تستعد العاصمة الفرنسية باريس لاستضافة حدث عالمي كبير مع اقتراب موعد انطلاق دورة الألعاب الأولمبية الصيفية 2024، وفي هذا السياق، يسعى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، لاستغلال هذه المناسبة لتعزيز مكانة فرنسا الدبلوماسية والاقتصادية على الساحة الدولية.
وأشارت صحيفة "لو باريزيان" الفرنسية، إلى أن عاصمة النور ستشهد سلسلة من الفعاليات الدبلوماسية والاقتصادية رفيعة المستوى عشية افتتاح الألعاب الأولمبية.
عشاء اللوفر
تحت عنوان "باريس تلعب اللعبة الكبرى"، كشفت صحيفة "لو باريزيان" تفاصيل العشاء الرسمي الذي سيقام في متحف اللوفر، أحد أشهر المعالم الثقافية بالعالم، ووفقًا للتقرير، فإن هذا الحدث سيجمع ما يقرب من 500 شخصية بارزة من مختلف أنحاء العالم، بينهم رؤساء دول وحكومات، وقادة رياضيون دوليون، ورؤساء كبرى الشركات الراعية للألعاب الأولمبية.
وأشارت الصحيفة إلى أن قائمة الحضور تضم شخصيات ملكية مثل الملك فيليب والملكة ماتيلد من بلجيكا، والملك فيليبي السادس والملكة ليتيزيا من إسبانيا، كما ذكرت احتمال حضور الأميرة آن، شقيقة الملك تشارلز الثالث، المعروفة بشغفها برياضة الفروسية.
وعلى الصعيد الأمريكي، أشار التقرير إلى ترقب وصول جيل بايدن، السيدة الأولى للولايات المتحدة، التي تقود الوفد الرسمي الأمريكي في غياب الرئيس جو بايدن.
ومن الشخصيات البارزة الأخرى المتوقع حضورها، الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي والرئيس الأرجنتيني خافيير ميلي.
وفي المقابل، أشارت الصحيفة إلى غياب الرئيس الصيني شي جين بينج والرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا، الذي سيمثله زوجته في الحدث.
قمة التنمية والرياضة
وفقًا لتقرير "لو باريزيان"، يسبق العشاء الرسمي قمة مهمة في متحف اللوفر، تركز على دور الرياضة في التنمية.
وذكرت الصحيفة أن هذه القمة، التي ينظمها الرئيس ماكرون بالتعاون مع توماس باخ، رئيس اللجنة الأولمبية الدولية، تهدف إلى تحقيق "التزامات مالية ملموسة" لدعم التنمية من خلال الرياضة.
وأشار التقرير إلى مشاركة قادة أفارقة بارزين في هذه القمة، بمن فيهم الرئيس السنغالي الجديد ديومايي فاي، والرئيس الجابوني بريس أوليجي نجيما.
ومع ذلك، لفتت الصحيفة إلى غياب قادة دول الساحل، التي شهدت تحركات مسلحة مؤخرًا، مثل مالي وبوركينا فاسو والنيجر.
لقاء اقتصادي
في سياق الجهود الفرنسية لاستثمار الحدث الأولمبي اقتصاديًا، كشف تقرير "لو باريزيان" عن لقاء اقتصادي مهم سيعقده الرئيس ماكرون في قصر الإليزيه.
وذكرت الصحيفة أن اللقاء يجمع كبار رجال الأعمال الأجانب الحاضرين للألعاب الأولمبية، بهدف طمأنتهم بشأن الوضع السياسي والاقتصادي في فرنسا.
ونقلت الصحيفة عن مصادر في الرئاسة الفرنسية، إن هذا اللقاء سيكون له طابع خاص في ضوء الأحداث السياسية الأخيرة.
وأضافت المصادر أن الهدف الرئيسي شرح خيارات الرئيس للرؤساء التنفيذيين، خاصة قرار حل البرلمان.
وأكدت الصحيفة أن هذه المهمة ليست سهلة، لكنها ضرورية، خاصة وأن الأوساط الاقتصادية تحتاج إلى "استمرارية واستقرار" في السياسات الضريبية وقوانين العمل عند الاستثمار في أي بلد.
استعدادات الحفل الافتتاحي
وفي ختام تقريرها المفصل، سلطت صحيفة "لو باريزيان" الضوء على الاستعدادات الأخيرة للحفل الافتتاحي للألعاب الأولمبية، وذكرت أن الرئيس ماكرون وزوجته يستضيفان جميع القادة وأزواجهم في قصر الإليزيه، غدًا الجمعة، قبل التوجه جميعًا بحافلات خاصة إلى موقع حفل الافتتاح على نهر السين.
ووصفت الصحيفة الحفل الافتتاحي بأنه سيكون "أمسية من العروض الكبرى حيث ستكون باريس للحظة واحدة في مركز العالم".
وأشارت إلى أن هذا الحدث سيكون تحت إجراءات أمنية مشددة، خاصة مع حضور شخصيات بارزة مثل الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوج.