الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

الجغرافيا تعزل "هاواي".. ولاية أمريكية خارج اتفاقية "الناتو"

  • مشاركة :
post-title
من الهجوم اليابانى على الأسطول الأمريكي فى بيرل هاربور عام 1941

القاهرة الإخبارية - محمود غراب

أصبحت السويد أحدث عضو في حلف شمال الأطلسي "الناتو" في وقت سابق من هذا الشهر، إذ انضمت إلى 31 دولة في التحالف العسكري الغربي، بما في ذلك 49 ولاية أمريكية، باستثناء ولاية واحدة، غير مشمولة في اتفاقية الحلف، وفق ما ذكرت شبكة "سي. إن. إن" الإخبارية الأمريكية.

وأوضحت الشبكة، أن هاواي ليست من الناحية الفنية مشمولة بحلف الناتو، نظرًا لأنها في حالة غريبة من الجغرافيا والتاريخ.

وقالت الشبكة، أنه في حال هاجمت قوة أجنبية هاواي، حيث تقع قاعدة البحرية الأمريكية في بيرل هاربر، ومقر قيادة منطقة المحيطين الهندي والهادئ شمال غرب هونولولو، فإن أعضاء حلف شمال الأطلسي لن يكونوا ملزمين بالارتقاء إلى مستوى الدفاع عن الولاية.

ونقلت الشبكة عن ديفيد سانتورو، رئيس مركز أبحاث منتدى المحيط الهادئ في هونولولو: "إنه أغرب شيء، حتى معظم سكان هاواي ليس لديهم أي فكرة أن ولايتهم ليست من الناحية الفنية مشمولة بالحلف". ويقول سانتورو: "يميل الناس إلى افتراض أن هاواي جزء من الولايات المتحدة، وبالتالي فهي مشمولة بحلف شمال الأطلسي".

وتقع هاواي في المحيط الهادئ، وعلى عكس كاليفورنيا أو كولورادو أو ألاسكا، فإن الولاية الخمسين ليست جزءًا من الولايات المتحدة القارية التي تصل إلى شمال المحيط الأطلسي على شواطئها الشرقية. ويقول سانتورو، إن "الحجة لعدم إدراج هاواي هي ببساطة أنها ليست جزءًا من أمريكا الشمالية".

وهذا الاستثناء منصوص عليه في معاهدة واشنطن، الوثيقة التي أنشأت حلف شمال الأطلسي في عام 1949، قبل عقد من تحول هاواي إلى ولاية.

وبينما تنص المادة 5 من معاهدة "الناتو" على الدفاع الجماعي عن النفس في حالة وقوع هجوم عسكري على أي دولة عضو في الحلف العسكري الغربي، فإن المادة 6 تحد من النطاق الجغرافي لذلك.

وبموجب المادة 6 من معاهدة "الناتو"، يعتبر الهجوم المسلح على واحد أو أكثر من الأطراف بمثابة هجوم مسلح على أراضي أي من الأطراف في أوروبا أو أمريكا الشمالية. وتنص المادة أيضًا على أن أي منطقة جزيرة يجب أن تكون في شمال المحيط الأطلسي، شمال مدار السرطان.

وأكد متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، أن هاواي غير مشمولة بالمادة 5، لكنه قال إن المادة 4، التي تنص على أن الأعضاء سيتشاورون عندما تتعرض "سلامة الأراضي أو الاستقلال السياسي أو الأمن" لأي عضو للتهديد، يجب أن تشمل أي موقف يمكن أن يؤثر على الولاية الخمسين.

وقال المتحدث أيضًا، إن أي تعديل للمعاهدة ليشمل هاواي، من غير المرجح أن يحصل على إجماع، لأن الأعضاء الآخرين لديهم مناطق خارج الحدود المنصوص عليها في المادة 5.

على سبيل المثال، لم ينضم حلف شمال الأطلسي إلى العضو المؤسس في حرب المملكة المتحدة مع الأرجنتين عام 1982 بعد اجتياح القوات الأرجنتينية لجزر فوكلاند، وهي منطقة بريطانية متنازع عليها في جنوب المحيط الأطلسي.

وحسب "سي. إن. إن"، يقول بعض الخبراء، إن الزمن تغير خلال العقود التي تلت توقيع معاهدة واشنطن، وأشاروا إلى إن الوضع السياسي اليوم في منطقة المحيطين الهندي والهادئ قد يتطلب إعادة التفكير.

