حذّرت روسيا، أنها ستتعامل مع أسطول أوكرانيا الجديد من الطائرات المقاتلة من طراز"إف-16" على أنه تهديد "ذات قدرة نووية"، وفق ما ذكرت مجلة" نيوزويك" الأمريكية.
وكان الجيش الأوكراني أعلن، في وقت سابق الأسبوع الماضي، أنه سيبدأ تشغيل الطائرات الأمريكية الصنع، اعتبارًا من أمس الاثنين. وقال المتحدث باسم القوات الجوية الأوكرانية، إيليا يفلاش، إن الطائرات ستكون جاهزة للمعركة بعد عيد الفصح الأرثوذكسي، الذي وافق أمس الأول الأحد.
وتمثل المقاتلات "إف-16" المقدمة من الحلفاء الغربيين، ومنهم الدنمارك وهولندا والنرويج وبلجيكا، تحديثًا تشتد الحاجة إليه لأسطول أوكرانيا القديم المكون من طائرات سوفيتية الصنع، والتي تعرضت للضرب والاستنزاف بعد أكثر من عامين من القتال.
وفي حين أن طائرات "إف-16" يمكن أن تستوعب أسلحة نووية معينة في التكوين الصحيح، فإن أوكرانيا لا تمتلك ترسانة نووية ولم تكن هناك مؤشرات على أن أي حلفاء يمتلكون أسلحة نووية يعتزمون تقاسمها مع كييف، وفق نيوزويك.
وبغض النظر عن ذلك، حذرت وزارة الخارجية الروسية أوكرانيا في بيان، أمس الاثنين، من أنها "لا تستطيع تجاهل" احتمال أن تكون الطائرات قادرة على حمل أسلحة نووية.
وقالت الخارجية الروسية أيضًا، إن وصول طائرات "إف-16" كان "استفزازًا متعمدًا" من قبل "الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي"، على الرغم من عدم قيام أي منهما بتزويد أوكرانيا بالطائرات.
وجاء في بيان وزارة الخارجية الروسية: "لا يمكننا أن نتجاهل حقيقة أن هذه الطائرات عبارة عن منصات ثنائية الغرض يمكن استخدامها في مهام نووية وغير نووية".
وتابعت: "بغض النظر عن التعديل الذي سيتم إدخاله على الطائرات (لأوكرانيا)، فإننا سنعاملها على أنها ذات قدرة نووية، وسنعتبر هذه الخطوة التي اتخذتها الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي بمثابة استفزاز متعمد".
وواصل بيان الوزارة التحذير من أن "النظام في كييف ورعاته الغربيين يجب أن يدركوا أن خطواتهم المتهورة تقرب الوضع من نقطة الانفجار".
صراع عسكري مفتوح
وحسب نيوزويك، ترى الحكومة الروسية أن اقتراح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بتدخل قوات حلف شمال الأطلسي في الحرب الروسية الأوكرانية، يعني أن الغرب "يحاول عمدًا تحويل الأزمة الأوكرانية إلى صراع عسكري مفتوح بين دول حلف شمال الأطلسي وروسيا".
وقد رفض جميع حلفاء الناتو الآخرين تقريبًا، بما في ذلك الولايات المتحدة، فكرة إرسال قوات إلى أوكرانيا. وقال الرئيس جو بايدن، خلال خطابه عن "حالة الاتحاد" في مارس الماضي، إنه "لا يوجد جنود أمريكيون في الحرب في أوكرانيا، وأنا مصمم على إبقاء الأمر على هذا النحو".
وسبق أن حذرت روسيا من أن طائرات "إف-16" ستعتبر تهديدًا نوويًا بمجرد تشغيل الأسطول الأوكراني. وأدلى وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، مرارًا بتصريحات مماثلة بعد الإعلان عن أن كييف ستتسلم الطائرات العام الماضي.
وقال كريستوفر ستيوارت، خريج كلية الأسلحة الجوية الأمريكية، والطيار السابق لـ"إف-16"، في تعليقات العام الماضي لصحيفة "كييف بوست"، حيث يعمل ستيوارت أيضًا كمحرر: "إن أي طائرة هي في الواقع قادرة على حمل الأسلحة النووية."
مناورات نووية
وفى وقت سابق أمس الاثنين، أمر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بإجراء مناورات نووية "في المستقبل القريب"، تشارك فيها خصوصًا قوات منتشرة قرب أوكرانيا، ردًا على "تهديدات" قادة غربيين لموسكو.
وأكدت وزارة الدفاع الروسية، في بيان على تطبيق تيليجرام، أنه "خلال المناورات، سيتم اتخاذ سلسلة من الإجراءات للاستعداد ولاستخدام الأسلحة النووية غير الاستراتيجية".
وأشارت إلى أن الإجراء يأتي بناءً على "أوامر من القائد الأعلى للقوات المسلحة لروسيا الاتحادية"، أي بوتين.
وشددت على أن التمرين يهدف إلى "الإبقاء على جاهزية" الجيش، في أعقاب "تصريحات مستفزة وتهديدات بعض المسؤولين الغربيين حيال روسيا"، على حد تعبير الوزارة.
وستشمل المناورات، القوات الجوية والبحرية، وقوات المنطقة العسكرية الجنوبية ومقرها قرب الحدود مع أوكرانيا. ويشمل نطاق عملها المناطق الأوكرانية التي تحتلها موسكو، وأعلنت ضمها في أعقاب الغزو. ولم تحدد وزارة الدفاع الروسية موعد هذه المناورات أو مكانها.
وكانت روسيا قد أعلنت في أكتوبر 2023، أن بوتين "أشرف على إطلاق صواريخ باليستية" خلال مناورات عسكرية تحاكي "ضربة نووية ضخمة" انتقامية من قبل موسكو.
وتزامن الكشف عن إجراء تلك المناورات مع مصادقة مجلس الاتحاد، وهو الغرفة العليا للبرلمان الروسي، على قرار الانسحاب من معاهدة منع التجارب النووية.
وألمح بوتين مرارًا إلى احتمال اللجوء إلى السلاح النووي. ونشرت موسكو خلال صيف 2023، أسلحة نووية تكتيكية في بيلاروسيا.
وتحصر العقيدة النووية الروسية استخدام السلاح النووي، في حال تعرض البلاد لهجمات بأسلحة دمار شامل أو في حال الاعتداء عليها باستخدام أسلحة تقليدية "تهدد وجود الدولة".