تواجه منصة التواصل الاجتماعي الشهيرة "إكس" اتهامات بسبب لوائح الخصوصية للمستخدمين في الاتحاد الأوروبي، وذلك في أعقاب جمعها بيانات خاصة بالمستخدمين لتغذية برمجيات الذكاء الاصطناعي لتدريبها على الكلمات وردود الأفعال البشرية، فيما يمثّل انتهاكًا خطيرًا لخصوصية المستخدمين في دول أوروبا.
وجمعت "إكس" بيانات المستخدمين لبرنامج المحادثة الآلي "جروك/ Grok" دون إخطارهم أو طلب موافقتهم؛ حسبما نقلت النسخة الأوروبية لصحيفة "بوليتيكو".
ونقلت الصحيفة عن جراهام دويل، المتحدث باسم لجنة حماية البيانات الأوروبية، أن الهيئة الرقابية "تتابع الأمر مع الشركة، وتنتظر إجابة ومزيدًا من الإفصاح في وقت مبكر من الأسبوع المقبل".
وتخضع منصة "إكس" بالفعل للتحقيق من قِبل لجنة حماية البيانات الأيرلندية في خمس حالات لاختراق خصوصية البيانات على الأقل.
ورغم أن التحقيقات بدأت قبل صفقة بيع "تويتر" وتغيير علامته التجارية إلى "إكس"، فإنها قد تؤدي إلى فرض غرامات بملايين اليورو، وقد تصل إلى 4% من الإيرادات العالمية السنوية للشركة.
صرامة أوروبية
حتى الآن، من غير الواضح متى طرحت الشركة الإعداد الجديد وبدأت في جمع منشورات مستخدميها، لكن يبدو أن منصة التواصل الاجتماعي تعمل حاليًا على مبدأ افتراضي مفاده أن مستخدميها يسمحون للشركة باستخدام بيانات مثل منشوراتهم وتفاعلاتهم لتدريب "جروك" وضبطه"؛ حسبما تلقت "بوليتيكو".
في نوفمبر 2023، أطلقت الشركة، المملوكة لعملاق التكنولوجيا الأمريكي إيلون ماسك، برنامج Grok، وهو منافس لبرنامج ChatGPT الشهير، وقالت إن الإصدار الأول من برنامج الدردشة الآلي لم يتم تدريبه على بيانات "إكس".
وفي مارس الماضي، أعلنت الشركة عن قرب إصدار برنامج دردشة آلي محدث، لكن من غير الواضح أي بيانات تدريب كانت مستخدمة.
كانت العديد من منصات التواصل الاجتماعي مثل "ميتا" و"تيك توك" و"ريديت" قد حاولت الاستفادة من كميات هائلة من بيانات مستخدميها لبناء منتجات ذكاء اصطناعي جديدة. لكن الأمر كان أصعب في أوروبا، حيث يفرض منظمو الخصوصية اللائحة العامة لحماية البيانات (GDPR)، وهو قانون يمنح المواطنين الأوروبيين المزيد من الحقوق على بياناتهم الشخصية، مقارنة بمن يعيشون في أماكن أخرى.
هكذا، أوقفت "ميتا"، في يونيو الماضي، خطتها لجمع منشورات وصور الأوروبيين على منصاتها "فيسبوك" و"إنستجرام" لتدريب أدوات الذكاء الاصطناعي الخاصة بها، بعد سلسلة من الشكاوى الأوروبية، التي دفعت إلى التدقيق المتجدد من قبل الجهة التنظيمية الأيرلندية الرئيسية.
قبلها، اضطرت شركة "جوجل"، العام الماضي، إلى تأخير إطلاق الذكاء الاصطناعي التوليدي الخاص بها، بعد طلب من هيئة الخصوصية.