خلال مشاركتهما في قمة حلف شمال الأطلسي "الناتو"، أعلنت الحكومتان الهولندية والدنماركية أن أولى طائرات "F-16" المقاتلة في طريقها إلى أوكرانيا "وسوف تقوم بطلعات جوية هذا الصيف"، وفق بيان تناقلته وسائل الإعلام الغربية عن البيت الأبيض.
وقال رئيس وزراء هولندا ديك شوف، ونظيرته الدنماركية ميت فريدريكسن، إن "عملية نقل" الطائرات إلى كييف جارية "بعد أشهر من تدريب الطيارين، والمفاوضات السياسية"؛ لافتين إلى أن "أوكرانيا سوف تحلق بطائراتF-16" " العملياتية هذا الصيف"، وهي الأولى من حوالي 85 طائرة مقاتلة تم إرسالها إلى كييف لتحسين وضعها في ساحة المعركة.
وقال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، ينس ستولتنبرج، إن الإمدادات التي طال انتظارها من الطائرات المقاتلة أمريكية الصنع، هي جزء من حزمة كبيرة من الدعم لأوكرانيا، والتي تشمل التبرع بأربعة أنظمة دفاع جوي من طراز "باتريوت"، والتدريب الذي يقوده حلف شمال الأطلسي للقوات الأوكرانية.
كما أوضح ستولتنبرج أن الالتزام بأن الطريق النهائي لكييف نحو عضوية حلف شمال الأطلسي "لا رجعة فيه".
دعم كييف
خلال اجتماعهم، انتقد الحلفاء الصين "بلهجة أقوى من تلك المستخدمة من قبل، لمساعدتها روسيا في غزو أوكرانيا"، حسب تعبير صحيفة "الجارديان" البريطانية.
ووصف قادة "الناتو" بكين أنها "عامل حاسم" للحرب، من خلال دعم موسكو في شراكة "بلا حدود"، وتزويدها بمكونات المعدات العسكرية والمواد الكيميائية اللازمة لصنع المتفجرات.
وأعلنوا في بيان القمة: "هذا يزيد من التهديد الذي تشكله روسيا لجيرانها وللأمن الأوروبي الأطلسي".
رغم هذا الحماس، لا يزال من غير الواضح إلى أي مدى ستتمكن أوكرانيا من استخدام طائرات "F-16" لمهاجمة أهداف في الأراضي الروسية أو المجال الجوي الروسي.
وكانت الولايات المتحدة قد أبدت في السابق قلقها إزاء احتمالات التصعيد، ولكنها خففت -جزئيًا- من موقفها للسماح بقصف أهداف داخل روسيا بالمدفعية بعيدة المدى.
وقال كير ستارمر، رئيس الوزراء البريطاني، إنه سعيد برؤية أوكرانيا تستخدم صواريخ "ستورم شادو" لمهاجمة أهداف داخل روسيا "طالما أنها تستخدم للدفاع عن نفسها"، مؤكدًا بذلك السياسة البريطانية الحالية.
وقال: "إنها -يقصد الصواريخ- لأغراض دفاعية، ولكن الأمر متروك لأوكرانيا لتقرر كيفية نشرها لهذه الأغراض الدفاعية".
ولفتت "الجارديان إلى أن هذا "ينهي هذا انتظارًا طويلًا بالنسبة لأوكرانيا، التي كان رئيسها فولوديمير زيلينسكي يضغط منذ 18 شهرًا على الأقل من أجل الحصول على طائرات غربية، لتكمل قوتها الجوية السوفيتية الصغيرة والقديمة، والتي لا تضاهي القوة الجوية الروسية".
وقال زيلينسكي إنه ممتن للدنمارك وهولندا والولايات المتحدة، لاتخاذ ما وصفه بـ "خطوات عملية للمساعدة"، وأشار إلى أنه يأمل في الحصول على المزيد من التبرعات؛ وأن المقاتلات الجديدة سوف تستخدم لتعزيز الدفاع الجوي لأوكرانيا.
دفاعات ضعيفة
بينما تعهدت النرويج وبلجيكا بتزويد أوكرانيا بطائرات "F-16" في المستقبل، ما زال من غير الواضح مدى فعالية الطائرات المقاتلة التي صممت في سبعينيات القرن العشرين، في الحرب ضد روسيا.
وتشير "الجارديان" إلى أنه "من الأهمية بمكان معرفة كيفية إخفائها وحمايتها عندما تكون على الأرض، في وقت أصبحت فيه الدفاعات الجوية الأوكرانية ضعيفة".
هذا الشهر، أعلنت روسيا أنها دمرت خمس طائرات أوكرانية من طراز "SU-27" في هجوم صاروخي بصواريخ "إسكندر" على قاعدة جوية في ميرهورود. وقد اعترفت أوكرانيا ببعض الخسائر وسط انتقادات بأن الطائرات كانت مصطفة على المدرج في وضح النهار في نطاق الصواريخ الروسية.
ربما لهذا، أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن، مساء الثلاثاء، أن أعضاء حلف شمال الأطلسي سوف يزودون كييف بأربع بطاريات من منظومة "باتريوت" المضادة للصواريخ، في حين ستزودها إيطاليا بمنظومة "سامبت-تي"، والتي يمكن استخدامها لحماية القواعد الجوية من الهجمات الروسية.
وأكد المحللون أن الطائرات أمريكية الصنع سوف تكون جاهزة لاعتراض الصواريخ الروسية من طراز "كروز" وغيرها من الصواريخ أرض-جو، أو ربما يتم نشرها كأصول دعم جوي للعمليات البرية.
وبحسب تقرير صادر عن مؤسسة "راند" في عام 2023، فإن الطائرة المسلحة بأسلحة AGM-88 HARM -صواريخ مضادة للإشعاع عالية السرعة- القادرة على ضرب أنظمة الصواريخ أرض-جو الروسية "سام"، يمكن أن تكون أيضًا محورية في تطوير التفوق الجوي المحلي.
لكن في الشهر الماضي، أشار مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية إلى أن أوكرانيا تحتاج إلى 12 سربًا من طائرات "F-16"، أي ما يعادل 216 طائرة.
وقدر التقرير أنه "إذا كانت تريد أن تنجح في تطوير الدعم الجوي للعمليات البرية، من خلال تخصيص أربعة أسراب لكل منها لقمع الدفاع الجوي للعدو، والحظر الجوي، والعمليات الجوية المضادة"، كما نقلت مجلة "بريكنج ديفينس".