تُعد مناورات ريبماك التي تقودها الولايات المتحدة الأمريكية واحدة من أكبر المناورات الحربية البحرية على وجه الأرض، ولكن في الوقت ذاته تعتبر من أكثر الأحداث تدميرًا على مستوى العالم؛ لما تتسبب فيه من تدمير للبيئة واتجار بالبشر، وفوق كل ذلك تتم على أرض مستعمرة وهي جزيرة هاواي.
وكل عامين، يعقد مركز القيادة في المحيطين الهندي والهادئ التابع للولايات المتحدة مناورة ريبماك، بمشاركة أكثر من 35 ألف جندي، و29 دولة، و46 سفينة حربية سطحية، و4 غواصات نووية، وعدد كبير من القوات الجوية والبرية، وأكثر من 150 طائرة ومروحية، ومن المقرر أن تستمر حتى الأول من أغسطس.
ألعاب ريمباك
وتسعى أمريكا لتحقيق أهداف كبيرة من وراء ريمباك، فمن الناحية الجيوسياسية، بحسب peoplesdispatch، تُستخدم للسيطرة على طرق التجارة، وتدريب الأنظمة على الإبادة الجماعية، واتخاذ موقف ضد الصين، ومنذ استراتيجية أوباما "التحول إلى آسيا" تحولت من تكتيكات الحرب الباردة إلى تكتيكات الحرب الساخنة القائمة على الغزو العدواني والبناء العسكري.
ولكن وفقًا لمنظمات رائدة في مجال الاستقلال في هاواي، فإن تلك المناورات تُعد من ناحية أخرى الأكثر تدميرًا للبيئة في الجزيرة، التي تحتلها الولايات المتحدة بشكل غير قانوني، مؤكدين أن الدمار والخراب يلحق بأرض الجزيرة وبحرها من خلال الجيش الأمريكي وما وصفوه بألعابه الحربية.
دمار بيئي
وأكدت منظمات هاواي أنه خلال ريمباك يغرقون السفن، وينفذون غزوات بحرية وهمية لحرب المدن والغابات، ويشاركون في تدريبات إطلاق النار الحي في مناطق الحفاظ على البيئة التي تتسبب في اشتعال حرائق عبر آلاف الأفدنة، وتهدد الأنواع المهددة بالانقراض، مشيرين إلى أنها تجري في مناطق تشكل مواقع ثقافية ذات قيمة عالية.
وتقام أكبر قاعدة عسكرية أمريكية في الجزيرة بمنطقة بوهاكولوا، وهي منطقة مقدسة في جزيرة هاواي، حيث تُستخدم آلاف الأفدنة كميدان رماية لتدريب الجيوش على تكتيكات الحرب والقمع والغزو، ولفتت المنظمات إلى أن هناك واديًا يسمى ماكوا تحيط به بلدة مدنية ممتلئة بالذخائر غير المنفجرة والفوسفور الأبيض، وغيرها من المواد الكيميائية الدائمة.
عظام الأجداد
أيضا قام الجيش الأمريكي ببناء قاعدة مشاة البحرية على واحدة من أقدم القرى في هاواي وهي موكابو، ووفقًا لهم طُرد السكان لإفساح المجال للقاعدة، بالإضافة إلى التلوث الهائل وانسكاب مياه الصرف الصحي الخام التي تطرحها القاعدة في المحيط، فهي أيضًا موقع دفن مقدس، حيث يتم دفن العديد من عظام أجدادهم بالقرب من الساحل.
كما تهدد ريبماك النظم البيئية الضعيفة والحساسة والمحميات الطبيعية المحيطة الشاسعة والتي تُعد مناطق محمية محظورة باستثناء الجيش، مشيرين إلى أن البحرية الأمريكية واجهت دعاوى قضائية متعددة؛ بسبب موت الحيتان من الجنوح الجماعي للهروب من السونار البحري، وتحطم العديد من المروحيات والطائرات على الشواطئ والمحميات.
قتل ونفايات
وفقدت السلاحف البحرية الوصول إلى مناطق التعشيش التقليدية؛ بسبب ممارسة الهجمات البرمائية على شواطئ هاواي، مشيرين إلى أن الجيش الأمريكي هو المحرك الأكبر لأزمة المناخ، والتأثير البيئي لـ "ريبماك"، يزيد فقط من هذه الكارثة من خلال تعريض سُبل عيش دول المحيط للخطر من خلال الصواريخ المتكررة والانفجارات ونفايات المعادن الثقيلة التي يتم دفعها إلى المحيط الهادئ نتيجة لهذه التدريبات.
ومن المفترض أن تتبع ريمباك قانون حماية الثدييات البحرية والأنواع المهددة بالانقراض، إلا أنه وفقًا لهم تطلب قيادة المحيطين الهندي والهادئ التابعة للبحرية الأمريكية الإعفاء من هذه القوانين، مع طلبات استثنائية للسماح بـ "القتل" العرضي للثدييات البحرية بالملايين، كما لا يوجد حد لعدد الطيور البحرية التي يمكن اصطيادها أثناء التدريبات، كما تهدد 12 نوعًا مهددًا بالانقراض.
يُذكر أنه في عام 1893 استولى مزارعو السكر الأمريكيون على هاواي بشكل غير قانوني، بدعم من الجيش الأمريكي، وسعوا إلى الاستيلاء على ميناء بيرل هاربور لإنشاء محطة للتزود بالفحم، وقالت المنظمة إنه في عام 1898 استولى الكونجرس الأمريكي، الذي خسر معاهدة الضم، على هاواي بشكل غير قانوني بموجب قرار مشترك، وظلت هاواي تحت الاحتلال غير القانوني من جانب الولايات المتحدة وجيشها منذ ذلك الحين.