أشار تقرير لشبكة CNBC الأمريكية إلى الصراع المتصاعد بين عملاق التكنولوجيا الأمريكي إيلون ماسك، وبعض المساهمين الغاضبين في شركته "تسلا"، الذين يتساءلون عما إذا كان الرئيس التنفيذي سوف يفي بالتزاماته تجاه الشركة.
وبينما يدعي "ماسك" أنه قادر على جعل "تسلا" شركة رائدة في مجال الذكاء الاصطناعي والروبوتات، يشير التقرير إلى أن هذا طموح سيتطلب الكثير من رقائق المعالجات باهظة الثمن من شركة "إنفيديا" (واحدة من أكبر الشركات إنتاجًا لمعالجات الرسومات وبطاقات العرض المرئي ومجموعات شرائح الكمبيوتر وأنظمة ألعاب الفيديو) من أجل بنيتها التحتية.
وفي أبريل الماضي، قال ماسك إن شركة السيارات الكهربائية ستُزيد عدد شرائح H100 النشطة (شريحة الذكاء الاصطناعي الرائدة) من 35.000 إلى 85.000 شريحة بحلول نهاية هذا العام، كما أشار في منشور على موقع "إكس"، بعد بضعة أيام من هذا الإعلان، إلى أن شركة "تسلا" ستنفق 10 مليارات دولار، هذا العام، على التدريب المشترك والذكاء الاصطناعي.
لكن رسائل البريد الإلكتروني التي كتبها كبار موظفي شركة " إنفيديا" تشير إلى أن الملياردير التقني "قدّم صورة مبالغ فيها عن مشتريات تسلا للمساهمين".
من أجل "إكس"
تشير المراسلات أيضًا إلى أن "ماسك" قام بتحويل شحنة كبيرة من معالجات الذكاء الاصطناعي التي كانت مخصصة لشركة" تسلا" إلى شركته المالكة لمنصة التواصل الاجتماعي "إكس".
من خلال طلب شركة "إنفيديا" بالسماح لشركة "إكس" بالقفز على الخط قبل "تسلا"، قام "ماسك" بتأخير استلام شركة السيارات لأكثر من 500 مليون دولار من وحدات المعالجة لعدة أشهر، ما يزيد من التأخير في إعداد أجهزة الكمبيوتر العملاقة التي تقول" تسلا" إنها تحتاجها لتطوير المركبات ذاتية القيادة والروبوتات البشرية.
وقالت رسالة بريد إلكتروني إن منشور ماسك عن الـ10 مليارات دولار من إنفاق الذكاء الاصطناعي "يتعارض أيضًا مع الحجوزات وتوقعات السنة المالية 2025"، لافتة إلى أخبار حول عمليات التسريح المستمرة والجذرية للعمال في شركة تسلا، وحذّرت من أن تخفيضات عدد الموظفين قد تتسبب في مزيد من التأخير في المشروعات المقبلة.
وتسلّط معلومات رسائل البريد الإلكتروني الضوء على الصراع المتصاعد بين ماسك وبعض المساهمين الغاضبين في" تسلا"، الذين يتساءلون عما إذا كان الرئيس التنفيذي يفي بالتزاماته تجاه الشركة، بينما يدير أيضًا مجموعة من الشركات الأخرى التي تتطلب اهتمامه وموارده وأمواله الضخمة.
وبينما يتنقل ماسك بين مشاريعه العديدة، فإن لدى المساهمين في شركة "تسلا" سببًا للقلق، وفق تقرير شبكة CNBC، حيث تواجه الشركة انخفاضًا مقلقًا في المبيعات، ويرجع ذلك جزئيًا إلى تشكيلتها القديمة من السيارات الكهربائية وزيادة المنافسة.
كما عانت سمعة الشركة أيضًا في الولايات المتحدة، وفقًا لاستطلاع أجراه موقع "أكسيوس"، الذي أرجع بعض التراجع إلى "تصرفات ماسك الغريبة وتصريحاته السياسية الصاخبة".
وبدلاً من مناقشة مبيعات السيارات الكهربائية أو إعادة الهيكلة الضخمة الجارية في شركة تسلا، كان ماسك يشجع المستثمرين على التركيز على المنتجات المستقبلية التي كان يعد بها منذ سنوات لكنه لم يقدمها بعد.
ويتضمن ذلك برامج الذكاء الاصطناعي لتحويل السيارات الحالية إلى مركبات ذاتية القيادة، وسيارات أجرة آلية مخصصة يمكنها كسب المال لأصحابها، وشبكة نقل بدون سائق، لكن في الواقع، انخفض سعر سهم" تسلا" بنسبة 29٪ هذا العام.