تستمر حرائق الغابات التي اجتاحت ولاية هاواي في 8 من الشهر الجاري، وتستعر الحرائق في مدينة لاهاينا، التي لم يتم احتواؤها بعد، وفقًا لتصريحات حكومية، إذ وقعت في المدينة التي تعد الوجهة السياحية الرئيسية للجزيرة، في الوقت الذي عززت فيه الرياح القوية الناجمة عن إعصار "دورا" من اشتعال النيران.
ويمثل حريق لاهينا أخطر كارثة طبيعية في هاواي في تاريخ الولاية، متجاوزة بذلك عدد الوفيات المؤكدة البالغ عددها 61 بسبب تسونامي في هيلو عام 1960.
ارتفاع عدد الضحايا
ارتفعت حصيلة ضحايا حرائق الغابات في ولاية هاواي الأمريكية، اليوم السبت، إلى 80 شخصًا، وأمر حاكم هاواي جوش جرين، بإجراء مراجعة شاملة لإجراءات الولاية في الساعات التي تلت اندلاع حرائق الغابات المدمرة في الجزر في وقت سابق من هذا الأسبوع، بما في ذلك سبب عدم استخدام صفارات الإنذار لتنبيه السكان إلى جزيرة ماوي.
وقال "جرين"، إنَّ مسؤولي الطوارئ واجهوا تحديًا خاصًا من حقيقة أن النيران المشتعلة بالقرب من لاهاينا، التي تحولت في النهاية إلى عاصفة نارية دمرت كل المدينة التاريخية تقريبًا، قد تلاشت لفترة من الوقت قبل أن تعاود الاشتعال فجأة، وحوّل رجال الإطفاء تركيزهم إلى مناطق أخرى في الجزيرة.
فتح تحقيق
وثار الجدل حول عدم استعداد السلطات في هاواي التي ضربتها واحدة من أكثر الكوارث الطبيعية فتكًا في تاريخها الحديث، ووجه العديد من سكان لاهاينا التي تعد نقطة جذب سياحية في ماوي والعاصمة السابقة لمملكة هاواي، التي أتت عليها النيران تقريبًا، الاتهامات علنًا على إدارة الأزمة.
من جانبها، أعلنت المحامية العامة في جزر هاواي الأمريكية، أمس الجمعة، فتح تحقيق في إدارة الحرائق المدمرة في جزيرة ماوي، في وقت تحوم فيه العديد من التساؤلات حول ثغرات مفترضة، وفقًا لما نقلته وكالة الأنباء الفرنسية.
الإدارة ترد
وأكد متحدث باسم الوكالة المسؤولة عن إدارة الأزمات في هاواي، أن صفارات الإنذار التي كان من المفترض أن تُطلق في حالة نشوب حريق لم يتم تفعيلها. إلا أنه أشار إلى أنه تم إرسال تنبيهات إلى هواتف السكان المحمولة، وبُثت عبر الإذاعة والتلفزيون.
وأشارت وسائل إعلام أمريكية عدة إلى أن مراجعة لرسائل الطوارئ في مقاطعة ماوي أظهرت أنه بالتوازي مع رصد أول ألسنة لهب بالقرب من لاهاينا صباح الثلاثاء، كانت السلطات منهمكة بإخماد حريق أكبر بكثير في كولا، وسط الجزيرة.
مساعدات للمتضررين
وفقًا للوكالة الفيدرالية لإدارة الطوارئ، قال البيت الأبيض إنَّ الحكومة الفيدرالية أفرجت عّما يكفي من الطعام والماء لدعم 5 آلاف شخص لمدة 5 أيام.
وأوضح العمدة ميتش روث، إنَّ مقاطعة هاواي أنشأت فرقة عمل لدعم "ماوي"، بما في ذلك مساعدة الناس في العثور على سكن، كما أن أجزاءً من المدينة تحولت إلى رماد ولا تزال بعض الجدران الخرسانية والحجرية قائمة، لكن من الصعب رؤية ما كانت تحتويه.
البيت الأبيض
وبدورها، قالت نائبة الرئيس كامالا هاريس، إنها والرئيس، جو بايدن، يراقبان عن كثب الأزمة المستمرة في هاواي، وأوضح البيت الأبيض أن "بايدن" تحدث مع حاكم هاواي جوش جرين مرة أخرى للوقوف على آخر ملابسات الحريق.