في استعراض للعضلات يواجه اجتماع قادة حلف شمال الأطلسي (الناتو) بواشنطن، اليوم الثلاثاء، الذي يهدف لحشد الدعم الغربي لأوكرانيا ضد الهجوم الروسي، أرسل الكرملين مجموعتين من السفن الحربية للربط مع الصين في المياه الآسيوية هذا الأسبوع، وفق وسائل إعلام محلية.
وقالت وكالة أنباء "تاس" الرسمية الروسية، نقلًا عن الأسطول الروسي في المحيط الهادئ، إن الطرادين "رزكي" و"جرومكي"، من طراز "ستريجوشتشي"، غادرتا ميناء فلاديفوستوك في أقصى شرق روسيا "لتنفيذ مهام محددة في منطقة آسيا والمحيط الهادئ".
وستجري السفن الحربية، التي يبلغ وزنها 2200 طن، تدريبات مُضادة للغواصات والدفاع الجوي ومكافحة التخريب في البحر، وفقًا لما ذكرته "تاس"، التي أشارت إلى أنه "تم تدريب السفن على هزيمة طائرة دون طيار للعدو في أثناء المغادرة".
وليس من الواضح متى تنتهي عملية النشر الجديدة، وفي الوقت الحالي تتمركز سفن الأسطول الروسي بالمحيط الهادئ في بلدة "فوكينو" على خليج بطرس الأكبر في بحر اليابان.
دعم مصالح روسيا في المنطقة
وأشارت مجلة "نيوزويك" الأمريكية إلى أن قطع البحرية الروسية "يتم نشرهم بانتظام للتدريب والزيارات الخارجية لدعم مصالح البلاد في المنطقة".
وحسب المجلة، أمس الاثنين، اكتشف مكتب الأركان المشتركة بوزارة الدفاع اليابانية، مرور السفينتين "رزكي" و"جرومكي" عبر مضيق تسوشيما، وهو ممر مائي استراتيجي يفصل بين شبه الجزيرة الكورية والأرخبيل الياباني.
وقال التقرير إن السفن تتجه نحو الجنوب الغربي من بحر اليابان إلى بحر الصين الشرقي.
ورصدت قوات الدفاع الذاتي البحرية اليابانية، سفينة بحرية روسية ثالثة، السبت الماضي، وقالت هيئة الأركان المشتركة، في تقرير منفصل، إن سفينة التجسس من طراز "فيشنيا كاريليا" أبحرت شمالًا من بحر الفلبين إلى بحر الصين الشرقي عبر مضيق مياكو.
ولم يتضح ما إذا كانت السفينة "كاريليا"، وهي سفينة لجمع الإشارات الاستخباراتية، ستشارك في أي من التدريبات.
وذكرت "نيوزويك" أن خمس سفن روسية، على الأقل، عبرت بحر الصين الشرقي هذا الشهر.
والتقت السفينة الحربية "سوفرشينيي" من طراز "ستريجوششي" وسفينة إمداد، الأسبوع الماضي، مع قوة عمل بحرية صينية، لعمل الدوريات البحرية السنوية الرابعة المشتركة بين البلدين.
وأبحرت المجموعة عبر مضيق "أوسومي"، جنوب جزيرة "كيوشو" اليابانية، قبل دخول المحيط الهادئ الأوسع، وفقًا لهيئة الأركان المشتركة.
إثارة القلق
تأتي المناورات المكثفة، التي لم يعترف بها الجانب الصيني رسميًا بعد، في الوقت الذي يستضيف فيه الرئيس الأمريكي جو بايدن، قادة الناتو المجتمعين في واشنطن العاصمة، لحضور القمة السنوية للحلف، خلال الفترة من 9 إلى 11 يوليو.
وكان رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا، والرئيس الكوري الجنوبي يون سوك يول، من بين زعماء منطقة المحيطين الهندي والهادئ الحاضرين، جزئيًا، لإظهار دعمهم لأوكرانيا، وربط عزم الناتو في أوروبا مع شركاء آسيا.
وكتب فريدريك فان لوكرين، ضابط البحرية البلجيكي السابق، أن البحرية الروسية، بما في ذلك أسطولها بالمحيط الهادئ، شاركت في "الهجوم الدبلوماسي"، الذي شنه الكرملين، الشهر الماضي، إذ زارت أربعة موانئ في دول محايدة ومؤيدة لموسكو.
وفي غضون ذلك، وصلت سفينة الأسطول السابع للبحرية الأمريكية "يو إس إس بلو ريدج"، رفقة سفينة خفر السواحل الأمريكية، إلى خليج "كام رانه" في فيتنام، الاثنين، وهو خليج عميق يواجه بحر الصين الجنوبي المتنازع عليه، وكان منشأة عسكرية أمريكية رئيسية خلال حرب فيتنام.
وبعد أن سحبت واشنطن قواتها من فيتنام، عام 1975، أصبحت فيتنام قاعدة بحرية استراتيجية سوفيتية، ثم روسية، لأسطول المحيط الهادئ، حتى الانسحاب الكامل في عام 2002.
ووسط تصاعد التوترات في بحر الصين الجنوبي، أجرت البحرية الأمريكية عددًا من الزيارات إلى ميناء خليج "كام رانه"، خلال السنوات الأخيرة، في إجراء لبناء الثقة البحرية بين واشنطن وهانوي.