الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

المخرج الفلسطيني إيهاب زاهدة: رصدت واقع تعذيب الأسرى بسجون الاحتلال في "بيدرو والنقيب"

  • مشاركة :
post-title
مسرحية "بيدرو والنقيب"

القاهرة الإخبارية - إيمان بسطاوي

صدفة وراء تشابه اسم الأسير الفلسطيني "بدر دحلان" مع بطل العرض

مفارقة غريبة جمعت بين قضية الأسير الفلسطيني "بدر دحلان"، الذي تم تعذيبه في سجون الاحتلال، وشغلت الوطن العربي بعد إطلاق سراحه، ومسرحية "بيدرو والنقيب"، التي عُرضت أمس في مهرجان ليالي المسرح الحر الدولي بالأردن، وتم عرضها من قبل عام 2019، إذ جسدت واقعًا حقيقيًا، وكان بطلها يحمل اسم "بدر"، الذي شهد كل أنواع التعذيب في سجون الاحتلال الإسرائيلي.

واستطاع المخرج الفلسطيني إيهاب زاهدة، تجسيد معاناة الفلسطيني الحقيقية وتعذيبه في السجون الإسرائيلية، من خلال عرض مسرحي لاقى تصفيقًا حادًا من الجمهور، الذي حرص على الذهاب مرتدين الشارات الفلسطينية، بينما استقبل صناع العرض باقة ورود أُرسلت لهم من فلسطين مدون عليها كلمات لطيفة تعكس امتنانهم لتجسيد واقع الحياة التي يقاسيها آلاف الفلسطينيين في سجون الاحتلال.

وقال إيهاب زاهدة، في حواره مع موقع "القاهرة الإخبارية": "كنت حريصًا على إظهار ضعف دولة الاحتلال والأمراض النفسية التي يعانيها المحققون مع الأسرى، وأنها دولة هشة، إذ لا يوجد فلسطيني لم يواجه التعذيب أو السجن، فأنا لم أتعرض لهذا النوع من التعذيب القاسي، لكني أعرف آخرين عانوا مرارة التعذيب في السجون وحاليًا هناك آلاف من الأسرى في سجون الاحتلال، فعلى الرغم من أن هذه المسرحية قدمتها نهاية 2019، وأيضًا العام الماضي على خشبة مهرجان الإسكندرية الدولي "مسرح بلا إنتاج" وحصدت 5 جوائز، ولم أقدمها تزامنًا مع أحداث 7 أكتوبر، لكني أحرص على تقديم عروض سابقة عهدها، تصلح لكل زمان ومكان، وهي رصدت واقعًا أليمًا لكل سنوات الاحتلال، وحرصنا على ألا نشير أين تقع الأحداث ولكن كل عناصر العمل فلسطينيون".

واقع فلسطيني

أضاف "زاهدة" أنه حرص على الغوص في شخصية المحقق الإسرائيلي والأبعاد النفسية المهزوزة، إذ كان حريصًا على هذا العمق في إبراز جوانب الشخصية وألا يقدمها بشكل سطحي، والغوص أيضًا في شخصية الأسير الفلسطيني وتسليط الضوء على التعذيب في السجون والقمع والاضطهاد، خاصة وأن هناك الكثير من الأسرى في الحقيقة الذين تعرضوا لكل أنواع التعذيب، مثل الطبيب منير البرش في مستشفى الشفاء الذي توفي خلال التعذيب.

وتابع "زاهدة": "العرض استغرق تحضيره 4 أشهر ونصف الشهر، لأنه صعب، وركزت فيه كثيرًا عليه لأن الناس لا تنجذب للعروض الجادة، لكن ما لاحظته هو تفاعل كل الناس مع العرض".

وأشار "زاهدة" إلى حرص عدد من الأسرى الفلسطينيين، الذين قضوا سنوات طويلة في سجون الاحتلال وصلت نحو 20 عامًا على حضور عروض المسرحية في السابق، إذ انتابتهم صدمة من قدرته على تجسيد واقع ما عانوه بالسجن داخل هذا العرض ولذلك تلقى ردود فعل إيجابية منهم، خاصة وأن هناك تفاصيل حرص على إبرازها مثل وضع غطاء على الرأس والوجه للأسير وهو ما يحدث بالفعل في التحقيقات الإسرائيلية وليس كل الأسرى يتحملون هذا الغطاء لفترة طويلة.

وعن كيفية توظيف مشاهد حقيقية مما يحدث داخل السجون في هذا النص، يقول المخرج الفلسطيني: "أنا ابن البيئة الفلسطينية ونحن سجناء بالمعتقلات في الأساس بجانب أنه لا يوجد بيت فلسطيني يخلو من أسير أو شهيد، ومن النادر ألا يكون هناك فلسطيني تعرض للاعتقال أو توقيف طويل أو السجن الإداري وأنا شخصيًا تعرضت للتحقيق الإسرائيلي وزميلي "رائد" بطل العمل كان له تجربة في سجون الاحتلال وأشقائي وأعمامي أيضًا".

تشابه أسماء

أوضح "زاهدة" أن المصادفة والمفارقة الغريبة أن الأسير الفلسطيني بدر، الذي شغل الوطن العربي يتشابه اسمه مع اسم بطل العرض، ولذلك أنا أُهدي هذه المسرحية إلى "بدر دحلان" ولكل المعتقلين الفلسطينيين ولكل من يتعرض للتعذيب في كل مكان فنحن نقدم قضية إنسانية وليس قضية فلسطينية فحسب.

وأشار إيهاب زاهدة إلى أن الأعمال الفلسطينية تواجه الكثير من التحديات وتفرض عليها قيود مثل الوضع المادي، قائلًا: "نشارك في المهرجانات الفنية على نفقتنا الخاصة ولذلك أناشد كل المهرجانات أن يتم تبني العروض الفلسطينية وأن يتم استضافة العرض الفلسطيني على نفقة المهرجان، باعتبارنا ضيوفًا، فكل الفلسطينيين يعشون في أزمة اقتصادية وسياسية واجتماعية، وبحاجة لأن يكون للفلسطيني صوت في المهرجانات ليسرد قصته ويعبر عن قضيته، وهذه مناشدة لكل المهرجانات والمحافل الدولية، ومد يد العون للفلسطيني".