يصادف عام 2024 الذكرى الـ75 لتأسيس حلف شمال الأطلسي "الناتو"، إذ إنه منذ إنشائه 9 أبريل 1949، وشهد هذا التحالف العسكري، الذي يحتفل قادته بـ"اليوبيل الماسي" غدًا في واشنطن، تحولات كبيرة في دوره ونطاق عملياته.
وتعاقب على قيادة الناتو 14 أمينًا عامًا حتى الآن، كل منهم واجه تحديات مختلفة تبعًا للظروف الدولية المتغيرة، نستعرض قادة الناتو منذ تأسيسه، ونلقي الضوء على أبرز الأحداث التي شهدها، خلال فترات قيادتهم، بحسب الموقع الإلكتروني للحلف على شبكة الإنترنت.
البدايات: من لورد إسماي إلى مانليو بروزيو
بدأت مسيرة القيادة الرسمية لحلف الناتو، عام 1952، مع تعيين البريطاني لورد إسماي، كأول أمين عام للحلف، وتولى إسماي منصبه في فترة حرجة من تاريخ الحرب الباردة، إذ كان على الحلف أن يثبت وجوده كدرع واقٍ للغرب في مواجهة المد الشيوعي.
بعد إسماي، تعاقب شخصيات بارزة من دول أوروبية مختلفة على قيادة الحلف، إذ تولى البلجيكي بول - هنري سباك المنصب من 1957 إلى 1961، تلاه الهولندي ديرك ستيكر، حتى عام 1964، وصولًا إلى الإيطالي مانليو بروزيو، الذي قاد الحلف في فترة شهدت توترات متصاعدة بين المعسكرين الشرقي والغربي.
عصر التحولات: من جوزيف لونز إلى مانفريد فورنر
شهدت فترة السبعينيات والثمانينيات قيادات طويلة الأمد نسبيًا للحلف، إذ أمضى الهولندي جوزيف لونز 13 عامًا، في منصب الأمين العام من 1971 إلى 1984، وهي أطول فترة رئاسة في تاريخ الحلف حتى الآن، وخلالها، واجه الناتو تحديات عديدة، أبرزها أزمة الصواريخ النووية متوسطة المدى في أوروبا.
تلا لونز في المنصب البريطاني لورد كارينجتون من 1984 إلى 1988، ثم الألماني مانفريد فورنر من 1988 إلى 1994، الذي شهدت فترة ولايته نهاية الحرب الباردة وانهيار الاتحاد السوفيتي، ما فرض على الحلف إعادة تعريف دوره في عالم ما بعد الحرب الباردة.
عصر التوسع: من خافيير سولانا إلى أندرس فوج راسموسن
مع نهاية القرن العشرين وبداية الألفية الجديدة، دخل الناتو مرحلة جديدة من التوسع والتدخل في مناطق خارج نطاقه التقليدي، إذ تولى الإسباني خافيير سولانا، قيادة الحلف من 1995 إلى 1999، وشهدت فترته تدخل الناتو في يوغوسلافيا السابقة.
تبعه البريطاني جورج روبرتسون من عام 1999 إلى 2003، الذي قاد الحلف خلال أحداث 11 سبتمبر وما تلاها من أحداث بارزة مثل غزو العراق.
ثم جاء الهولندي ياب دي هوب سخيفر، من عام 2004 إلى 2009، الذي واكب توسع الناتو ليشمل دولًا من أوروبا الشرقية.
أما الدنماركي أندرس فوج راسموسن، الذي تولى إدارة الناتو من 2009 إلى 2014، فقاد الحلف خلال فترة التدخل في ليبيا وبداية الأزمة الأوكرانية بعد ضم روسيا لجزيرة القرم.
العصر الحالي: ينس ستولتنبرج وتحديات القرن الـ21
منذ عام 2014 وحتى يومنا هذا، يتولى النرويجي ينس ستولتنبرج، منصب الأمين العام للناتو.
وشهدت فترة ولايته، التي تعد من أطول الفترات في تاريخ الحلف، تحديات غير مسبوقة، بما في ذلك تصاعد التوترات مع روسيا، وأزمة الهجرة في أوروبا، وجائحة كوفيد-19، والانسحاب من أفغانستان، وصولًا إلى الحرب في أوكرانيا.