الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

الحرب الهجينة في بحر البلطيق.. روسيا تضر دول الناتو بـ"التشويش"

  • مشاركة :
post-title
الحرب الهجينة - موضوعية

القاهرة الإخبارية - أحمد أنور

اضطر آلاف الطيارين المدنيين من دول تابعة لحلف شمال الأطلسي إلى مواجهة عطل مفاجئ في نظام الملاحة الخاص بطائراتهم وهم في منتصف رحلاتهم فوق منطقة بحر البلطيق بالأخص، وتتجه أصابع الاتهام إلى الجانب الروسي، مع تجاوز الحرب الروسية الأوكرانية عامها الثاني، بحسب موقع "إن تي في" الألماني.

تشويش غير عادي

وعلى مدى العامين الماضيين، واجهت جميع شركات الطيران تقريبًا التي تحلق فوق منطقة البلطيق مشكلات ملاحية، ووفقًا للوكالة الأوروبية لسلامة الطيران، بلغت حالات تسجيل التداخل في نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) في منطقة بحر البلطيق خلال عام 2018 سوى 100 حالة فقط، بينما تسجيل 10 آلاف حالة في العام الماضي فقط.

وتحمل دول البلطيق روسيا المسؤولية، مع انقطاع نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) في منطقة بحر البلطيق، في جيب كالينينجراد الروسي.

وفي وقت سابق قالت جوليان سميث، السفيرة الأمريكية لدى حلف شمال الأطلسي (ناتو)، إن الأنشطة التي تقوم بها روسيا في منطقة بحر البلطيق بأوروبا لها تأثير معاكس.

الرد الأمريكي

وأضافت "سميث" للصحفيين أن التهديد الروسي الذي يلوح في الأفق في شمال أوروبا لا ينجح في خلق أي تردد من جانب حلفاء الناتو فيما يتعلق بدعمهم لأوكرانيا.

اتهامات متكررة

وتتركز الاتهامات حول روسيا، بعد اتهامها في الانخراط في عمليات سرية ومختلطة ضد خصومها في مناطق البلطيق وشمال أوروبا، وتتجلى هذه الجهود بشكل خاص ضد الدول المجاورة مثل فنلندا وإستونيا وليتوانيا ولاتفيا وبولندا.

واتهمت إستونيا وليتوانيا روسيا بالتدخل في الملاحة الجوية في المنطقة، ويرى الخبراء أن ذلك جزء من حرب موسكو الهجينة ضد حلف شمال الأطلسي.

وفي مارس الماضي، اتهمت حكومة المملكة المتحدة موسكو أيضًا بالتشويش على نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) للطائرة التي كانت تقل وزير الدفاع البريطاني، جرانت شابس، في رحلة عمله إلى وارسو.

وحلّقت طائرته لفترة وجيزة على طول حدود منطقة كالينينجراد، وهي منطقة روسية بين ببولندا وليتوانيا.

موقع أجهزة التشويش

وأشارت بعض المصادر إلى أن أجهزة التشويش على نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) كانت موجودة في منطقة كالينينجراد، بينما أشار آخرون إلى أنها كانت في مكان ما على الأراضي الروسية بين مدينة نارفا الحدودية الإستونية وسانت بطرسبرج.

ويحدث التشويش على نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) على خلفية الحرب الروسية في أوكرانيا، وتدرس بولندا ما إذا كانت ستستضيف أسلحة نووية أمريكية على أراضيها، بينما استقبلت ليتوانيا المجموعة الأولى من الجنود الألمان المنتشرين كجزء من لواء ألماني سيتم نشره بشكل دائم على الجناح الشرقي لحلف شمال الأطلسي.

أصابع الاتهام تشير إلى الكرملين

وجّه مارتن هيريم، قائد قوات الدفاع الإستونية، أصابع الاتهام إلى الكرملين لتعطيل إشارات نظام تحديد المواقع العالمي مع تزايد التداخل مع أنظمة الملاحة المعتمدة على الأقمار الصناعية في منطقة البلطيق، منذ العام الماضي، وتم تسجيل زيادة خاصة هذا الشهر في منطقة تمتد من فنلندا لبولندا إلى منطقة البحر الأسود.

اضطرابات في الطيران البولندي

وقال القائد الإستوني إن نشاط التشويش يمكن تنفيذه أيضًا من السفن في بحر البلطيق، وديسمبر الماضي، حذّرت سلطات الطيران البولندية الطيارين من حدوث اضطرابات، بينما قال مسؤولون من السويد وفنلندا في وقت سابق من هذا الشهر، إنهم يحققون في الأمر.

وأضاف هيريم: "لقد أظهرت روسيا قدراتها في الحرب الإلكترونية بأماكن أخرى، وليس فقط في أوكرانيا ودول البلطيق".

سجل حافل من التشويش

وتتمتع روسيا بسجل حافل في التشويش على إشارات نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) في شمال أوروبا، وهي قادرة على نشر مجموعة من القدرات للحرب الإلكترونية، بما في ذلك تعطيل نشاط الطائرات دون طيار والصواريخ في أوكرانيا.

كما كثّف الكرملين أنشطة التشويش في موسكو وسانت بطرسبرج، لتجنب هجمات محتملة بطائرات دون طيار من أوكرانيا، ولم يعلق الكرملين على تلك الاتهامات حتى الآن.

وفي وقت سابق أكدت وزارة الدفاع الروسية، أن وحدات الحرب الإلكترونية التابعة لها في كالينينجراد، أجرت تدريبات لتعطيل إشارات الراديو والأقمار الصناعية.