في ظل التوترات المستمرة بين الكوريتين، أفادت الخدمة الأمنية الرئاسية في كوريا الجنوبية أن أحد بالونات القمامة التي ترسلها كوريا الشمالية إلى الجارة الجنوبية سقطت على المجمع الرئاسي في سول، ما أثار مخاوف بشأن أمن المنشآت الرئيسية في كوريا الجنوبية.
وأوضحت الخدمة الأمنية الرئاسية، أن القمامة التي هبطت على المجمع الرئاسي في وسط سول لا تحتوي على مواد خطيرة ولم يصب أحد. وبالرغم من أن كوريا الشمالية على الأرجح تفتقر إلى التكنولوجيا المتطورة لإسقاط البالونات على أهداف محددة، يقول بعض الخبراء إنه يجب على كوريا الجنوبية إسقاط البالونات القادمة من كوريا الشمالية في المستقبل لحماية المنشآت الرئيسية لأنها قد تحتوي على مواد ضارة.
ولم تقدم الخدمة الأمنية المزيد من التفاصيل حول القمامة التي عُثر عليها في المجمع الرئاسي. كما رفضت الكشف عما إذا كان الرئيس يون سوك يول حاضرًا في المجمع عندما كانت البالونات تحلق فوق مكتبه، الذي يعد منطقة ممنوعة الطيران في سول.
ومن جانبه، قال جونج تشانج ووك، رئيس منتدى دراسات الدفاع الكوري في سول: "هبط بعض المئات من البالونات التي أطلقتها كوريا الشمالية على المجمع الرئاسي بالصدفة"، مضيفًا أن بيونج يانج لا تملك التكنولوجيا اللازمة لإسقاط البالونات بدقة على أهداف محددة".
وأوضح "جونج"، أنه يجب تركيب جهاز تحديد المواقع بنظام GPS ونظام الطاقة على البالون لجعله يسقط على بعض المواقع، وأن كوريا الشمالية لا تمتلك مثل هذه البالونات.
ونقلت شبكة "فوكس نيوز" الأمريكية عن "جونج" قوله، إن كوريا الشمالية أرادت على الأرجح أن تسقط البالونات على سول، التي تبعد نحو ساعة بالسيارة عن الحدود، بعد حساب عوامل مثل وزن أكياس القمامة المرتبطة بالبالونات، وحجم الهواء في البالونات، وظروف الطقس.
فيما، قال لي إلو، خبير في شبكة الدفاع الكوري في كوريا الجنوبية، إن الرياح القوية في سول تجعل من الصعب أيضًا على كوريا الشمالية استهداف أماكن معينة باستخدام البالونات.
ويأتي إطلاقات البالونات الأخيرة من كوريا الشمالية بعد أيام من تعزيز كوريا الجنوبية بثها لأغاني "K-pop" ورسائل الدعاية عبر الحدود بين البلدين. وتزيد تلك الحملات التي تشبه الحرب الباردة التوترات بين الجارتين.
واكتشفت كوريا الجنوبية أكثر من 2000 بالون من كوريا الشمالية خلال الأسابيع الماضية، تحمل ورقًا غير مستعمل وقطع قماش وسجائر. وقالت كوريا الشمالية إنها كانت تستجيب لنشاطات نشطاء كوريا الجنوبية الذين وزعوا مطبوعات سياسية عبر الحدود عبر بالوناتهم الخاصة.
ولم تسبب بالونات كوريا الشمالية أضرارًا كبيرة، ولكنها زادت من حدة القلق الأمني بين الناس المتخوفين من استخدام مثل هذه البالونات لإسقاط مواد كيماوية وبيولوجية.