يُعد الإنسان أحد الأسباب الرئيسية في حدوث التغير المناخي، ويشهد العالم تزايد الكوارث الطبيعية، وتنتاب البشرية حالة ترقب بسبب شتاء هذا العام، الذي من المتوقع أن يكون الأصعب، بسبب موجات الصقيع القاسية التي ضربت دول أوروبا وأمريكا.
وتجتاح أجواء شتوية قطبية معظم أنحاء الولايات المتحدة، مما تسبب في انقطاع الكهرباء وتدمير سيارات، ومن المتوقع أن يؤدي الانخفاض الحاد في درجات الحرارة إلى أن تسود عدة مدن من ولاية بنسلفانيا حتى ولاية جورجيا أبرد ليلة عيد ميلاد شهدتها السجلات.
وفي كندا، تسببت الرياح القوية والأمطار الجليدية والتساقط الكثيف للثلوج، في إغلاق المدارس يوم الجمعة الماضي، إلى جانب قطع الكهرباء عن آلاف المنازل، وإلغاء العديد من الرحلات الجوية.
وفي أوروبا، ضربت النمسا موجة حادة من الثلوج والصقيع، الأسبوع الماضي، إذ هبطت درجات الحرارة إلى 24 درجة تحت الصفر في بعض المناطق، وبالمثل في أوكرانيا، التي تعاني من استمرار العملية العسكرية الروسية، يفاقم الشتاء القارس أزمة سكانها.
أما في اليابان تسببت الثلوج الكثيفة، في مقتل 13 شخصًا وإصابة أكثر من 80 شخصًا وتركت أكثر من 10000 منزل بدون كهرباء، وفقًا لوكالة "رويترز".
وأوضح صندوق الدفاع عن البيئة الأمريكي، أن زيادة حدة العواصف الشتوية، يرجع إلى حد ما إلى تغير المناخ، إذ أشار البرنامج العالمي الأمريكي لأبحاث التغير المناخي إلي أن العواصف الشتوية زادت وتيرتها وشدتها على مدار السبعين عامًا الماضية.
هشاشة القارة العجوز
الباحث في المركز الفرنسي للدرسات البيئية، عادل السالمي، قال إنّ شتاء هذا العام يأتي بطعم القلق والحيرة، بسبب دخول البشرية في عالم متقلب، وتعرضه لأزمات أبرزها "كوفيد19" والحرب الروسية الأوكرانية.
وأوضح "السالمي" أن أوروبا تعيش حالة من الهشاشة بسبب التغيرات المناخية، ومن أبرز التحديات التي تواجه القارة العجوز درجات الحرارة المنخفضة، وهبوب الرياح، والعواصف الثلجية التي ظهرت في غير أماكنها.
وأكد أن الإنسان أصبح هو القوة الأولى في الطبيعة والمؤثرة في التغيرات المناخية من خلال الصناعة، التي تقدم فيها ووسائل النقل والمخلفات التي ينتجها، وأشار إلى أنه يجب التكيف مع مخاطر المناخ ورصدها والتحكم فيها، وإيجاد حلول لمواجهتها، بالإضافة إلى التقليل من الأنشطة التي تسبب في التلوث واضطراب المناخ.