تحذير جديد أطلقته الاستخبارات الأمريكية حول استمرار جهود روسيا والصين في مشاريع الفضاء، بل وكشفت عن اقترابهما بالفعل من إطلاق أسلحة فضائية بقدرات عالية من شأنها أن يكون لها آثار مدمرة على قدرات أمريكا في الدفاع عن نفسها.
وتكافح العديد من الدول من أجل الاتفاق على اتخاذ قرار يعتبر الأهم في القرن الواحد والعشرين من أجل منع نشر أسلحة الدمار الشامل أو أي نوع من الأسلحة في الفضاء، إلا أن الفيتو المتبادل بين روسيا وأمريكا يحول دون القيام بذلك داخل جدران الأمم المتحدة.
خطوة جديدة
ورغم أن تلك التحذيرات لم تكن جديدة في مجملها، إلا أن مدير وكالة استخبارات الدفاع الأمريكية جيف كروس كشف، بحسب شبكة إذاعة صوت أميركا، عن أن الروس تقدموا نقطة جديدة نحو هدفهم المتمثل في تصميم القدرة على وضع سلاح نووي في الفضاء، وباتوا قريبين من تنفيذ تلك الخطوة.
ونفى الكرملين مرارًا وتكرارًا نيتهم إطلاق أسلحة فضائية متطورة أو مهاجمة الأقمار الصناعية الأمريكية سواء التجسسية أو المعلوماتية، مشيرين إلى أن سياستهم حول نشر الأسلحة في الفضاء لم تتغير، ودائمًا ما يعارضون فكرة وجود أسلحة هجومية ونشرها في مدار أرضي منخفض.
الطاقة الموجهة
وخلال منتدى أسبن الأمني السنوي، لفت مدير وكالة استخبارات الدفاع الأمريكية إلى أن روسيا والصين ينظرون إلى فكرة استخدام الفضاء حتى قبل نشوب أي صراع محتمل باعتباره قدرات مهمة لردع من يعتبر أعدائهم أو بهدف إجبار الآخرين على تنفيذ سياساتهم بحسب تعبيره.
وبالنسبة للصين حذر المسؤولون من أنهم بالفعل متواجدون في مدارات فضائية لم تستخدم من قبل واستثمروا بكثافة في أسلحة الطاقة الموجهة وقدرات الحرب الإلكترونية وتكنولوجيا مكافحة الأقمار الصناعية، معتبرينها الدولة الوحيدة في العالم التي تتدرب وتمارس عقيدة واستراتيجية فضائية لا تمتلكها حتى أمريكا نفسها.
عقلية أمريكا الباردة
وفي السنوات الست الماضية، وفقًا للجنرال ستيفن وايتنج، المسؤول عن قيادة الفضاء الأمريكية، ضاعفت الصين ثلاث مرات عدد أقمار الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع التي لديهم في المدار، لافتًا إلى أنه تم بناؤها وتصميمها خصيصًا للعثور على الهدف وإصلاحه وتتبعه، بل والاشتباك المحتمل مع القوات الأمريكية وحلفائها عبر منطقة المحيطين الهندي والهادئ".
وبعبارة أخرى أكد قائد قوات الفضاء الأمريكية أن الصين تبني شبكة قتل في الفضاء، وبحسب الشبكة الأمريكية، فقد أكدت السفارة الصينية في واشنطن، أنهم دائما يدافعون عن الاستخدام السلمي للفضاء الخارجي، وتعارض سباق التسلح، وتعمل نحو بناء مجتمع مشترك للبشرية في الفضاء.
وترى الصين أن الولايات المتحدة تتمسك بعقلية الحرب الباردة وتهربها من المسؤولية عن طريق نسج روايات حول ما يسمى بالتهديد الصيني المحتمل في الفضاء بهدف تبرير تعزيز قوتها العسكرية سعيًا للهيمنة على الفضاء، رافضين أي تلميح إلى أن بكين تتصرف بعدوانية في الفضاء.