
وأضاف بايدن: "إن هذا استثمار إقليمي يغير قواعد اللعبة وخطوات هائلة إلى الأمام.. عندما نستثمر في البلدان ذات الدخل المتوسط المنخفض، تستفيد جميع البلدان.. عندما نستثمر في الاقتصادات الناشئة، تستفيد جميع الاقتصادات، وعندما نستثمر في مستقبل الناس في أي مكان، فإن الناس في كل مكان يستفيدون".
وترى "سي. إن. إن" أن هذه الخطط قد تشكل تحديا لمبادرة الحزام والطريق الصينية، التي تقول الولايات المتحدة إنها تستخدم ممارسات الإقراض القسرية لمشروعات البنية التحتية في البلدان النامية، وهو اتهام نفته بكين مرارًا.
وقالت الشبكة الأمريكية، إن مقترحات بايدن بشأن إصلاح البنك الدولي، تهدف كذلك إلى تقديم صفقة أفضل للاقتصادات الناشئة.
وفي حديثه للصحفيين في الهند قبل الإعلان، قال مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان، إن المشروع يدور حول "وضع طبقات استراتيجية من الاستثمارات التحويلية عبر قطاعات متعددة ببلدان متعددة، وذلك بشكل أساسي للاستفادة من التأثيرات الأوسع لتعزيز التنمية الاقتصادية وتأمين سلاسل التوريد وتعزيز الاتصال الإقليمي".
ووصف "سوليفان" المشروع الأمريكي، بأنه "صفقة كبيرة ولحظة مهمة وعلامة فارقة" من شأنها أن تُترجم إلى نتيجة ملموسة.