الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

قمة الناتو الـ75.. عودة مخاوف الحرب العالمية للواجهة

  • مشاركة :
post-title
قمة الناتو الـ75

القاهرة الإخبارية - مصطفى لبيب

ما بين التأكيد على هزيمة روسيا ونشر أسلحة ردع استراتيجية أمريكية في ألمانيا، بجانب إقحام الصين وكوريا الشمالية كأطراف في صراع "الناتو - روسيا"، يرى المراقبون أن قمة الناتو الـ75، بمثابة ناقوس خطر لحرب عالمية ثالثة أو صراع طويل الأمد، ستظهر علاماته عند معرفة من سيقود دفة البيت الأبيض في انتخابات نوفمبر 2024.

وتعهد أعضاء حلف شمال الأطلسي "الناتو" بدعم أوكرانيا في مسارها، الذي لا رجعة فيه نحو الاندماج الكامل في الحلف، خلال القمة 75 الجارية بواشنطن، كما حذروا الصين وكوريا الشمالية من استمرار دعمهما لروسيا، وأعلنت الولايات المتحدة أنها ستنشر أسلحة ردع في ألمانيا.

تأسيس الحرب

أكد الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، في حديثه مع "القاهرة الإخبارية" أن قمة الناتو الحالية كانت خاصة جدًا، وركزت بشكل كبير حول الصراع بين روسيا وأوكرانيا، وشددوا على ضرورة هزيمة الكرملين حتى لو استخدموا كل ما يمتلكونه من القوة، مشيرًا إلى أن الحديث عن نشر أسلحة ردع استراتيجية أمريكية في ألمانيا، للأسف الشديد بمثابة تأسيس لحرب عالمية ثالثة.

وندد الكرملين بتلك الخطوة الأمريكية، وأكد دميتري بيسكوف، المتحدث باسم الرئاسة الروسية، أن ألمانيا والولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا تشارك بشكل مباشر في الصراع، وكل هذا لضمان هزيمة روسيا الاستراتيجية في ساحة المعركة، مُشددًا على أن كل سمات الحرب الباردة تعود إلى الواجهة من جديد.

وحول إقحام الصين في الصراع الدائر بين الناتو وروسيا، شدد "الرقب" على أن هذا الموقف ظهرت بوادره منذ فترة بقيادة الولايات المتحدة، التي طلبت من عدة دول بشكل مباشر قطع علاقاتها مع بكين وتقليل اعتمادهم عليها، في العديد من المجالات خاصة المجال الاقتصادي، ولفت إلى أن تحريض الناتو اليوم ضد الصين بمثابة إعلان حرب بشكل مباشر عليها بجانب روسيا وكوريا الشمالية.

حلف شمال الأطلسي
تدفق الغاز

حذّرت المجر من أنها لا تريد ولن تدعم تحول حلف شمال الأطلسي إلى كتلة "معادية للصين"، وقال وزير الخارجية المجري على هامش قمة حلف شمال الأطلسي، إن انضمام أوكرانيا إلى الحلف من شأنه أن يضعف الوحدة داخل المجموعة.

وعن ذلك الموقف المجري المخالف للناتو، يرى أستاذ العلوم السياسية، أن المجر دولة صغيرة تبحث عن مصالحها، وموقفها من الحرب واضح وحاولت أن تكون أقرب إلى روسيا، بهدف الحفاظ على تدفق الغاز الروسي إلى أراضيها وهو ما لم يتوقف بالفعل.

ناقوس الخطر

ويعتقد "الرقب" أن كل مخرجات الناتو تؤسس لحرب عالمية أخرى أحد أطرافها سيكون "روسيا - الصين - كوريا الشمالية"، ومن الناحية الأخرى دول حلف شمال الأطلسي، بل يستعدون لحرب واسعة من خلال زيادة الإنفاق الدفاعي على الحلف، وما يحدث الآن هو التجهيز لمحاولات محاصرة تلك الدول وتقليل نشاطها، وأعتقد أن هذا بشكل واضح هو دق ناقوس الحرب العالمية الثالثة.

وتعتبر الانتخابات الأمريكية الرئاسية 2024، نوفمبر المقبل، حاسمة ولها مخرجات مختلفة في هذا الصراع المتشكل، وفي حال فوز الديمقراطيين كما يقول الرقب، قد تذهب الأمور باتجاه حرب شاملة أو على الأقل صراع طويل الأمد واستنزاف بين الناتو وهذه الدول، وهو ما يظهر جليًا في تصريحات الولايات المتحدة الصريحة بأن الحرب الدائرة في أوروبا لا بد أن تحسم لصالح أوكرانيا، أما في حال فوز الجمهوريين فبالتأكيد سيكون هناك تغيير واضح للمعادلة.