ولفتت الشبكة إلى أن القواعد العسكرية الأمريكية في هاواي يمكن أن تلعب دورًا حيويًا في مواجهة العدوان الكوري الشمالي، وكذلك دعم أي دفاع محتمل عن تايوان.

وافترض سيناريو المناورات لعام 2022، الذي يديره مركز الأمن الأمريكي الجديد، مهاجمة الصين منشآت القيادة والسيطرة الأمريكية في هاواي، كجزء من حربها للسيطرة على تايوان بالقوة.

ويقول جون همينجز، كبير مديري برنامج السياسة الخارجية والأمنية لمنطقة "الإندوباسيفيك" في منتدى المحيط الهادئ، إن استبعاد هاواي من الناتو يزيل "عنصر الردع" عندما يتعلق الأمر بإمكانية توجيه ضربة صينية إلى هاواي، دعمًا لأي حملة محتملة على تايوان.

ويقول همينجز، إن "ترك هاواي يتيح لبكين معرفة أن الأعضاء الأوروبيين في الناتو من المحتمل أن يكون لديهم نوع من شرط الهروب عندما يتعلق الأمر بالدفاع عن الأراضي الأمريكية في مثل هذا الوضع الافتراضي".

وتساءل: لماذا لا نضع عنصر الردع هذا تحت تصرفنا؟ لماذا نترك هذا الأمر خارج الطاولة إذا كان سيمنع الصين بالفعل من غزو تايوان؟

وذكرت "سي. إن. إن" أن هاواي لها أيضًا أهمية تاريخية عميقة بالنسبة للولايات المتحدة، مشيرة إلى أن هذا هو المكان الذي حدث فيه الهجوم الذي نفذته البحرية الإمبراطورية اليابانية في 7 ديسمبر 1941 على الأسطول الأمريكي القابع في المحيط الهادئ في قاعدته البحرية في ميناء بيرل هاربر بجزر هاواي، غيّر هذا الحدث مجرى التاريخ، وأرغم الولايات المتحدة على دخول الحرب العالمية الثانية.

ويطرح همينجز أيضًا حجة لصالح ضم جزيرة جوام، وهي جزيرة تابعة للولايات المتحدة في المحيط الهادئ، وتقع على بعد حوالي 3000 ميل غربًا من هاواي، إلى مظلة حلف شمال الأطلسي.

وتستضيف جزيرة جوام، التي تقع في مرمى صواريخ كوريا الشمالية، قاعدة أندرسن الجوية، والتي يمكن للولايات المتحدة منها إطلاق قاذفاتها من طراز B-1، وB-2، وB-52 عبر منطقة "الإندوباسيفيك".

ويقول همينجز: "يشعر الخصم بالجرأة لخوض صراع عسكري، وينتهي بك الأمر إلى خوض حرب على أي حال".

وكما ذكر سانتورو من منتدى المحيط الهادئ، أنه ينبغي إدراج جوام تحت مظلة الناتو، يقول: "من الناحية الاستراتيجية، تعتبر جزيرة جوام أكثر أهمية بكثير من هاواي".

وحسب "سي. إن. إن"، يرى محللون آخرون أنه لو وقع مثل هذا الهجوم الافتراضي على هاواي أو جوام، فإن العلاقات العميقة الدائمة التي تربط الولايات المتحدة وحلفائها الديمقراطيين، سوف تكون أكثر أهمية في عملية صنع القرار في البلدان، مقارنة بالجوانب الفنية في معاهدة الناتو.

ونقلت الشبكة عن لويس سايمون، مدير مركز أبحاث الأمن والدبلوماسية والاستراتيجية في مدرسة بروكسل للحكم في بلجيكا، أنه "في حالة وقوع هجوم أتوقع أن تحاول الولايات المتحدة تشكيل تحالف من الراغبين يشمل في المقام الأول -ولكن ليس حصرًا- حلفاء إقليميين".

واستشهد سايمون بالرد القوي والفوري للحلف بعد هجمات 11 سبتمبر، وهي المرة الوحيدة في تاريخه الممتد 74 عامًا، التي فعل فيها الناتو آلية الدفاع الجماعي عن النفس بموجب المادة 5.