في خضم تصاعد وتيرة الحرب الروسية الأوكرانية، تتجه الأنظار هذا الأسبوع إلى واشنطن، حيث تستضيف إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، قمة حلف شمال الأطلسي "الناتو"، إذ تسلط صحيفة "فورين بوليسي" الأمريكية، الضوء على التحديات والفرص التي تواجه أوكرانيا في هذه المرحلة الحاسمة.
أوكرانيا في الصدارة
يؤكد التقرير أن الوقت قد حان لوضع أوكرانيا في صدارة اهتمامات حلف الناتو، فبعد مرور أكثر من عامين على اندلاع هذه الحرب المدمرة، لم يعد هناك مجال للتردد أو الغموض في الموقف الغربي.
وتشير "فورين بوليسي" إلى أن المخاوف من تصعيد روسي نووي تبدو غير واقعية، مشددة على أن نجاح أوكرانيا في دحر القوات الروسية ليس مستحيلًا، بل هو ضرورة استراتيجية.
تسريع وتيرة الدعم العسكري
يدعو التقرير إدارة بايدن إلى تسريع وتيرة تسليم الأسلحة والتكنولوجيا والمساعدات إلى كييف، ويشير إلى بعض الخطوات الإيجابية في هذا الاتجاه، مثل إعطاء الأولوية لتسليم أنظمة الدفاع الجوي لأوكرانيا، ورفع القيود الجغرافية على استخدام الأسلحة الأمريكية ضد أهداف داخل روسيا.
ومع ذلك، تؤكد "فورين بوليسي" أن هناك حاجة للمزيد، بما في ذلك السماح لأوكرانيا باستخدام صواريخ ATACMS بعيدة المدى ضد أهداف داخل الأراضي الروسية.
تشديد العقوبات وحجز الأصول الروسية
يشدد التقرير على ضرورة تشديد العقوبات المفروضة على الكيانات الروسية، خاصة في القطاعين المالي والطاقة، كما يدعو إلى تطبيق عقوبات ثانوية أكثر صرامة، بما في ذلك ضد الكيانات الصينية التي تقدم الدعم لموسكو.
وتقترح "فورين بوليسي" الاستفادة من التقدم المحرز في قمة مجموعة السبع الأخيرة، حيث تم دعم استخدام الفوائد المتراكمة على الأصول الروسية المجمدة البالغة 300 مليار دولار لتأمين قرض بقيمة 50 مليار دولار لأوكرانيا.
فرصة لا ينبغي تفويتها
يرى التقرير أن قمة الناتو الحالية قد تكون الأخيرة تحت إدارة بايدن، مما يجعلها فرصة حاسمة لتحقيق تقدم في مسألة عضوية أوكرانيا في الحلف.
وتنتقد "فورين بوليسي" الأعذار المقدمة لتأخير انضمام أوكرانيا، سواء تلك المتعلقة بالفساد أو بضرورة انتصار أوكرانيا في الحرب أولًا، وتقترح المجلة توسيع نطاق ضمانات المادة الخامسة من معاهدة الناتو؛ لتشمل تدريجيًا الأراضي التي تسيطر عليها القوات الأوكرانية.
أساس للتفاؤل
يستعرض التقرير الإنجازات الملموسة التي حققتها أوكرانيا في مواجهة روسيا، بما في ذلك إلحاق خسائر فادحة بالقوات الروسية، واستعادة أكثر من 50% من الأراضي التي سيطرت عليها روسيا في بداية الحرب، وتدمير ثلث الأسطول الروسي في البحر الأسود.
وتؤكد "فورين بوليسي" أن هذه الإنجازات تشكل أساسًا قويًا للتفاؤل بإمكانية تحقيق النصر الأوكراني.
الأهمية الاستراتيجية لدعم أوكرانيا
يختتم التقرير بالتأكيد على الأهمية الاستراتيجية لدعم أوكرانيا بالنسبة للأمن الأمريكي والأوروبي، فهزيمة روسيا في أوكرانيا، وفقًا لـ"فورين بوليسي"، ستردع الصين عن أي تحرك تجاه تايوان، وترسل رسالة قوية لجميع "القادة الاستبداديين" بأن الولايات المتحدة لن تتراجع.
ويشدد التقرير على أن الطريق الأسرع لإنهاء الحرب، هو مساعدة أوكرانيا على تحقيق النصر وضمها إلى حلف الناتو لمنع تكرار مثل هذه الحرب في المستقبل.