الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

أحياء محاصرون بالمنازل وجثث بالشوارع.. الاحتلال يركز العدوان على مدينة غزة

  • مشاركة :
post-title
فلسطينية تقف وسط أنقاض منزلها في الشجاعية - أرشيفية

القاهرة الإخبارية - محمود غراب

مع تركيز العدوان الإسرائيلي على مدينة غزة، خلال الأيام الماضية، يبقى المدنيون محاصرين في المنازل، والجثث ملقاة في الشوارع، وذلك بعد يوم من إصدار جيش الاحتلال أمر تهجير جديد للسكان بمغادرة المدينة والتوجه جنوبًا.

وذكرت وكالة "رويترز" في تقرير لها، نقلًا عن السلطات الصحية في غزة، أفادوا بوجود مدنيين محاصرين، واستشهاد آخرين، داخل منازلهم في منطقتي تل الهوى وصبرا بمدينة غزة، حيث لم يتمكن رجال الإنقاذ من الوصول إليهم.

وقالت خدمة الطوارئ المدنية، إن ما لا يقل عن 30 شخصًا استشهدوا في منطقتي تل الهوى والرمال، ولم تتمكن من انتشال الجثث من الشوارع هناك.

وأسقط جيش الاحتلال، أمس الأول الأربعاء، منشورات تحذر "الجميع في مدينة غزة"، التي كانت محور العدوان الإسرائيلي العنيف طيلة الأيام القليلة الماضية، من أنها "ستظل منطقة قتال خطيرة".

وأمرت المنشورات السكان بمغادرة مدينة غزة، التي قال مكتب الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة "أوتشا" إن ما يصل إلى 350 ألف شخص كانوا يحتمون بها.

وقالت الأمم المتحدة إن عمليات الإجلاء الأخيرة "لن تؤدي إلا إلى زيادة المعاناة الجماعية للعائلات الفلسطينية، التي نزحت العديد منها عدة مرات”، والتي تواجه "مستويات حرجة من الحاجة".

ونقلت صحيفة" الجارديان" البريطانية، عن العديد من المدنيين، إنهم خلصوا إلى أنه لا يوجد في غزة مكان آمن يمكن اللجوء إليه، وأنهم يفتقرون إلى الثقة في الممرات الآمنة التي أنشأها الاحتلال.

وقال السكان إنهم يخشون أيضًا أنهم إذا غادروا فلن يتمكنوا من أخذ متعلقاتهم أو العودة. وقال محمد علي (30 عامًا) لرويترز: "سنموت ولكن لن نرحل إلى الجنوب. لقد تحملنا المجاعة والقنابل لمدة تسعة أشهر ومستعدون للموت شهداء هنا".

ونقلت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية عن أحمد سيدو: "لن نغادر"، في إشارة إلى اتخاذ قرار هو وعائلته بعدم ترك مكانهم الحالي.

وأضاف: "الناس صامدون منذ ما يقرب 270 يومًا، ولن يتم تهجيرهم"، وحتى لو احتلت إسرائيل القطاع بأكمله، قال إن عائلته قررت "أنه لن يتم تهجير أحد، وهذا حال العائلات في غزة رغم قلة الماء والغذاء ومستلزمات الحياة". وأشار إلى أن "الناس يُقتلون أينما كانوا، سواء في الشمال أو في الجنوب".

وبحسب الصحيفة، حددت المنشورات التي أسقطتها الطائرات الحربية الإسرائيلية فوق أجزاء من غزة وعلى شبكات التواصل الاجتماعي "أربعة ممرات آمنة" للفرار للجنوب ولوسط غزة "بسرعة" من دون تفتيش. وحذرت المنشورات من أن "مدينة غزة ستبقى منطقة قتال خطيرة".

وقال البعض للصحيفة إنهم قرروا البقاء في منازلهم أو الأماكن التي نزحوا إليها في منازل الأقارب أو المستشفيات أو المدارس "خوفًا من المخاطر المحتملة من قوات الاحتلال على ممرات الإخلاء"، ناهيك عن معرفتهم أن لا "أمان" في جنوب غزة.

وأدى العدوان الإسرائيلي على غزة منذ 280 يومًا، إلى استشهاد أكثر من 38 ألف شخص، معظمهم من المدنيين، مع نزوح معظم سكان القطاع وعددهم 2.3 مليون نسمة.

ولطالما كررت الأمم المتحدة في تصريحاتها أن الهجمات الإسرائيلية في غزة "لم تترك أي مكان آمن"، ناهيك عن إجبار السكان على الفرار عدة مرات.

ومنذ صدور أمر التهجير الأخير من جيش الاحتلال، لم يعبر باتجاه الجنوب سوى بضع مئات، وفقًا لتقدير أولي من الأمم المتحدة، بحسب تقرير نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية.

وقال سكان في شمال غزة للصحيفة إنهم "بعد أن نجوا من القصف العنيف في الشوارع والحرمان الشديد منذ أشهر، يفضلون البقاء في أماكنهم والمخاطرة بالموت في منازلهم بدلا من السير في حرارة الصيف الحارقة إلى الجنوب، حيث يعيش معظم السكان متكدّسين في ظروف يائسة".

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين فلسطينيين وسكان غزة ومنظمات إغاثية قولهم: "حتى أولئك الذين لجأوا إلى ما تسميه إسرائيل مناطق إنسانية، ما زالوا يقتلون على خط النار".

ويؤكد بعض السكان أنهم "يشعرون أن من واجبهم البقاء في شمال القطاع، خوفًا من أن يمهد الإخلاء الكامل الطريق أمام إسرائيل لإعادة احتلال نصف القطاع".