الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

أرض مروية بالدماء وحلوق جافة.. غزة المنكوبة تواجه أزمة عطش

  • مشاركة :
post-title
طفلة فلسطينية تمسك في يديها عبوات مياه فارغة ـ أرشيفية

القاهرة الإخبارية - ياسمين يوسف

تزداد حدة أزمة نقص المياه في أنحاء قطاع غزة خاصة الشمال، مع استمرار العدوان الإسرائيلي الغاشم الذي لا يزال يتعمّد تدمير البنية التحتية واستهداف شبكات المياه والصرف الصحي ومحطات التحلية العاملة القليلة بالقطاع المنكوب.

إلى ذلك أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، اليوم الأحد، ارتفاع حصيلة عدوان الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 38584 شهيدًا و88881 مصابًا، غالبيتهم من الأطفال والنساء، منذ السابع من أكتوبر الماضي.

ويُواصل الاحتلال الإسرائيلي عدوانه المُكثّف وغير المسبوق على قطاع غزة، جوًا وبرًا وبحرًا، مُخلّفًا آلاف الشهداء والجرحى، معظمهم من الأطفال والنساء، إذ لا يزال آلاف الشهداء والجرحى لم يتم انتشالهم من تحت الأنقاض؛ بسبب تواصل القصف وخطورة الأوضاع الميدانية، في ظل حصار خانق للقطاع وقيود مُشددة على دخول الوقود والمساعدات الحيوية العاجلة للتخفيف من الأوضاع الإنسانية الكارثية.

استهداف محطات التحلية

يعاني مئات آلاف المواطنين شمال قطاع غزة من صعوبة بالغة في توفير المياه الصالحة للشرب، حيث يقطعون مسافات طويلة من أجل الحصول على القليل منها، بل ويقننون من استخدامهم لها خشية انقطاعها وعدم الحصول على كميات جديدة. حسب وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا".

المواطن الفلسطيني "حسين المسارعي" يتنقل بين أجهزة محطة تحلية المياه، التي يعمل بها شمال قطاع غزة، وتعد واحدة من بين المحطات القليلة العاملة، عقب توقفها عن العمل خلال الساعات الماضية بسبب عدم توفر الوقود اللازم لتشغيلها.

وفي حديثه مع وكالة "الأناضول" التركية، قال "المسارعي" إنه "منذ بداية الحرب نشغّل المحطة بصعوبة شديدة نظرًا لعدم توفر الإمكانات والاستهداف الإسرائيلي المتكرر"، مضيفًا أن عدم توفر الوقود واللجوء لشراء كميات منه من السوق السوداء بأسعار مرتفعة، قد تصل لـ15 ضعف سعره الطبيعي، فاقم من الأزمة.

وتزوّد المحطة التي يعمل بها "المسارعي" المواطنين في منطقة شمال غزة بالمياه الصالحة للشرب، عبر 35 مركبة تعتمد تشغيلها على السولار، وناشد "المسارعي" الجهات المعنية بضرورة التدخل العاجل وإدخال السولار اللازم لتشغيل محطات التحلية لتوفير المياه الصالحة للشرب للسكان.

نقص هائل

وتمتد المعاناة ذاتها إلى محافظة غزة، حيث يحذّر المتحدث باسم بلدية غزة "حسني مهنا" من حالة عطش شديد تواجه الفلسطينيين. وتراجعت حصة الفرد الفلسطيني في قطاع غزة من المياه بنسبة 96.5% خلال الحرب، حيث بالكاد يستطيع المواطن في قطاع غزة الوصول إلى ما بين 3-15 لترًا من المياه يوميًا.

وصرّح "مهنا" للأناضول أن: السكان بالمحافظة يعانون حالة عطش شديد، حيث إن كمية المياه المتوفرة تقدّر بأقل من ربع الكمية قبل الحرب، وهي تغطي ما نسبته 40% فقط من مساحة المدينة، مشيرًا إلى أن هذا العطش نجم عن نقص المياه الحاد جرّاء سياسة تدمير الآبار وخطوط المياه منذ بداية الحرب على غزة".

وذكر أنه العدوان الإسرائيلي تسبب في تدمير واسع وكبير بالبنية التحتية لشبكات المياه، منها تدمير نحو 42 بئرًا بشكل كامل، و16 بئرًا بشكل جزئي، فضلًا عن تدمير نحو 70 ألف متر طولي من شبكات المياه، مشيرًا إلى انهم يواجهون أزمة حقيقة في توفر المياه، خاصة العذبة والصالحة للشرب وأن قوات الاحتلال الإسرائيلي لا تزال تتعمد استهداف شبكات وآبار المياه لتعطيش السكان.

ويعاني "كامل كريزم" من حي "الكرامة" شمال غرب غزة، من نقص المياه الصالحة للشرب، وقال "كريزم" إنه تصل المياه المحلاة إلى منطقتنا المدمرة مرة واحدة كل أسبوع، ومع هذا الحر الشديد لا تكفي الكمية التي نحصل عليها، فنضطر للبحث في أماكن أخرى بعيدة عن المنزل، حيث يقطع أبنائي نحو 700 مترا مشيا على الأقدام، للوصول إلى محطة تحلية المياه الأقرب.

وحذّر "كريزم" من أن نقص الوقود اللازم لتشغيل محطات تحلية المياه سيزيد من معاناتهم اليومية و"سيلقي بظلال كارثية جديدة على الأهالي في شمال قطاع غزة".