أثار استخدام روسيا لحق النقض "الفيتو" ضد مشروع قرار في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يهدف لحظر الأسلحة النووية في الفضاء استياءً شديدًا في الولايات المتحدة الأمريكية، وهو ما جعلهم يتهمون روسيا بأنها تُخفي شيئًا ما وراء هذا الرفض.
ويهدف القرار الذي صاغته الولايات المتحدة واليابان، إلى تأكيد معاهدة الفضاء الخارجي لعام 1967، التي حظرت وضع الأسلحة النووية أو غيرها من أسلحة الدمار الشامل في الفضاء، واقترحت روسيا والصين تعديلًا على القرار يدعو إلى حظر الأسلحة بجميع أنواعها في الفضاء، وهو ما لم تؤيده الولايات المتحدة، وبحسب مجلة نيوزويك الأمريكية، صوّت 13 لصالح القرار، بينما امتنعت الصين عن التصويت، وكانت روسيا الدولة الوحيدة التي صوتت بـ"لا".
قرار سخيف
سعى القرار الأمريكي الياباني إلى عدم وضع أي أجسام تحمل أسلحة نووية أو أي نوع آخر من أسلحة الدمار الشامل في مدار حول الأرض، وهو ما اعتبره فاسيلي نيبينزيا، سفير روسيا لدى الأمم المتحدة، بأنه قرار سخيف تمامًا وأضحوكة، مؤكدًا أن موسكو تريد حظر نشر أسلحة من أي نوع في الفضاء الخارجي، وليس فقط أسلحة الدمار الشامل.
وتأتي المحاولات الأمريكية لمنع نشر أسلحة نووية في الفضاء، بعد أسابيع من تحذير كبير أطلقه النائب الجمهوري مايك تيرنر، رئيس لجنة الاستخبارات بمجلس النواب الأمريكي، من أن روسيا تسعى لإطلاق سلاح نووي في الفضاء، يُمكنها من استهداف الأقمار الصناعية وأهداف أخرى حول الأرض.
نية روسيا
وردًا على الفيتو الروسي، قال جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي الأمريكي، إن موسكو لم تكن لتستخدم الفيتو، إذا لم يكن لديها نية لإطلاق أسلحة نووية في الفضاء، وفقًا للمجلة الأمريكية، محذرًا أيضًا من أن هذا السلاح لا ينتهك معاهدة الفضاء فحسب بل يهدد الاتصالات الحيوية والخدمات العلمية والأرصاد الجوية والزراعية والتجارية وخدمات الأمن الوطني في جميع أنحاء العالم.
من جانبها؛ تساءلت ليندا توماس، سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، حول السبب وراء قيام روسيا بعرقلة القرار، مشيرة بحسب تصريحاتها إلى أن روسيا بهذا الفيتو الذي وصفته بالإجراء المخزي، تخلت عن جهودها لضمان عدم تعرض أي مكان لرعب الأسلحة النووية مرة أخرى، متهمة موسكو بامتلاك دافع خفي لنشر مثل تلك الأسلحة النووية في الفضاء.
الطاقة النووية الفضائية
يذكر أن وكالة تاس الإعلامية الحكومية الروسية كشفت أن الرئيس الروسي بوتين أعطى تعليمات لشركة الفضاء الحكومية روسكوزموس وروساتوم للطاقة الذرية، لتخصيص أموال لإنشاء الطاقة النووية الفضائية بحلول 15 يونيو، كما ذكرت شبكة ABC" News" أن المخابرات الأمريكية وجدت أن روسيا تتطلع إلى وضع سلاح نووي في الفضاء لاستخدامه ضد الأقمار الصناعية، بينما سبق وكشفت صحيفة واشنطن بوست، أن موسكو تجري تجارب على كيفية استخدام التفجيرات النووية أو طرق أخرى لتدمير الأقمار الصناعية.