في ظل الدمار الهائل الذي لحق بقطاع غزة نتيجة العدوان الإسرائيلي المستمر منذ 283 يومًا، تواجه عملية إعادة الإعمار تحديات ضخمة تتجاوز مجرد إزالة الأنقاض، فوفقًا لتقرير حديث نشرته صحيفة "الجارديان" البريطانية، فإن عملية إزالة الأنقاض وحدها قد تستغرق سنوات طويلة وتكلف مئات الملايين من الدولارات، مما يسلط الضوء على حجم المهمة الهائلة التي تنتظر الجهات المعنية بإعادة بناء القطاع.
أرقام صادمة
كشف تقييم أجرته الأمم المتحدة حجم الدمار الهائل الذي لحق بغزة، إذ أشارت الجارديان إلى أن برنامج الأمم المتحدة للبيئة قدّر كمية الأنقاض في غزة بنحو 40 مليون طن.
ووفقًا للتقرير، فإن إزالة هذه الكمية الضخمة من الأنقاض ستتطلب أسطولًا يضم أكثر من مائة شاحنة، وقد تستغرق العملية ما يصل إلى 15 عامًا، بتكلفة تتراوح بين 500 و600 مليون دولار أمريكي.
كما أوضحت الصحيفة استنادًا إلى التقرير الأممي أن الأضرار قد لحقت بما يقرب من 137,297 مبنى في القطاع، وهو ما يمثل أكثر من نصف المباني الموجودة.
وتتفاوت درجة الضرر بين هذه المباني بشكل كبير، حيث تم تدمير ربعها بالكامل، في حين تعرضت حوالي 10% منها لأضرار بالغة، أما الثلث المتبقي من المباني المتضررة، فقد أُصيب بأضرار متوسطة.
هذه الأرقام تعكس بوضوح حجم الكارثة التي حلت بالبنية التحتية في غزة، وتُشير إلى التحدي الهائل الذي يواجه جهود إعادة الإعمار في المستقبل.
آفاق إعادة الإعمار
في سياقٍ مُتصلٍ، أشارت الجارديان إلى تقرير صادر عن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في مايو الماضي، والذي قدّر أن إعادة بناء المنازل المدمرة في غزة قد يستغرق حتى عام 2040 في أكثر السيناريوهات تفاؤلًا.
وقد قدر التقرير تكلفة إعادة الإعمار الشاملة للقطاع بنحو 40 مليار دولار.
تغيير في طبوغرافية المنطقة
نقلت الصحيفة البريطانية عن مسؤول أممي في غزة قوله: "الضرر الذي لحق بالبنية التحتية جنوني... في خان يونس، لا يوجد مبنى واحد لم يتأثر".
وأضاف المسؤول أن "الطبوغرافيا الفعلية قد تغيرت، هناك تلال حيث لم تكن موجودة من قبل، القنابل التي تزن قرابة الطن والتي يلقيها جيش الاحتلال الإسرائيلي غيرت فعليًا المشهد الطبيعي".
تحديات إضافية
وفقًا لما ذكرته الجارديان، فإن جبال الأنقاض في غزة مليئة بالذخائر غير المنفجرة، مما يشكل خطرًا إضافيًا.
ونقلت الصحيفة عن وكالة الدفاع المدني في غزة، أن هناك "أكثر من 10 انفجارات كل أسبوع" ناتجة عن هذه الذخائر، مما يتسبب في المزيد من الوفيات وفقدان الأطراف.
وأشار التقرير إلى تصريح لخبير سابق في دائرة الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام، إذ قدّر أن حوالي 10% من الأسلحة المستخدمة لم تنفجر عند إطلاقها، مما يتطلب جهودًا كبيرة من فرق إزالة الألغام.